شملان يوسف العيسى

تستضيف الكويت الاسبوع المقبل مؤتمراً دولياً يبحث سبل الحد من الحملات الهادفة الى تجنيد الجهاديين في العراق وسورية خصوصا عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
حسناً فعلت الكويت ودول التحالف ببدء الحوار حول مكافحة الارهاب بكل أبعاده وليس الاقتصار على الجانب العسكري والامني.. فالارهاب اليوم له ابعاد فكرية وثقافية وتحتاج الى محاربته مجهوداً فكرياً واعلامياً مكثفا، فالعدو الاول للارهاب هو طرح مفاهيم السلام والمحبة والتآلف بين الامم والشعوب بعيدا عن روح التعصب الديني أو المذهبي.
لنكن واضحين وصريحين محاربة داعش اعلاميا ليست بالمهمة السهلة التي تحتاج الى عقد مؤتمر دولي ليوم أو يومين لأن الاعلام المضاد لداعش يتطلب اصلاحا دينيا واضحا يقطع الطريق امام الارهابيين ومن يؤيدهم الذي يستغلون الدين لأغراض سياسية، فالحرب الاعلامية ضد داعش تتطلب فهم دوافع الارهابيين ولماذا تطرف الشباب العربي المسلم وكيف تم التغرير بالشباب الطيب وتحويلهم الى ارهابيين يقتلون انفسهم ويقتلون المئات من الناس الابرياء.
اذا كنا جادين في اقتلاع الارهاب ومحاربته اعلاميا علينا ان نركز على ظاهرة التطرف والغلو في الدين ومحاربة الفتاوى الدينية التي تجيز العنف والارهاب ضد الافراد والجماعات في مجتمعنا، محاربة الارهاب اعلاميا تتطلب التعرض الى البيئة الحاضنة التي انتجت الارهابيين والجهات التي علمتهم والاخرى التي استغلتهم وساهمت في تحولهم من شباب وديع وساذج الى قنابل واحزمة ناسفة، السؤال ما هي الرسالة الاعلامية التي اوصلها اعلام داعش ونجحت في الوصول الى الشباب المغرر بهم للانخراط في حركة داعش؟ رسالة داعش متناهية البساطة انها ترغب الشباب بالجنان والحسان التي تنتظرهم في الجنة من حور عين وحياة مليئة بالحيوية.
هل لدى حكوماتنا رجال الدين المعتدلون الذين لديهم الاستعداد للخروج امام المنابر الاسلامية والدينية لتوضيح رسالة الاسلام الراعية للمحبة والخير ومحبة البشرية في ارض الله الواسعة.
اعلاميا وسياسيا لا اعرف لماذا توجه الاعلام العالمي والعربي على تسمية ارهابيي دولة العراق والشام (داعش) الى «الدولة الاسلامية» هذه التسمية شوهت مفهوم الدولة التي ندرسها في علم السياسة وشوهت اكثر صورة الاسلام، لماذا لا نطلق عليهم تنظيم داعش الارهابي، لماذا نزج بالاسلام ونشوه صورته امام العالم؟
لقد أثار وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد هذه النقطة في مجلس الامن برفضه تسمية كيان داعش الارهابي بـ«الدولة الاسلامية» كذلك فعل وزير الخارجية الفرنسية برفضه هذه التسمية وطلب يوران فابيوس الاعلام باستعمال كلمة «داعش» بدلا من الدولة الاسلامية. نطالب الوفود العربية في مؤتمر الكويت بتغيير التسمية الى منظمة داعش الارهابية، خصوصا وان فرنسا تطلق عليهم قاطعي الاعناق داعش.
لا ينكر احد فعالية تنظيم داعش في استعمال مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة وبث رسائل وافلام فيديو لتجنيد الشباب وحثهم للالتحاق بداعش، علينا ان نتبع في حربنا ضد داعش وسائل مبتكرة توضح طبيعتهم بفضح ما يقومون به مثل بث صورة الداعشي وهو يمارس الشذوذ مع حمار الذي صورته الطائرات الامريكية بدون طيار، علينا ابراز صور بيع النساء في الاسواق وصور المشردين والقتلى من ارهاب داعش، فالحرب الاعلامية تحتاج الى تفكير مختلف ومبدع.
&