يعقوب أحمد الشراح

&

عندما استولى الزعيم النازي هتلر على السلطة في ألمانيا عام 1933 كان قد تخلص من كل منافسيه بإبادتهم من أجل إخضاع كل ألمانيا لسيطرته وحكمه، ثم ما إن أحكم السيطرة سارع في إبادة الملايين من البشر من اليهود والروس والبولنديين وغيرهم من خلال الحروب التي شنها، أو بتطبيق سياسة الإعدام والإبادة للذين خالفوا أوامره، أو لأسباب أخرى كاعتقاده أنه لا فائدة منهم لأنهم في أقل مراتب الجنس والعرق مقارنة بالجنس الألماني.

وفي تصنيفه للأعراق البشرية لم يكتفِ هتلر بوضع اليهود في أسفل قائمة التصنيف العرقي، وإنما شرع في محاربتهم وإبادتهم، فكان له ما أراد في الفترة من (1941-1945) حيث أباد كما يقال نحو 6 ملايين يهودي في المحارق أو ما يسمى بـ»الهولوكوست».

تشير الدراسات التاريخية عن علاقة النازية باليهودية بأن الصهاينة اليهود استثمروا بحرفية موضوع «المحرقة» إعلامياً فجعلوا العالم يصدق أن 6 ملايين يهودي تم إعدامهم بالغاز والمحرقة ليكسبوا عطف العالم، وتأييده في إقامة الدولة الإسرائيلية في فلسطين . فكان لهم ما أرادوا عندما جاء «وعد بلفور» البريطاني بتهجير اليهود إلى فلسطين، وتعويضهم عما أصابهم في ألمانيا النازية.

يقول الباحث الفرنسي روبرت فوريسون أنه لا يوجد أي دليل ولو واحد يؤكد عمليا وجود غرف الغاز التي أعدم فيها ملايين اليهود، كما لا يوجد حتى صورة أو شكل هندسي لهذه الغرف، فكيف كانت تعمل؟، كما ان اعداد اليهود قبل الحرب النازية وبعدها وعدد ضحايا اليهود في الحرب العالميه الثانية لم يتجاوز الـ200 ألف، فكيف يكون أعدادهم 6 ملايين دون الاحياء منهم، ما يعني أن الادعاء بأن عدد اليهود في ألمانيا النازية كان اكثر من 6 ملايين، أمر لا يصدق ...

لقد أردت بهذه المقدمة الطويلة أن أعيد التأكيد على مكر اليهود ودهائهم، وأنهم قوم لا يؤتمنون على شيء، ومن خصائصهم الغدر والكذب والنرجسية والعنصرية.

إن تاريخ اليهود في أوروبا لا يعبر عن الشتات والهجرة والضياع، بل العكس فلقد انتشروا في كل مكان بدوافع الرفاهية والسيطرة، وبناء امبراطوريات اقتصادية وسياسيه انطلاقا من معتقداتهم بأنهم قوم يتفوقون عرقياً على غيرهم من الأمم، وأنهم شعب الله المختار. فالكثير من السلوك النازي الذي يمارسه اليهود الصهاينة في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة يعبر عن فسادهم ومكرهم. فهم يعتقدون أن وجودهم في فلسطين حق لا يجب المساومة عليه تحت أي شروط.. وأن الفلسطينيين لا حق لهم في أي شيء، بل يجب إبادتهم وتدميرهم مثلما حدث لليهود تحت الحكم النازي ...

والغرابة أن حلفاء إسرائيل وعلى رأسهم أميركا يدركون التعصب والعنجهية الإسرائيلية، ولا أخلاقية نشاطاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة... فالمفاوضات لم تحل الدولتين، بل على العكس استغلت إسرائيل عامل الزمن لكي يذوب الحق الفلسطيني والعربي وتنسى قضية الاحتلال، والاستمرار في المعاناة. لذلك فإن المشهد السياسي المضطرب في العالمين العربي والإسلامي هو انعكاس لتداعيات عدم حل الأزمة الفلسطينية، وأبرز صور هذه التداعيات تنامي الإرهاب، والنزاعات الطائفية وتعريض السلام العالمي للخطر وغيرها.

لقد تحولت الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية إلى أزمة إسرائيلية عربية وإسلامية ما أدى إلى الخلل والانشقاق والتقاتل بين الشعوب والسلطات في العالمين العربي والإسلامي، وازدهرت هذه الاختلالات على نحو أصبحت تهدد أمن الدول الغربية بسبب وقوفها الدائم مع إسرائيل.

إن استمرارية الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وممارساتها للنشاطات اللانسانية، وعدم احترامها لقرارات الأمم المتحدة تجعل القضية في مفترق طريق بين قدرة إسرائيل على الحياة أو انهيارها. فمن المستحيل أن تبقى إسرائيل وينتهي الوجود الفلسطيني مهما طال الزمن، خاصة المماطلة الإسرائيلية في حل الدولتين.

إن عدم الخروج من الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، وإبقاء الوضع كما هو يعني تفاقم الأزمات والتداعيات على كافة الأطراف ومنها التهديد الدائم لمصالح الدول الكبرى التي تدافع عن إسرائيل وتقدم لها الدعم والعون المستمر.


&