&هيام بنّوت


• «سرايا عابدين» عمل درامي وليس مسؤولاً عن «صحة» الوقائع التاريخية ... وجزؤه الثاني سيُعرَض فبراير المقبل

• على النجمات المغنيات أن يقرِّرن ماذا يردن ... الغناء أو التمثيل ؟

• في موضوع زياد الرحباني قررتُ الإجابة بـ «لا تعليق» على أي سؤال يطرح عنه

• لا يجوز شراء بطاقة سينما لمشاهدة فيلم «مسخرة» أو لا نفهم منه شيئاً


«السينما والمسرح مجالان متعاكسان تماماً... وكان عليّ أن أُفاضل بينهما»! هكذا عبّرت الفنانة اللبنانية كارمن لبّس عن وقوفها في حالة اختيار بين «أبو الفنون» و«الفن السابع»، كاشفة عن انحيازها للسينما، معتبرة أنها الأفضل، بل وأهم أنواع الفنون، مُديرةً ظهرها إلى خشبة المسرح! لبّس أوضحت، في حوارها مع «الراي»، أنها على صعيد التلفزيون تختار الأفضل من بين ما يُعرض عليها، وهي تعترف بأنها تساوم عندما يتعلق الأمر بالدراما التلفزيونية، لكنها لا يمكن ان تساوم أبداً في السينما، لأنها خط أحمر بالنسبة إليها، وإذا لم يكن الفيلم جيداً الى اقصى الحدود لا يمكن ان تقبل به.

كارمن لبّس التي وافقت على مسلسل «تشيللو»، لأنها تقدّم للمرة الأولى من خلاله دور المرأة المتسلطة، تستكمل ايضاً تصوير دورها في مسلسل «سرايا عابدين» الذي سيعرض الجزء الثاني منه في فبراير المقبل.

وفي هذا الحوار، تطرقت لبّس إلى تجربة المغنيات اللواتي يتجهن نحو التمثيل، مبينة «أنهن يجب ان يخترْن بينه وبين الغناء»، وفي هذا الإطار اعتبرت ان تجربة ميريام فارس «جيدة» أما هيفاء وهبي، فوصفتها بـ «العظيمة»، في حين رفضت التحدث عن زياد الرحباني، مُعربةً عن اتخاذها قراراً بألا تتحدث عنه بعد اليوم، والاكتفاء بعبارة «لا تعليق» عندما تُسأل عنه.

الحديث مع كارمن لبّس تفرع إلى قضايا ومواقف، وأماط اللثام عن آراء عدة أدلت بها حول الفن والوسط الفني.

• تزورين مصر حالياً من أجل تصوير الجزء الثاني من مسلسل «سرايا عابدين»، فهل أنت ممن يؤيدون تقديم الأعمال الناجحة في أكثر من جزء؟

- مسلسل «سرايا عابدين» لم يُختتم بنهاية محددة في رمضان الفائت، بل ظلّت نهايته مفتوحة، ونحن لا نقوم حالياً باختراع أحداث له، بل إن أحداثه جُمّدت، وفي الأساس كان يجب أن يكون مؤلفاً من أكثر من 30 حلقة. هناك أعمال تكون في أجزائها الثانية أقل وهجاً من جزئها الأول، وأنا لا مانع عندي من تصوير جزء ثانٍ من العمل الناجح شرط ألا يتعدى الجزأين.

• في حال تَقرر تصوير أجزاء إضافية من «سرايا عابدين»، هل سيكون قرارك الرفض؟

- لا يمكنني أن أعتذر إلا في حال لم يكن الدور جيداً. من حيث المبدأ لا يمكنني أن أرفض عملاً إذا كانت هناك قصة وشخصيات مكملة له وإذا أَحبّه الناس. وبالنسبة إلى مسلسل «سرايا عابدين»، لا يمكنني أن أرفض أجزاء إضافية منه.

• بالرغم من نجاح «سرايا عابدين»، تعرّض لانتقادات شديدة، خصوصاً لناحية احتوائه على أخطاء تاريخية، فهل أنت مع هذا النوع من الأعمال المثيرة للجدل؟

- المشكلة أنه بمجرد أن قيل إن هناك عملاً سيتناول الخديو اسماعيل، اعتقد البعض أنه سيتناول الأحداث التاريخية والسياسية التي جرت في الفترة التي حكمت فيها هذه الشخصية مصر. عند عرْض العمل يُكتب دائماً انه «دراما مستوحاة»، وهذا يعني أنه يحق له أن يتناول القصة بالطريقة التي يريدها وأن يبتكر تفاصيل جديدة. مسلسل «حريم السلطان» حقق نجاحاً كبيراً وأُنتجت أجزاء عدة منه ولكن أحداً لم يعرف عن الأحداث التاريخية التي حصلت داخل القصر مع أن كل الشخصيات موجودة. هذا الأمر يتعلق بالكاتب وخياله وابتكاره للتفاصيل، وهو ارتأى في «سرايا عابدين» أن يكتب العمل بهذه الطريقة، ومن دون التطرق إلى الأحداث التاريخية، التي يمكن للناس قراءتها من خلال كتاب تاريخ كي يعرفوا ماذا فعل «الخديوي».

• نحن نتحدث عن الأخطاء التاريخية في العمل وليس عن الطريقة التي تناول فيها الكاتب القصة؟

- لو كان المسلسل تاريخياً عندها يمكن التحدث عن أخطاء تاريخية، بينما مسلسل «سرايا عابدين» عمل درامي، وهذا يعني أنه متحرر من كل الأخطاء التاريخية، وغير مطالب بحقائق تاريخية صحيحة، وهذا ما لم يستطع الناس استيعابه في العالم العربي. في الدراما يحق للكاتب أن يحرّك الأحداث بالطريقة التي يريدها، وأن يستعين ببنات أفكاره والتي يجدها مناسبة لخدمة العمل.

• نحن نتكلم دائماً عن الدراما اللبنانية، ونقول إنها في حال تطوّر وتَقدُّم، ولكن ألا تعتقدين أن الدراما اللبنانية - في الواقع - لم تتطور إلا عندما تحولت إلى دراما لبنانية عربية مشتركة، أي عندما دخل إليها العنصر العربي. وفي المقابل ألا تجدين أن الدراما اللبنانية الصرفة لم تتمكن من فرض نفسها على الشكل المطلوب منها؟

- وأين تقصدين أنها لم تفرض نفسها؟

• عربياً؟

- هذا صحيح. لأنه في فترة ما وبسبب الحرب (الأهلية في لبنان) تأثرت الدراما اللبنانية. قبل الحرب، كان المسلسل المصري والمسلسل اللبناني هما الأكثر طلباً في السوق العربية، وبعد الحرب دخل المجال أشخاص ومنتجون لا علاقة لهم به، وخرّبوا الدراما اللبنانية، وتراجعنا إلى الوراء، وحلّت الدراما السورية مكان الدراما اللبنانية، واليوم جاء دور الدراما الخليجية. لكن الدراما المصرية لا تزال في الطليعة مع أن الدراما السورية تمكّنت من منافستها. وبالنسبة إلى الدراما اللبنانية، فقد تمكنت من إحداث اختراق ما في مكان ما في السوق العربية من خلال نجوم معينين صار يعرفهم العالم العربي إلى حدّ ما، فالجمهور العربي لا يعرف كل النجوم اللبنانيين لأن المسلسل اللبناني لم يكن يُعرض إلا على الشاشات المحلية، بينما اليوم هم صاروا معروفين عنده. ولذلك، وجدت الدراما اللبنانية نفسها مجبرة على الاستعانة بنجوم عرب كي تُشاهد عربياً، ومعها بدأ النجوم اللبنانيون يبرزون عربياً، وأتمنى أن تُقدَّم خلال الفترة المقبلة أعمال لبنانية صرفة لأننا لا ينقصنا شيء.

• وهل تتوقعين أن يتحقق هذا الأمر؟

- طبعاً.

• كثيرون يزعجهم اتجاه المغنيات نحو التمثيل، وأنت لطالما عبّرتِ عن انزعاجك من دخول «أيٍّ كان» مجال التمثيل. كيف تنظرين إلى دخول المغنيات مجال الدراما؟

- ليس خطأ إذا كانت المغنية تحب التمثيل، ولكن على النجمات أن يقررن ماذا يردن: هل يردن التمثيل أم الغناء، وهل يرغبن في احتراف التمثيل، أم أنهن سيكتفين بتقديم عمل واحد. شاهدتُ عدداً من المشاهد من مسلسل ميريام فارس (اتهام)، وهي كانت جيدة، ولكن إذا كانت ترغب في المتابعة في التمثيل فعليها أن تشتغل على صوتها، وعلى مخارج الحروف لأن صوتها رفيع جداً ويصبح مزعجاً في بعض الأحيان، ويتحول إلى حادّ جداً، ولكنها بدت جيدة. في الأساس المغنيات يمثلّن في الكليبات التي يقدمنها، ومهنة التمثيل تستوعب الجميع، و«حسب شو مطلوب».

• وكيف وجدتِ هيفاء وهبي؟

- هيفاء عظيمة.

• هل ترين أنها نجحت في التمثيل أكثر من الغناء؟

- هيفاء حالة. هي فنانة شاملة وحالة بحد ذاتها في الغناء والتمثيل، وفي كل شيء. «هي حلوة» ولا تقْدِم على خطوة ناقصة في كل ما تقدمه. هي اشتغلت على نفسها منذ أن بدأت وحتى اليوم. هيفاء تتطور إلى الأمام ولم تتراجع قط إلى الوراء.

• هل تتابعين أخبار زياد الرحباني؟

- «لا والله... مش كتير».

• هو سيهاجر إلى روسيا؟

- لا تعليق.

• هل توجد عداوة بينكما؟

-... لا أريد أن أتكلم.

• كيف تنظرين إلى علاقاته بين مايا دياب ومي حريري؟

• يبدو أنه يوجد خلاف بينما؟

- أبداً. كل في الأمر أنني لا أريد أن أتكلم عنه أبداً.

• هل يصدمك عندما تشاهدينه أو تسمعينه؟

- في موضوع زياد، اتخذتُ قراراً بالإجابة بـ «لا تعليق» على أي سؤال يُطرح عنه.

• وما سبب هذا القرار؟

- «أنا اخذت قراري وخلص».

• هل يمكن القول إن مشاركة ممثل لبناني في عمل لبناني مشترك لا تُعتبر غياباً عن الدراما المحلية؟

- لا أعرف كيف يمكن أن ينظر الناس إلى هذا الموضوع، ولكنني لا أعتبره غياباً. أنا لا أزال أمارس مهنة أحبها كثيراً، ولديّ شغف بها وأختار الأفضل كي أقدّمه، وعندما يتوافر عمل محلي جيد لا أرفضه.

• سينمائياً، ألا تحضّرين لأي عمل جديد؟

- للأسف، لا توجد أعمال. السينما هي الشيء الوحيد الذي لا أساوم عليه، وهي خط أحمر بالنسبة إليّ، ويجب أن يكون العمل «فظيعاً» (جيداً جداً) وأكون مقتنعة به إلى أقصى الحدود كي أوافق عليه.

• وهل كلامك هذا يعني أنك تساومين تلفزيونياً؟

• وما الفارق عندك، بين المساومة تلفزيونياً وعدم المساومة سينمائياً؟

- في السينما المُشاهد هو الذي يقصدها. بالنسبة إليّ، السينما هي أهمّ أنواع الفنون، والمُشاهد يشتري بطاقة كي يشاهد عملاً مختزلاً في ساعة ونصف الساعة أو ساعتين أي «زبدة» العمل. ولا يجوز أن يكون شراء بطاقة من أجل مشاهدة فيلم «مسخرة» أو فيلم لا نفهم منه شيئاً.

• هل تتابعين السينما؟ وهل ترين أن ما يُقدّم هو مجرد «مسخرة»؟

- في الحقيقة لم أجد الوقت الكافي لمشاهدة أي فيلم خلال الفترة الماضية، لأنني كنت منهمكة جداً خلال هذه السنة بين مسلسليْ «سرايا عابدين» و«الإخوة».

• ومسرحياً؟

- «خلص» أصبحتُ بعيدة عن المسرح.

• لا تريدين المشاركة في أعمال مسرحية بعد اليوم؟

- السينما هي عكس المسرح تماماً، ويجب الاختيار بينهما، وأنا اخترتُ السينما، وأدرت ظهري إلى خشبة المسرح.

• يبدو أنها المجال الأهم بالنسبة إليك؟

- هي أصبحت تعني لي الأكثر.

• هل تراهنين على السينما المصرية، وهل تلتقين منتجين ومخرجين مصريين وهل تتلقين عروضاً في مصر؟

- لم أفكر في هذا الموضوع.

• ولم تتلقَي عروضاً؟

- في الأساس أنا لا أقيم في مصر بشكل مستمر. أنا أحضر إلى مصر لتصوير أعمالي، ثم أغادر فوراً إلى لبنان.

• كيف تفسرين ابتعاد النجوم عن السينما لمصلحة التلفزيون وفي مقدمهم يسرا وعادل إمام؟

- السينما ليست في أفضل أحوالها. وحتى في مصر هناك تراجع كبير في نوعية الأفلام، ومن الطبيعي ألا يشارك عادل إمام ويسرا في أفلام هابطة. السينما «ما بينلعب فيها»، ولذلك يتجه الممثل نحو الحلول الأكثر سهولة من خلال المشاركة في أعمال تلفزيونية جيدة.

• هل ستباشرون تصوير مسلسل «تشيللو» في بداية 2015؟

- نعم.

• هل أنت أكثر تفاؤلاً بشأن مسلسل «سرايا عابدين» أم إلى مسلسل «تشيللو»؟

- كلاهما مختلف عن الآخر. «تشيللو» عمل معاصر و«سرايا عابدين» عمل تاريخي. إلى ذلك، «سرايا عابدين» لن يُعرض في رمضان، بل من المقرر عرضه في شهر فبراير المقبل.

• وهل هو مؤلف من 30 حلقة؟

- بل من 15 حلقة فقط.

&