&&أسماء وهبة&

رفض سياسيون لبنانيون تطاول أمين عام حزب الله حسن نصر الله على المملكة، مشيرين إلى أن الرياض عرفت بموقفها الصارم من الإرهاب، وأنها تصدت منفردة في الفترة الماضية لمواجهة المتشددين، وتحملت وحدها عبء القيام بهذا العمل، قبل أن يبادر الآخرون إلى مشاركتها هذه المهمة.


وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيروت الدكتور أسامة خازن إلى أن ما قاله نصر الله يأتي في سياق السعي الحثيث لإرضاء القيادة الإيرانية، موضحاً أن مواقفه السياسية وتصريحاته الصحفية خلال الفترة الماضية ظلت تميل إلى إرضاء ساسة طهران، دون أن يضع في اعتباره ما قد يسببه ذلك من ضرر على مصالح لبنان. وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "نصر الله أصبح – لاسيما في الفترة الأخيرة – مجرد مرآة تنعكس عليها مواقف طهران السياسية، وبوق يردد ما يستحي حتى موظفو الخارجية الإيرانية من التفوه به، وللأسف فإنه يلعب هذا الدور وهو يتوهم أنه أكثر قدرة من الآخرين على التصريح بمواقفه، دون إدراك أن هناك فرقا بين الشجاعة والوقاحة. وإذا كانت مواقفه تنطلق من مصلحة الشعب اللبناني أو مراعاة الظرف الذي تمر به بلاده أو المنطقة، لكان حقاً علينا احترامها، سواء اتفقنا معه في الرأي أو اختلفنا، لكن المؤسف أنها تأتي خلاف ذلك، ولا تراعي سوى الجهر بوجهة النظر السياسية لسادته في طهران".
وأضاف خازن بقوله "العالم كله يشهد أن السلطات الأمنية في المملكة نجحت بامتياز في التصدي للإرهاب، وأنها دفعت فاتورة القضاء على تلك الآفة، وقدمت في سبيل ذلك تضحيات عظيمة سيذكرها لها التاريخ بأحرف من نور. فمن الذي ينكر الجهود العظيمة التي بذلتها الرياض للقضاء على تلك الظاهرة؟ وما هي الدولة الوحيدة في العالم التي سنت قوانين تمنع مواطنيها من المشاركة في العمليات العسكرية بالخارج؟ وما هي الدولة التي ابتكرت أسلوب المناصحة الدينية والفكرية لغسل أدمغة المغرر بهم من الإرهابيين؟ والإجابة واضحة في كل الحالات وهي المملكة العربية السعودية".


ويختم خازن بالقول "نصر الله انطبق عليه قول الشاعر "كناطح صخرة يوماً ليوهنها"، فالمملكة أكبر من ترهاته، وعليه إذا أراد أن يقدم النصح أن يوجهه نحو طهران التي أدمنت إذكاء الطائفية والمذهبية، بعد أن اندثرت في العالمين العربي والإسلامي، وأن يطلب منهم وقف تدخلهم السلبي في شؤون المنطقة".
وكان النائب البرلماني مروان حمادة قد وجه انتقادات مماثلة لنصر الله، وقال "الهجوم المستهجن والمرفوض من الأمين العام لحزب الله على السعودية، وتحميلها مسؤولية ما يجري في المنطقة، ما هو إلا محاولة لذر الرماد في عيون من يرى أصل الشر الكامن في المشروع المذهبي الصفوي الممتد عبر طهران ودمشق. فالسعودية التي تحتضن مئات الآلاف من اللبنانيين المنتجين، والتي أنفقت المليارات على إعادة إعمار لبنان، والجنوب تحديدا، وتنفق مليارات أخرى لدعم الجيش اللبناني في وجه الإرهاب من جهة وأنظمة التسلط والاستبداد من جهة أخرى، تسمو تحت قيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذه الضلالات والافتراءات والتلفيقات التي لن تنال منها، كما لن تنال من وفاء اللبنانيين ومحبتهم لها".

&