زينب غاصب

منذ أن لفظ الشعب المصري حكم مرسي والإخوان، والمؤامرات تتوالى على الجيش المصري، لتحطيمه وضرب معنوياته ووضع الحكم الحالي في الحرج أمام العالم، لا أمام شعبه؛ لأن الشعب عرف طريقه، فلم يعد للإخوان من أمل في جذب المصريين إلى جانبهم بعد أن خرّبوا الديار، ولعبوا بالحكم وكادوا يجعلون مصر تضيع في متاهة الفوضى، ومحرقة الفتنة، فلم يكن لهم من هدف سوى تمكين الجماعة من الحكم، والقضاء على منجزات الدولة وجيشها منذ بداية الحكم، وكان البدء باستشهاد 16 جندياً في شهر رمضان مع بداية حكم مرسي وهم يتناولون إفطارهم في منطقة رفح، وبدلاً من قيام مرسي بالبحث عن الجناة وتقديمهم للعدالة، أقال قادة الجيش وعلى رأسهم المشير طنطاوي، على رغم وجود تسريبات تضم أسماء من «حماس» ومن التكفيريين المصريين، إلا أن مرسي لم يحرك ساكناً وظلت الحادثة شبه منتهية بالتعتيم عليها، ثم حادثة اختطاف الجنود السبعة، وما تلاها من حوادث أخرى بين قتل واختطاف في الجيش المصري حتى انقلب الشعب على فرعونه والإطاحة به.

&

إلا أن عمليات اغتيال الجيش المصري في سيناء استمرت بشكل أو بآخر، بفعل التكفيريين والإخوان من الداخل، والدول المساندة للإخوان من الخارج، وما عملية قتل 30 جندياً من الجيش المصري في سيناء الأسبوع الماضي إلا تكملة لمخطط القضاء على الجيش المصري، الذي لن يركع ولن ينحني ولن يخضع لترهيب المجرمين من خونة «الإخوان»، ومن «حماس»، كما أشار المسؤولون في مصر، ومن دول ما زالت تصفق بأيديها على خيبة فشل تخطيطها في مصر.

&

الحكومة المصرية تعرف جيداً من هم وراء اغتيال جنودها في سيناء، ومن هنا فإن قرار المنطقة العازلة هناك هو قرار صائب يصب في مصلحة الحفاظ على الجنود المصريين وأرواحهم، فهم الثروة الحقيقية لمصر ولشعبها وللأمة العربية، جنباً إلى جنب تحطيم المعابر السرية التي يتسلل منها المجرمون لغاية العبث والقتل، ولا نريد أن نسمع من يأتي ليتبجح بأن إغلاق معبر رفح جريمة في حق الحمساويين الذين تمادوا في عدائهم للجيش المصري، وبدلاً من ضرب العدو الإسرائيلي الذي لا يبعد عنهم كثيراً، يضربون الجيش الذي هو في وجوده درعاً لهم إذا ما حان وقت المواجهة الحرة.

&

إلى متى ومصر تدفع الثمن؟ ولا تجد من الجاحدين إلا الخبث والتمرد، وإلى متى تصبر على هذه التصرفات الطائشة، التي بإمكانها أن تنقل المعارك والاغتيالات داخل الدول المحرضة على جيشها؟ لكنها مصر العظيمة التي تسمو أمام صعاليك الأمة العربية ممن لا يرون أبعد من ثرواتهم وشعاراتهم البائسة وأحلامهم الصبيانية، أما مصر فهي التي خبرت بجيشها أكبر المواجهات مع إسرائيل، وهي تعرف كيف تقلب الموازين لمصلحتها مع أكبر الأعداء، لماذا يريدون القضاء على الجيش المصري، وهم خير أجناد الأرض، وكنانة العرب كما أخبرنا نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-؟، أليس هؤلاء الخونة من داخل مصر ومن بعض صعاليك الأمة العربية؟ هم الخطر الحقيقي على الإسلام الذي يصرخون باسمه كل يوم ويخونونه كل يوم؟ ألا يرون الكارثة بعد تحطم جيشي سورية والعراق؟ ماذا بقي لكم أيها الخونة، لا جيوش ولا دول ولا حرية من هتافاتكم التي تصرخون بها كل يوم؟

&

الحمد لله أن الشعب المصري أكثر وعياً، وأكثر تجربة، في الحروب والاستعمار، وأقوى إرادة، فلم تعد شعارات الدين والكلام تلعب على وتر عواطفه، فقد تشرب منها وخرج واقفاً مع جيشه الوفي القوي الذي لن ينحني.

&


&