حسن علي كرم

صدق الرئيس الامريكي باراك اوباما عندما قال ان المعركة مع تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) معركة طويلة وقد تحتاج الى سنوات.. بل لعل هناك وبخاصة الانتهازيون وتجار الحروب قد يساهمون بطول المعركة، بل ببقاء التنظيم الارهابي الجاهل المتخلف قويا ومستقرا..!!


ففي تصريح اخير لنائب وزير الخزانة الامريكية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين ان «داعش» بات اغنى التنظيمات الارهابية في العالم، وان ملاحقة تمويله ستستغرق وقتا، كاشفا ان داعش يعتمد بتمويله على سرقة وتهريب النفط اولا، فضلا عن الابتزاز والفدية مقابل اطلاق سراح المخطوفين».


وكشف كوهين حسب تصريحات اخيرة ان حكومة بشار الاسد تشتري النفط من «داعش» وان التنظيم يبيع النفط بسعر مخفض لمجموعة من الوسطاء في تركيا ليقوموا بنقله وبيعه مرة اخرى كما بيعت كميات من المناطق التي يسيطر عليها داعش لأكراد العراق ثم اعيد بيعها لتركيا، وتقدر وزارة الخزانة الامريكية ان داعش يحصل على عشرات الملايين من الدولارات شهريا منها مليون دولار يوميا جراء بيع النفط. كما حصل التنظيم على (22) مليون دولار دفعتها بعض الدول الاوروبية مقابل اطلاق سراح مخطوفيها..».


هذه خلاصة تصريح نائب وزير الخزانة الامريكية ديفيد كوهين الذي طالب كلا من الكويت وقطر ببذل المزيد من العمل في مكافحة التمويل الارهابي (حسب الخبر)..!!
الدولة الاسلامية الداعشية تواجه حالتين في ذات التوقيت. في الحالة الاولى هناك من يحارب هذه الدولة باعتبارها تنظيما ارهابيا وورما سرطانيا ينبغي قلعه قبل ان يستفحل وينتشر في ارجاء اخرى، خصوصا بعدما اظهر وجهه الاجرامي القبيح بالقتل والارهاب والسبي والتشريد للابرياء وللعوائل والاسر الايزيدية والمسيحية وللمسلمين السنة والشيعة. في الموصل وتلعفر الذين لم يستسلموا لهم أو يؤيدونهم على جرائمهم البشعة. واما الحالة الثانية فهناك الانتهازيون وتجار الحروب الذين يستفيدون من وجود الدولة الداعشية بتهريب النفط ونقله الى نظام بشار الاسد أو الى الدولة التركية، وفيما يبدو ان هناك دولا أو انظمة منافقة تحاول من جانب محاربة داعش ومن الجانب الثاني ارضاءه وابعاد شره عنها..!!


من الغريب ولعله سر من الاسرار الغيبية ان تنظيم داعش في خلال بضعة اشهر قليلة انضم الى صفوفه عشرات الآلاف واذا كانت الارقام متضاربة عن عدد الداعشيين لكن الذين ينضمون الى صفوفه يتجاوز عددا عن عدد الذين يتم قصفهم بواسطة طائرات التحالف أو المواجهة على الارض. فعندما تترك استاذة جامعية التدريس في جامعتها لتنضم الى داعش وتقول في كتيب اصدرته انها داعشية قبل داعش هذا يدل على ان صفوف الارهابيين ليسوا كلهم من البسطاء والبائسين وانما هناك آخرون، رغم ذكائهم وعلمهم الرفيع وتعليمهم الاكاديمي، مقتنعون بان ما عند هذا التنظيم أو التنظيمات التكفيرية المماثلة هو الاسلام الصحيح وان مقولة وسطية الاسلام غير صحيحة، فالاسلام عند هؤلاء هو الاسلام الذي يقوم على السيف وسفك الدماء أو الاستسلام والرضوخ (…).


من هنا ينبغي القول الحرب على التنظيمات الارهابية التكفيرية والدولة الداعشية لا تبدو مجدية وفاعلة فيما هناك انتهازيون وتجار حروب يجنون اموالا طائلة من وجود هذه التنظيمات وفيما هناك دول تقف خلفها سرا وتدعمها بالمال وبالخدمات اللوجستية.


لعل الحرب على الارهاب تحتاج اول ما تحتاج الى كشف الحقائق واول هذه الحقائق هو الدول أو الانظمة التي تنشئ هذه التنظيمات وتقوم بتمويلها والتسهيل لها، وثاني هذه الحقائق الفكر الاقصائي والتكفيري الذي يروج له علماء دين متطرفون يشيعون هذا النوع من الفكر الديني المنحرف، وثالث هذه الحقائق كشف تجار الحروب والمستفيدين من بقاء التنظيمات الارهابية وعلى الاخص الدولة الداعشية، التي لا شك ان تمددها يشكل خطورة على المنطقة وبخاصة على البلدان العربية الخليجية والكويت اولا.
&