حسن سلمان

&&تستعد القوى الديمقراطية والوسطية في تونس لتجاوز الهزيمة الثقيلة في الإنتخابات التشريعية وإعادة توحيد نفسها تكتل جديد لاختيار مرشح واحد لخوض السباق الرئاسي على أمل الفوز وتشكيل نوع من التوازن السياسي في البلاد، رغم أن هذا الأمر يبدو صعب المنال حاليا في ظل إصرار أغلب الأحزاب على مرشحها الرئاسي.


وكانت حصيلة أغلب الأحزاب ذات التوجه الديمقراطي هزيلة في الإنتخابات التشريعية، وخاصة حزبي المؤتمر (حزب المرزوقي) والتكتل (حزب بن جعفر) الذين شاركا النهضة في الحكم في وقت سابق، حيث حصد الأول 4 مقاعد حتى الآن فيما حصل الثاني على ثلاثة مقاعد، في حين كانت نتيجة الأحزاب الديمقراطية الأخرى كـ»الجمهوري» و»التحالف الديمقراطي» المنشق عنه و»المسار الديمقراطي» وشركاءه في «الإتحاد من أجل تونس» مخيبة للآمال.
ويقول القيادي في حزب المؤتمر سمير بن عمر لـ»القدس العربي» إن الحزب يقوم بإعادة تقييم النتائج التي حصل عليها في الإنتخابات وبحث خياراته في المستقبل، مؤكدا أنه يفضل البقاء في المعارضة على المشاركة في حكومة وحدة وطنية تضم «أزلام» النظام السابق، في إشارة إلى حزب نداء تونس الفائز في الإنتخابات.
ويضيف «حزب المؤتمر سيقود المعارضة من موقع المسؤولية ولن نعمل، كما فعل غيرنا، لإسقاط الحكومة والتخريب، بل سنكون معارضة بنّاءة وسنساهم معا في بناء تونس، محذرا من أن بلاده مهددة بالعودة للإستبداد مجددا وخاصة أن «الحزب الذي يمثل المنظومة القديمة حاز على الأغلبية في الإنتخابات التشريعية وفي صورة فوزه، لا قدر الله، في الإنتخابات الرئاسية فهذا من شأنه إرجاع منظومة الإستبداد ومحاولة الهيمنة على مؤسسات الدولة وتهدد التوازن بين السلطات وهذا ليس في صالح الحرية والديمقراطية في تونس».


وكان رئيس حزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» مصطفى بن جعفر دعا مؤخرا القوى الديمقراطية واليسارية لدعم مرشح واحد للإنتخابات الرئاسية لتلافي «الخطأ» الذي وقع في الإنتخابات التشريعية ومنع تشتيت الأصوات، معبرا عن استعداده للتخلي عن ترشحه للرئاسية في حال تم التوافق على شخصية واحدة.
ولقيت تصريحات بن جعفر صدى إيجابيا لدى البعض، حيث دعا القيادي في «التحالف الديمقراطي» مهدي بن غربية الأحزاب الديمقراطية إلى اختيار نجيب الشابي أو محمد الحامدي أو مصطفى بن جعفر لدعمه كمرشح موحد للرئاسة، فيما أشار الأمين العام لحزب المؤتمر عماد الدايمي إلى أن حزبه بدأ الإتصال مع عدد من الأحزاب لإنشاء قطب ديمقراطي يجمع «القوى الوطنية التي تؤمن باستحقاقات الثورة».
في حين أكد القيادي في الحزب الجمهوري إياد الدهماني القيادي تمسك حزبه بدعم رئيسه أحمد نجيب الشابي كمرشح للإنتخابات الرئاسية، وأشار إلى أن استطلاعات الرأي التي قام بها الحزب تؤكد أن الشابي يحظى بإحترام كبير لدى الناس، لافتا إلى أنه «أكثر الشخصيات القادرة على لعب دور تعديلي خلال المرحلة المقبلة».


ويقول بن عمر «نحن نعتبر أن ثمة ضرورة كبيرة لتكتل القوى الديمقراطية خلف مرشح واحد يملك أفضل الحظوظ لمجابهة المنظومة السابقة كي يبقى هناك حد أدنى من التوازن بين السلطات العمومية، وللحلول دون تغول حزب واحد في البلاد».
وحول المرشح المفترض دعمه في الإنتخابات الرئاسية، يقول بن عمر «نحن نعتقد أن المرشح الوحيد الذي يملك أفضل الحظوظ لهزيمة مرشح المنظومة السابقة هو الدكتور منصف المرزوقي، ونرى أن أكبر ضمانة للحريات والديمقراطية في تونس هي بقاء المرزوقي في رئاسة الجمهورية».
ويشير إلى عدد كبير من الأطراف السياسية اتصلت مؤخرا بحزب المؤتمر وعبرت عن استعدادها لمساندة ترشيح المرزوقي والمساعدة في حملته الإنتخابية.

&
&