&• دول الربيع العربي انتفضت ضد استبداد الأنظمة المتسلّطة لاستعادة كرامتها المنتهكة

• الإيرانيون يتباهون اليوم بالقدرة على التأثير في المواطنين العرب في أربع دول عربية هي العراق وسورية ولبنان واليمن

• سيطرة طهران على مضيقي هرمز وباب المندب من خلال اليمن جعلها في وضع المحاصر للجزيرة العربية وهو أمر خطير

• هناك من يسعى إلى وصم المكوّن السنّي في لبنان بالتطرّف واستعمال العنف ليشوّه صورته

• التطرّف في جانب المكوّن الشيعي بلبنان أدى إلى ظهور التطرّف السنّي

• لا خوف على المكوّن السنّي اللبناني من الاتجاه صوب التطرّف لأن الأكثرية معتدلون

• تيار المستقبل الأكثر انفتاحاً على كل الطوائف في لبنان

• اقترحنا إيجاد مرشح تسوية للوصول إلى رئيس يحظى بإجماع اللبنانيين

• لبنان يتحمّل ما يعادل ثلث سكانه من اللاجئين والحل في سورية يكون باتباع النموذج اللبناني

• للنظام السوري تاريخ في خلق جماعات متطرّفة لغرض إضرام الحرائق في المنطقة

• دول الخليج تقدّر لبنان بوصفه ساحة للديموقراطية والتعدّدية ولذلك استمرّت بدعمه سياسياً واقتصادياً


حمّل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة العماد ميشال عون وحزب الله المسؤولية الرئيسة لتعطيل عملية اختيار رئيس للجمهورية ،مؤكدا أن الاعتدال هو مبدأ المكون السني في بلاده .

وتوقع السنيورة في حوار لـ «الراي» بعد مشاركته في اجتماع مجلس أمناء مجلس العلاقات العربية والدولية الذي استضافته الكويت أخيرا هدوء الوضع الأمني في الشمال بعودة سلطة الدولة ومؤسساتها للإمساك بزمام الأمور ، مشيرا إلى ان التطرف من جانب أطراف شيعية أدى إلى التطرف في الجانب السني في لبنان .

و أضاف أن تيار المستقبل يسعى بمبادرته في موضوع اختيار الرئيس إلى إيجاد مرشح يحظى بمقومات القوة والقيادة .

وقال السنيورة ان الوضع الاقتصادي في بلاده يمر بحال سيئة نتيجة لاتباع سياسات خاطئة من جهة السلطات اللبنانية ،مؤكداً أن دول الخليج دعمت لبنان تقديراً للنموذج اللبناني التعددي والمنفتح.

وحمّل السنيورة النظام السوري مسؤولية ظهور الجماعات المتطرفة في سورية والعراق ولبنان .

وقال أن دول الخليج دعمت كثيراً لبنان في الماضي ودعمته بمبادرات سياسية كبيرة في فترة الحرب الأهلية وكان على رأس تلك المبادرات سمو الأمير صباح الأحمد عندما كان وزيراً للخارجية ونحن نعبر عن تقديرنا لمحبته ولعمله لصالح قضايا لبنان .

وأكد ان الكويت وقفت كثيراً إلى جانب بلاده من خلال الصندوق الكويتي للإنماء ودعمت عملية نهوض الاقتصاد اللبناني وإعادة البنية التحتية اللبنانية من كهرباء ومياه وغير ذلك .وإلى نص الحوار :

•هل هناك خشية على المكون السني في لبنان من أن يتم استقطابه من الجهات المتطرفة ؟

- لا أعتقد أن هذا الكلام صحيح ، وهناك من يسعى إلى أن يصف منطقة في لبنان ومكونا أساسيا منه بالتطرف واستعمال العنف ليشوه صورة هذا المكون وهذه المناطق والحقيقة أن التجربة الأخيرة وما جرى من هذه المجموعة المسلحة التي لم تستطع أن تجد لها موطئ قدم في لبنان وصحيح أن هناك أفرادا غرر بهم ولكن ليس معنى ذلك انجذاب الطيف السني إلى المتشددين والبرهان الآخر على عدم إمكان ذلك هو أنه في العام 2007 عندما أرسل النظام السوري مجموعة إرهابية تحت مسمى فتح الإسلام وسيطرت على مخيم نهر البارد اعتقد أن الذي أخذ القرار آنذاك هو هذا المكون في المنطقة الذي أصر على استئصال هذه المجموعة من مخيم نهر البارد وبالتالي نحن جازمون بهذا الشأن بأن الإرهاب والذين يتصرفون على أساسه ليس لهم مؤيدون حقيقيون في لبنان وأغلب اللبنانيين السنة هم الذين يؤمنون بالاعتدال وبدور لبنان المنفتح والمعتدل وبالتالي حريصون على هذا العيش المشترك بين اللبنانيين كافة .

وهناك من يريد أن يشوه صورة هذه الفئة اللبنانية المهمة والحقيقة أننا يجب أن نعالج هذا الأمر وهو ناتج عن أن بعض الفرقاء في لبنان يرغبون بالاستمرار بحمل السلاح خلافاً لرغبة بقية اللبنانيين الذين يريدون الدولة ويعتقدون أنها الضامن الوحيد لأمن وأمان اللبنانيين .

• هناك من يعتبر أن غياب الصوت السني المعتدل أو ظهوره الخجول هو ما يعزز التطرف على الجانب السني ؟

-هذا غير صحيح والحقيقة أن الكثرة هم أهل الاعتدال ، وهذا حال العالم أجمع ، ومن المعروف أن القلة هي التي تحدث ضجيجاً وصوتاً مرتفعاً ولذلك يبرز صوتها .

وهناك التطرف على الجانب الآخر المقابل في البلاد والذي كلما استمر وجوده أدى إلى استيلاد التطرف السني وهذا لا يشكل إلا فئة قليلة من اللبنانيين في العالم فالتطرف ليس سمة الشعوب ولبنان بلد قائم على التنوع ،ويحترم التنوع والمصلحة الجامعة هي في تعزيز الاعتدال ، والنموذج اللبناني المتنوع نجاحه نجاح للنموذج المتنوع في كل مكان في العالم العربي .

•هل يبرر التطرف على الجانب الشيعي وجود تطرف على الجانب السني ؟

-لا أقول إنه مبرر للتطرف عند بعض السنة ولكني أصف الأمور كما هي فوجود واستمرار التطرف عند جانب من الشيعة يؤدي لحدوث تطرف على الجهة السنية .

• لماذا أنتم منكفئون ، وأسباب عدم تعزيز واضح للاعتدال الذي تتحدث عنه رغم أنكم تمثلون الطيف السني ؟

- الاعتدال هو الطبيعي والمعتاد بالنسبة إلينا في تيار المستقبل وفي الطيف اللبناني السني وهو ما نمارسه في بكل الأوقات ونحن كفريق سياسي في لبنان «تيار المستقبل» نعبر عن جميع الطوائف فتيار المستقبل ليس تياراً يمثل السنة في لبنان فهو الأكثر انفتاحاً على كل الطوائف فنحن نمثل لبنان الجامع والمتنوع.

•في بداية الأزمة السورية قال الرئيس السوري بشار الأسد أن النار ستمتد إلى لبنان ، أليست مفارقة اليوم أن من مد النار هم من المعارضة السورية من التيارات المتشددة؟

- الحقيقة أن ما يجري في العالم العربي هو بحجم الزلازل والإنسان العربي انتفض على ممارسات الاستبداد الذي مارسته أنظمة التسلط في العالم العربي وشاهدنا على مدى عقود كيف أن أنظمة الاستبداد هذه مارست التعسف في علاقتها مع مواطنيها ولذلك جاءت حركات الاحتجاج لتحقق للمواطن العربي إستعادة الأرض المسلوبة التي اغتصبها إسرائيل والهدف الثاني هو تحقيق العيش الكريم وتلك الأنظمة الاستبدادية في معظمها فشلت في تحقيق ما وعدت به ليس فقط على سبيل استعادة الأرض فقط وليس على سبيل تحقيق العيش الكريم الذي يتوقعه الناس وبذلك لم تؤمن له حتى احترام رأيه ولا التعبير عنه ولذلك كانت انتفاضة دول الربيع العربي هي لاستعادة الكرامة المنتهكة .

والمشكلات التي نراها الآن ليست نتيجة الربيع العربي ، ففي الربيع العربي عبر الناس عما يحتاجون إليه بطرقهم الخاصة وفي أحيان كثيرة عبروا بطريقة سلمية كما فعل الشعب السوري على مدى 8 أشهر وهو يتظاهر يومياً ويقول انه يريدها سلمية ، ولكن المشكلة هي في أهل الخريف العربي فهم الذين يمنعون تمتع الشعوب بحقوقها.

نحن اليوم نمر في مخاض عسير وطبيعي أننا نشهد نماذج مختلفة من المغرب إلى الخليج العربي ، وهناك نماذج مختلفة بعضها ناجحة مثل ما حصل في المغرب من قدرة النظام على التطور ، وهناك نماذج مرت بظروف صعبة ولكن حققت تقدماً مثل تونس والانتخابات التي جرت بنجاح أخيراً ، وأيضاً التطور الموحي بالثقة في المستقبل وهو ما يجري في مصر، أما في بلدان أخرى مثل سورية والعراق وليبيا فهي نماذج بحاجة أن تنطلق لكي تعبر عن حقيقة ما يرغب به المواطنون في هذه البلدان وطبيعي أن تفرق هذه الأنظمة بين المكونات في شعوبها وتخلق بينهم حزازات وتلجأ إلى استعمال منظمات متطرفة معينة لتقتل وتهدم وتتعسف تجاه مجموعات من المواطنين والقصد من ذلك هو حرف الانتباه ، ولذلك أتساءل ويتساءل الكثير من المواطنين العرب عمن هو (داعش) ومن مكن هؤلاء الذين كانوا معتقلين في السجون العراقية والسجون السورية من الفرار منها وهي عمليات هروب جماعي لآلاف منهم ، فمن سهل لهم الهروب وكيف تمكنوا بعد ذلك من حمل السلاح وتهديد الشعوب .

ونحن في لبنان نتذكر كيف قام النظام السوري بإرسال مجموعة من هؤلاء المتطرفين تحت اسم «فتح الإسلام» وقاموا بالاستيلاء على مخيم نهر البارد وذبح حوالي 27 من جنود الجيش اللبناني وبالتالي سيطر على المخيم وعندما تصدت الدولة اللبنانية لهذه المجموعة المتطرفة نتذكر من وقف ضد إرادة الحكومة اللبنانية آنذاك وهم حزب الله وقال آنذاك حسن نصر الله «ان مخيم نهر البارد خط أحمر».

ونحن نجد أن هناك أنظمة تقوم بافتعال المشكلة وإضرام النار ومن ثم تقوم بعرض خدماتها من أجل إطفاء النار وهي فعلاً لا تطفئها والنظام السوري هو أكثر من برز في هذا الأسلوب ، وكل ذلك من أجل صرف الإنتباه وبالتالي وصم حركات ما يسمى بالربيع العربي والانتفاضات التي يقوم بها مواطنون بالتطرف .

والتطرف ليس سمة ً للمجتمع اللبناني ولا المجتمعات العربية ولكن هذا الشعور بالقهر والغبن هو ما يتسبب بالبعض إلي اعتماد وسائل من هذا النوع وهي مدمرة لصاحبها وللبلد وبالتالي فإن أفضل الحلول هو التوصل لتسوية تناسب جميع مكونات المجتمعات العربية ورغم أن النموذج اللبناني لم يؤد بعد إلى كل ما ابتغينا منه في اعتماد أسلوب العيش المشترك ، وتقبل الآخر المختلف إلا أنه يبقى النموذج اللبناني الذي يمكن أن يكون مصدر إلهام للمجتمع لاعتماده بما يلائم المجتمعات .

• من يعرقل اليوم انتخاب رئيس جمهورية هل هو الجنرال عون وحزب الله أو من بالتحديد

-لا شك أن من يعرقل اليوم انتخاب رئيس للجمهورية هو الجنرال عون ابتداء ، وهو الذي لا يريد الاعتراف أنه لم يستطع على مدى 14جولة من جولات الدعوة إلى الانتخاب أن يؤمن مقومات المرشح القوي وهذا بحسب وصف غبطة البطريرك الماروني الذي قال لي ان المرشح القوي هو من يستطيع الحصول على عدد الأصوات اللازم للانتخاب وعملياً لم يستطع الجنرال عون ولا سمير جعجع أن يحصلا على عدد الأصوات اللازم لتأمين النصاب للانتخاب وفي الحالة اللبنانية فالنصاب اللازم هو ثلثي أعضاء مجلس النواب ، وفي الجلسة الثانية وأي جلسة لاحقة فإن النصاب اللازم يجب الأ يقل عن النصف زائد واحد وبالتالي فلا الدكتور سمير جعجع استطاع تأمين النصاب ولا الجنرال عون استطاع ذلك ، ونحن لذلك اقترحنا إيجاد مرشح تسوية للوصول إلى رئيس يحظى بإجماع اللبنانيين ،وقدمنا نحن تيار المستقبل مبادرة لإيجاد مرشح تسوية يجمع اللبنانيين ولا يفرقهم .

إلى جانب الجنرال عون وهو المعطل الأساسي لعملية اختيار رئيس للجمهورية هناك حزب الله وهو يقفون إلى جانب عون في مسألة التعطيل هذه وللاثنان معاً القدرة على توجيه صوت ثلث الأعضاء وهذا ما يشكل عقدة في عملية اختيار الرئيس وقد أخبرني غبطة البطريرك أنه لم يستطع إبلاغ عون بحقيقة عدم تمكنه من استيفاء شروط المرشح القوي .

•الوضع الأمني في لبنان ، وفي الشمال تحديداً إلى أين يتجه برأيكم وماذا يجب على الدولة فعله في هذا الشأن ؟

- في هذا الشأن يجب العودة إلى الأساسيات التي تقول انه لا بديل عن عودة الدولة لتحمل مسؤولياتها وبالتالي أن تصبح صاحبة السلطة الوحيدة في احتكار السلاح واستعماله عند الضرورة والدولة مبدئياً هي الوحيدة التي يعطيها الناس في الأنظمة المختلفة صلاحية حمل السلاح واستعماله ونحن في لبنان نشكو بأن هناك فريقاً من اللبنانيين حمل السلاح وبرضا بقية اللبنانيين عندما كان هذا السلاح موجهاً تجاه إسرائيل ولكن عندما تغيرت وجهة هذا السلاح واصبح يستخدم داخل لبنان في علاقة هذا الحزب مع بقية الفرقاء اللبنانيين فإن هذه الوكالة سقطت وسقوط هذه الوكالة حدث منذ العام 2000 بإنسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق المختلة بلبنان .

وبالنسبة لمزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل اليوم فهذه المنطقة ليس فيها أي لبناني في الواقع ،وهناك مشكلة في مزارع شبعا وهي أن سورية تقول إنها تتبع لها وأيضا الأمم المتحدة تقول بتبعيتها لسورية ونحن اقترحنا في العام 2006 أن تعمل الأطراف المختلفة لترسيم الحدود اللبنانية السورية، وعندما يتم الترسيم يمكن أن نطلب من مجلس الأمن انسحاب إسرائيل من الأرض اللبنانية المحتلة وأن تحل محلها قوة تابعة للأمم المتحدة وحينها رفضت سورية آنذاك الترسيم ورفض حزب الله وأيضاً رفضت إيران وإسرائيل والولايات المتحدة فبالتالي نحن نقول ان وجهة سلاح حزب الله انتقلت إلى الداخل اللبناني ومما زاد الأمور خطورة أن هذا السلاح انتقل للتدخل في سورية إلى جانب النظام السوري وأعود بالذكرى هنا إلي بدايات الأزمة السورية حين خرج علينا حسن نصر الله لينصح جميع الفرقاء اللبنانيين الا يتدخلوا في سورية وألا يرسلوا «محازبيهم»إلى هناك بوصف أنه المستنقع الذي يراد للبنانيين أن يدخلوا فيه والغريب أنه هو كان أول من أرسل مسلحيه إلى الساحة السورية وهو اليوم في ورطة ويورط لبنان معه .

•الوضع الاقتصادي في لبنان إلى أين يتجه في ضوء أزمة اللاجئين السوريين خاصةً ؟

-الوضع الاقتصادي في لبنان ونتيجة الانقلاب السياسي الذي جرى في العام 2011 والإطاحة بحكومة الرئيس سعد الحريري بدأ يشهد عملياً تراجعاً في نسب النمو وهذا الأمر ليس السابقة الأولى فعندما جرى الإطاحة بالرئيس الحريري في نهاية العام 1998 جرى حدث مماثل عندما انخفضت معدلات النمو الاقتصادي في لبنان وأصبحت صفر وبعد ذلك عاد الرئيس رفيق الحريري إلى الحكومة وعادت معه نسب النمو إلى الصعود لتشكل ما نسبته 5في المئة من النمو في السنوات 2002 إلى 2004 ، ثم في السنوات التي استلمت بها رئاسة الحكومة في الأعوام 2007 إلى 2010 عاد النمو ليستقر عند ما نسبته 8 في المئة وعندما جرى الانقلاب على الرئيس رفيق الحريري ونتيجة للسياسات الخاطئة التي تم اتباعها بدأت معدلات النمو الاقتصادي بالهبوط وما زاد الأمر تعقيدا هو معاناة لبنان نتيجة السيل الجارف من اللاجئين الهاربين من تسلط النظام القمعي السوري الذي شرد ما يقرب من ثلث الشعب السوري وتحويلهم إلى نازحين ، ولبنان يعاني الأمرين من هذا الأمر إذا أخذنا بالاعتبار أنه لم يسبق أن استقبل بلد ثلث عدد سكانه من النازحين من الجوار فهذا لم يحدث من قبل لأي بلد في العالم .

وهناك في الواقع وجهات نظر في قضية استقبال النازحين والبعض يطرح تخصيص أماكن للاجئين تسمح للبنان بإظهار مشكلته أمام العالم ومحاولة الحصول على الدعم اللازم لمعالجة هذه المشكلة الكبيرة ، وما جرى أن هذه المشكلة الكبيرة من النازحين الذين بلغ عددهم مليونا و500 ألف ينتشرون الآن في ما يقرب من ألف و600 موقع في لبنان ، وفي كل المناطق اللبنانية مع ما يشكل ذلك من أعباء وأحمال على البنية التحتية اللبنانية من طرق ومياه ومستشفيات وسواها هذا الأمر أيضاً أدى إلى انخفاض الثقة في المؤشرات الاقتصادية ومؤشرات الثقة في الاقتصاد اللبناني وأدى هذا الأمر إلى إشكالات داخل المجتمع اللبناني في صورة انخفاض معدلات العمالة في لبنان بسبب منافسة العامل السوري وهو منخفض الكلفة وبالتالي النتيجة تكون مزيداً من «الحزازات» بين الإخوة والحل هو أن يعود السوريون إلى بلادهم ويساهمون في تطوير بلادهم ، وذلك لا بد أن يترافق مع التغيير ، فالقائد الذي حمل بلاده هذا الكم من الشهداء واللاجئين ليس صحيحاً أن يستمر في مكانه وبرأيي اقتفاء النموذج اللبناني الذي يقبل المكونات المختلفة ويحترم كافة المكونات الوطنية هو الحل الأمثل للحالة السورية ويجب انتهاج الشكل المدني للدولة دون إقصاء أي مكون منها وبذلك تتم معالجة القضية السورية بشكل صحيح .

•هل تنظرون إلى دول الخليج العربي عموما والكويت خصوصا على أنها داعم سياسي لكم ، وماذا تتوقعون منها على المستوى الاقتصادي اللبناني؟

- ليس سراً أن دول الخليج تقدر لبنان عالياً بوصفه ساحة للديموقراطية والحرية والتنوع والقبول بالآخر ،وهذا النموذج في تقبل الآخر كان موجوداً حتى قبل اتفاق الطائف وبالتالي نحن ننتظر الدعم الدائم للبنان من الخليجيين ، وفي الواقع أن دول الخليج دعمت كثيراً لبنان في الماضي ومنها مبادرات سياسية خلال فترة الحرب الأهلية وكان على رأسها مبادرة سمو الأمير صباح الأحمد عندما كان وزيراً للخارجية ونحن نعبر عن تقديرنا لمحبته ولعمله لصالح قضايا لبنان .

واقتصادياً وقفت الكويت كثيراً إلى جانب لبنان من خلال الصندوق الكويتي للإنماء ودعمت عملية نهوض الاقتصاد اللبناني ودعمت إعادة البنية التحتية اللبنانية من كهرباء ومياه وغير ذلك وهذا دور مشهود للكويت خصوصا عندما تعرض لبنان للاجتياح الإسرائيلي في العام 2006 وأنا كنت وقتها رئيساً للحكومة، وأعرف مدى اهتمام سمو الأمير والشعب الكويتي بقضايا لبنان.

•كيف تنظر إلى الواقع العربي اليوم ، وهل لا تزال الأولويات السياسية هي ذاتها ، وأين موقع القضية الفلسطينية من الاهتمام اليوم ؟

- يواجه العالم العربي تحديات كبرى اليوم يأتي على رأسها التحدي الإسرائيلي والاستيطان وهذا التحدي اعتبره رغم تغير المعطيات في العالم العربي لا يزال أم المشكلات وأهم التحديات وحله هو الباب الصحيح الذي ننفذ منه لحل مشاكل أخرى .

والتحدي الإسرائيلي هو المشكلة الأساسية برأيي لأنه أدى إلى تشريد الإنسان العربي وتسبب في خلق أزمة داخل الوجدان والضمير العربي وهي قضية فلسطين وهذه هي المشكلة التي ينبع عنها الكثير من المشكلات ولو رجعنا للوراء سنجد أن الأنظمة التي جاءت بفعل انقلابات عسكرية رفعت في البداية شعارات تحرير الأرض الفلسطينية ثم أثبت الزمن أنها لم تكن صادقة في ذلك حتى أنها فشلت في تحقيق الحرية والكرامة للإنسان ثم تعقدت الأمور مع مرور الزمن وتجربة النكبة وتداعياتها الخطيرة.

واعتقد أن المشاكل التي نتجت بعد ذلك يمكن اختصارها بثلاثة تحديات :

الأول هو الاحتلال السوفيتي لأفغانستان وما نتج عن ذلك من شرور وتطرف واستخدام الدين لمحاربة الغازي السوفيتي وبعد ذلك الغازي الأميركي والقوات الأوروبية ثم نشوء حركة طالبان والقاعدة والحركات المتطرفة.

أما التحدي الثاني فهو انسحاب مصر من العالم العربي بطريقة أو بأخرى بعد اتفاقية كامب ديفيد، ومصر هي ثلث العرب وبالتالي أدى الانسحاب إلى فراغ في العالم العربي .

أما التحدي الثالث هو نجاح الثورة الإسلامية في إيران التي أتت بشيء جديد وهي أفكار تتعلق بتصدير الثورة إلى الخارج وقدرة الولي الفقيه على مد سلطته إلى خارج الجمهورية الإيرانية ونقلها إلى من يقلدونه في أي مكان في العالم .

وهذه النظرية في تدخل الولي الفقيه في الخارج تخالف قواعد استقلال الدول وهي قواعد متعارف عليها في الأمم المتحدة والعالم ، واليوم يتباهون في إيران بالقدرة على التأثير في المواطنين العرب في أربع دول عربية وهي العراق وسورية ولبنان واليمن وكذلك اليوم إيران بسيطرتها على منفذين بحريين أساسيين وهما مضيق هرمز وباب المندب من خلال اليمن تعتبر في وضع المحاصر للجزيرة العربية وهو أمر خطير اليوم.

&