&حميدان : طهران تخترق الشعوب بـ"الكذبة الكبرى"

&

&

&

&

&

&

&

&&&نايف العصيمي&

كشف المدير التنفيذي لمنظمة الأحواز للدفاع عن حقوق الإنسان، العضو القيادي في حركة النضال العربية سعيد حميدان لـ"الوطن"، عن اعتماد نظام طهران، على مرئيات مركز يقوده أطباء نفسيون، لتنفيذ أجندتها في مواجهة الأقليات العربية في إيران، كـ"الاغتصاب، وحالات التصفيات الجسدية، والسجن لمدد طويلة".


ورأى حميدان، أن طهران، تعتمد على المركز ذاته، في التعامل مع مواطني الدول العربية، خصوصاً الخليجية منها، لا سيما من أبناء الطائفة الشيعية، ومن هذا المنطلق، تعمل على اختراقهم وإقناعهم بما وصفه بـ"الكذبة الكبرى" التي يعتمدها نظام الملالي في إيران، التي تصور أن حقوقهم مسلوبة، لتصل في نهاية الأمر إلى متعاطفين من داخل أبناء الطائفة لتنفيذ أجندتها. وأضاف "المركز النفسي هو من أوصى إيران، للترويج أن الانحياز المذهبي موجود بوضوح في الخليج ، وأن دول الخليج تفرق بين مواطنيها السنة والشيعة.. هذه كذبة إيرانية بدأت بتوصية من أطباء نفسيين، تضرر منها الشعب الخليجي السني والشيعي".


كشف المدير التنفيذي لمنظمة الأحواز للدفاع عن حقوق الإنسان، والعضو القيادي في حركة النضال العربية سعيد حميدان، أن إيران تعتمد على مقومات مركز يضم عشرات الأطباء النفسيين المتخصصين في إعداد التقارير عن الإيرانيين، والعرب، إذ تعتمد الدولة الفارسية على تلك التقارير لبدء جرائمها بحق الإنسانية.


وأكد سعيد حميدان في حديثه لـ"الوطن"، أن الترويج لوجود العنصرية المذهبية في الخليج بدأت أولى خطواته من داخل ذلك المركز المتخصص، بالإضافة إلى أن ظاهرة اغتصاب الإيرانيين لمواطناتهم الفارسيات الذي بدأ بتصاعد عام 2010 كان بتوصية من المتخصصين النفسيين، بهدف إشعار الشعب الإيراني بعدم الأمان، وبالتالي يكون الداخل الإيراني مستقرا، بحسب ما رآه أولئك المتخصصون بعلم النفس.


وكان المدير التنفيذي لمنظمة الأحواز للدفاع عن حقوق الإنسان والعضو القيادي في حركة النضال العربية قد خص "الوطن" بحوار موسع عن الحالة المأساوية التي يعيشها الإنسان شيعياً أو سنياً، فارسياً أو عربياً، داخل إيران والمناطق المحتلة من قبل الفرس، فإلى نص الحديث:
كيف ترى بعين المختص، الجرائم الفارسية بحق الإنسان داخل إيران، وهل هناك إنسان يعيش بحالة أسوأ ممن يعيشون في بلاد الفرس؟


أولاً، يجب أن نكشف عن الخطوة الأولى في الجرائم الفارسية بحق البشرية أجمع، ومن أين تبدأ تلك التجاوزات، إذ إن الحكومة الإيرانية لديها مركز متخصص يضم العديد من علماء النفس، يعملون على تزويد حكومتهم المجرمة بتقارير عن الحالة العامة للشعب الفارسي والشعوب غير الفارسية، وبناء على هذه التقارير تقوم طهران بتنفيذ خطواتها الإجرامية بحق الإنسان، حتى تكون ذات أثر بالغ وتنطلي على الإنسان الذي يسمح بتأجير عقله.


هل لنا أن نعرف أمثلة لتلك الكذبات التي روج لها من قبل الحكومة الفارسية داخل إيران وخارجها؟


بالنسبة للداخل الإيراني فالأمر ليس بكذبة بل إنه واقع، إذ إن الإيرانيين التابعين للحكومة ومنهم منسوبو الاستخبارات تم استخدامهم لاغتصاب مواطناتهم الفارسيات بأساليب إجرامية، وكان ذلك بحسب ما أوصى به المركز، إذ قال المختصون النفسيون إن هذه الخطوة ستجعل مواطني إيران يشعرون بعدم الأمان، وفي المقابل تسعى الحكومة الإيرانية لإلصاق تلك التهم بشخصيات مستهدفة تخالف السياسة الإيرانية.


أما خارج الحدود الإيرانية لعل منها كذبة "العنصرية" التي روجت لها إيران، فألصقت بمنطقة الخليج تهمة معاملة مواطنيها الشيعة بعنصرية تامة، هي التي لاقت آذانا صاغية من قبل بعض الشيعة العرب في الخليج، وهذا كله ليس قوة من إيران بل ضعف في استيعاب بعض الشيعة الخليجيين، وأنهم لم يستفيدوا من تجربة الأحواز الذين كان معظمهم شيعة في وقت من الأوقات، إلا أن إيران احتلت إقليمهم وأعدمت مواطنيها من عرب الأحواز.


ومتى بدأت حالات الاغتصاب في إيران بحق الفارسيات؟
حالات الاغتصاب وجدت منذ ثورة 2010 في طهران، ففي ذلك الحين بدأ الاعتداء على العديد من المعتقلين أيضا، خصوصا الفرس، وهذه الاعتداءات تضررت منها نساء الفرس بالدرجة الأولى.


برأيك.. لماذا صنعت إيران كذبة "العنصرية الخليجية"؟


طبعا المركز النفسي هو من أوصى إيران بالترويج بأن الانحياز المذهبي موجود بوضوح في منطقة الخليج. وأن دول الخليج تفرق بين مواطنيها السنة والشيعة. هذه كذبة إيرانية بدأت بتوصية من أطباء نفسيين، تضرر منها الشعب الخليجي السني والشيعي، والكل يعلم أن هذا غير صحيح؛ لكن الترويج لهذه الكذبة كان له بالغ الأثر، وهذا ما يجب أن يستوعبه مواطنو دول الخليج وأن يستوعبوا هذه الأكاذيب "المسيسة"، بالنظر لواقعهم الذي يعيشونه، وبالتالي تقييمه بالعقل وليس بالمذهب.


ومن المنفذ لكل تلك التوصيات التي تصدر من المركز النفسي؟


قوات "الباسيج" التابعة للخميني تقوم بتنفيذ أوامر الاستخبارات الفارسية المستقاة من المركز، وذلك من أجل إشعار العرب الأحواز وغيرهم وحتى الفرس أنفسهم، بعدم الأمان، وهذه الانتهاكات تزيد من الضغوط على الشعوب غير الفارسية، كما أن هناك العديد من المنظمات الفارسية وأخرى للشعوب غير الفارسية تعمل على كشف هذه الحقائق للمجتمع الدولي، ويتم إرسال تقارير عدة لكن المشكلة أن الوثائق التي يجب أن تكون موجودة ومرفقة قليلة، وإيران لم تمنع الإنترنت إلا لخوفها من خروج وثائق قد تجعلها خارج خارطة السياسة الدولية.


إلى متى ستستمر هذه التجاوزات برأيك، هل من طريقة لإنق

اذ الإنسان المتضرر من التعنت الإيراني؟


إيران مستمرة في حالات انتهاك حقوق الإنسان، ونشاهدها بكل وقاحة، تتدخل في شؤون لا تخصها، كما حدث خلال الفترة القصيرة الماضية من تدخلاتها في حكم قضائي سعودي، وهذا الحكم الأولي لم تتدخل إيران فيه حبا للشيعة، بل هي تستخدم الشخص المحكوم كورقة لزعزعة أمن الخليج، ومن باب أولى أن تستفيد من كل ما يثار حول هذه الورقة، التي ستتحول إلى جمجمة تطأها إيران للصعود فقط.


إيران مصرة على كذبتها وأنها تبحث عن حقوق الشيعة، وفي المقابل نجد المجتمع الدولي راضيا تمام الرضا عما تتفوه به طهران، هل دول العالم أيضا لعبت معها إيران على الوتر النفسي لقادة تلك الدول؟


لدينا اتصالات مع المفوضين الخاصين بالأمم المتحدة بشأن الجغرافيا السياسية الإيرانية وحقوق الإنسان فيها، والدولة الفارسية مستمرة في نهجها لخداع العالم وخداع دول المنطقة باستمرارها في انتهاكات حقوق الإنسان. هذا ما وضحته تقارير الأمم المتحدة، ونحن بالمناسبة نشاهد الإعدامات مستمرة، لا سيما بحق أبناء الأحواز والشعوب غير الفارسية، ومنهم الأذاريون والأكراد والتركمان والبلوش.


وبالعودة إلى بداية تأسيس الدولة الفارسية، الجميع يعلم أنها تأسست على جماجم الشعوب غير الفارسية، وبقاؤها مرتبط باستمرار الفوضى خارج حدودها، والآن الصراعات الموجودة في العراق والبلدان العربية الأخرى، تقف خلفها إيران لضمان بقائها، وإيران تعتبر أمنها الداخلي فوق كل شيء، بينما الأمن العربي داخل الوطن العربي هو لعبتها التي تستمد من خلالها القوة وتحقيق المطامع، وبلوغ هدفها المزعوم وهو الإمبراطورية الفارسية.


وبالنسبة لحالات الإعدام التي تنفذها إيران بحق الشعوب غير الفارسية، هل الإحصائيات الدولية مغلوطة برأيك؟


لنتحدث بحسب تلك الإحصائيات والتقارير، فلعل التقرير الأخير الذي صدر عن منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، يقول إنه بين الفترة من 12 أغسطس إلى الوقت ذاته للعام الجاري 2014 بلغت الإعدامات التي نفذتها إيران قرابة الـ700 حالة إعدام.
لكن نحن كمنظمة للدفاع عن حقوق الإنسان بالأحواز، نقول إن لدينا أرقاما أكثر من ذلك بكثير، إيران لا يمكن لها الاعتراف بالحقيقة. لدينا أكثر من هذه الأرقام المعلنة وتتجاوز الرقم الذي أعلنته الأمم المتحدة بالأخص في حق الشعوب غير الفارسية، وبتهم واهية منها من تم إعدامه بسبب رأي سياسي فقط.


بالمختصر ممارسات إيران بحق الأحواز لا يمكن وصفها إلا بأنها إبادة جماعية طويلة المدى، بدأت منذ الاحتلال عام 1925، وما زال الوضع المأساوي مستمرا، كما أن إيران تقمع كل من يخالف سياستها، حتى إن الشيعة الذين تدعي الدفاع عنهم قد تضرروا من تلك الإعدامات البعيدة عن الإنصاف والإنسانية.


ماذا عن الوضع الصحي للشعب العربي الأحوازي في إقليمه المحتل؟


نقول للأشقاء العرب إن الوضع الصحي الذي يعيشه عرب الأحواز، لا يرضينا أن نشاهده في أي من الدول العربية، وليعلم العالم أجمع أن الدولة الفارسية سعت لتلويث مياه الشرب بأسلوب إجرامي بشع، وتكشف من خلال منبر صحيفة "الوطن"، أن عدد حالات السرطان في العام الواحد داخل إقليم الأحواز تبلغ أكثر من 1500 حالة سرطان بين النساء والأطفال فقط، وكل ذلك بسبب التجاوزات الإيرانية.


كيف تم ذلك؟


إيران قامت باغتصاب مزارع فلاحي الأحواز وسلب إقليم بأكمله، فما بالكم بمئات الهكتارات، وبعد أن سلبت المزارع قامت باستخدام الأسمدة الكيميائية المكونة من الفوسفات والنيترات، لزيادة الإنتاج من جانب، ولكي تعود المياه إلى نهر كارون من جانب آخر، وبالتالي تلوثت المياه، وكان ذلك قد تسبب بكثرة حالات الأمراض الكلوية وأمراض ضيق التنفس إلى جانب إصابات السرطان.


وبالنسبة لتلوث المياه فإن إيران سرقت المياه الصالحة للشرب من الأحواز وحولتها إلى أراضيها ومن خلال هذا العمل أنشئت عشرات الأنفاق تحت الجبال لنقل مياه الأحواز إلى أراضي الفرس، بالإضافة إلى تلويث الأنهر بشكل مباشر غير أسلوب الزراعة، وهذا ما جعل العرب الأحواز يجبرون على الشرب من النهر أو الموت عطشاً.


ونكشف هنا أن إقليم الأحواز هو أول منطقة في العالم من حيث التلوث، وبحسب المستشفيات الأحوازية هناك ازدياد في حالات السرطان والضيق في التنفس والأمراض الكلوية، طبعا إيران مستمرة في هذا النهج ضد الأحواز، وهذه الحالة فقط ضد عرب الأحواز، وازدادت خلال الـ10 سنوات الماضية، كما أن مرض السرطان علاجه مكلف بالنظر لإمكانات الشعب الأحوازي، بالتالي لدينا إحصائية عالية بالإصابات بهذا المرض العضال، فكل سنة لدينا أكثر من 1500 حالة سرطان فقط بين الأطفال والنساء، العديد منهم لا يتمكنون من الذهاب إلى المستشفيات التي تقدم العلاج الخاص بهم.


تلويث المياه كيف تم ومن يقوم به من قبل الحكومة الفارسية؟


تلوث المياه بدأ عندما احتل الفرس أراضي المزارعين الأحواز، وأخذها بقوة حرس الخميني من الفلاحين الأحوازيين شمال أرض الأحواز، وبدأت قوات حرس الخميني بتنفيذ خطط ما يسمى بـ"قصب السكر"، ولدينا أكثر من 10 مزارع كبيرة لقصب السكر، كل واحدة تحوي الآلاف من الهكتارات وهي شمال أرض الأحواز. طبعا هذه المزارع تم اغتصابها من أجل أن رشها بأسمدة كيميائية لتنتج أكثر، فيما يمنحون الأحواز نوعا من الأسمدة التي تحتوي على الفوسفات وعلى النيترات. هذه الأنواع من المياه بعد أن يتم غسل الأرض، يعود كثير من هذه الأسمدة إلى الأنهر، وكثير من القرى الأحوازية لا تملك مياها صالحة للشرب، بالتالي تستفيد من مياه النهر الملوث، وأيضا حتى البصرة العراقية تصلها مياه هذه الأنهار التي لوثتها إيران.


بالنظر إلى التدخلات الإيرانية في الشؤون الخليجية، كيف تقرأ هذه التدخلات ومدى استفادة إيران منها؟


الدولة الفارسية لا يهمها الشيعة العرب، لنسأل أنفسنا ما هو الفرق بين الشيعة العرب في العراق أو بالأحواز أو بالسعودية، الجواب أنهم جميعاً منحدرون من نفس القبائل، وثانيا إذا كانت إيران مهتمة بمسألة نمر النمر، فهي فقط تستخدمه كورقة لزعزعة أمن البلاد الإسلامية، ومن ثم ما الفرق بين النمر والمرجع الشيعي في العراق الصرخي الذي خالف السياسات الإيرانية وأرسلت ميليشياتها لقتله.
هذا السلوك الفارسي مفضوح، وهو ضحك على أبناء العرب، وهي تقول إنها مهتمة بالشيعة، لكن لماذا تقتل من يخالف سياساتها في البلدان العربية أو فوق أراضيها، هذه ازدواجية واضحة لا تنطلي على أولي الألباب، ومع كل الأسف بعض إخواننا أبناء الشيعة العرب في السعودية والخليج لم يتأملوا بحال العرب الأحواز، ونستذكر أن الأحوازيين في وقت من الأوقات كان غالبيتهم من الشيعة.


وكما قلنا في بداية الحديث إن إيران بمركز المتخصصين النفسيين تستغل أبناء العرب بمذهبية وهي كاذبة، وتخلق هذه الفروقات لشغل أبناء العرب بأنفسهم، وهي تستخدم بعض شيعة العرب لتنفيذ سياساتها ولا يهمها أنهم شيعة، والقتال في سورية والعراق تضرر منه أبناء العروبة بسبب الفرس.


ختاماً، أتمنى من شيعة الخليج والسنة أن يأتوا لزيارة إقليم الأحواز ومشاهدته وكيف أصبح، كما أنني أنصح إخواني شيعة الخليج العربي، بأن لا يصدقوا بكاء الفرس على موت أبنائنا، فهذا خداع وليس بكاء.

&