&عبدالواحد الأنصاري

& &

على مر عقود خلت كانت حجة الجماعات الإسلامية عموماً، والمسلحة خصوصاً، في مناهضة الأنظمة العربية والإسلامية، الدفاع عن فكرة الأمة الواحدة والأرض الواحدة، وإخراج المحتل منها. وكان تقسيم «سايكس بيكو» الذي صنع حدود معظم الدول العربية الحديثة التي ولدت بعد ما يسمى «حقبة الانتداب البريطاني والفرنسي»، مرمى هجمات الإسلاميين الأساسي، حتى هذه اللحظة. لكن على أرض الواقع، وبمجرد أن وجدت الجماعات الإسلامية موطئاً ترسو عليه أقدامها، ولها فيه صولة وجولة - في العراق وسورية - تهاوت «نظرية إلغاء الحدود» من اللحظات الأولى، لتبدأ الصراعات الداخلية بين الفصائل الإسلامية المسلحة، وتبدأ عمليات «تبرعم» و«تشظ» ونزاع على الرجال والمناطق والنفوذ. لكن المفارقة اللافتة في خضم شلال الدم العراقي - السوري، أن الجماعات الإسلامية قسمت «ذاتياً» وبملء إرادتها المناطق التي تسيطر عليها فيما يشبه صورة مصغرة من تقسيم «سايكس بيكو» الإجباري آنذاك، لتصاب هذه الجماعات التي خرجت على بعضها بـ«الداء» نفسه الذي تأسست لتقضي عليه. البغدادي أعلن نفسه «خليفة»، ليطعن بذلك زعيم «القاعدة الأم» أيمن الظواهري، الذي بدوره ساند «جبهة النصرة» المنشقة عن «داعش»، ليأتي أبوماريا القحطاني الذي بايع لـ«الدولة» بدايةً، ثم نقض، محالفاً الجولاني زعيم «النصرة»، قبل أن يُحدث ما يشبه الانشقاق على إثر تزعمه ما يسمى بـ«النصرة الشرقية» مستقلاً بلسان الحال عن قيادة «النصرة» هو ومن معه من عشائر «الشرقية». هذه التفسخات في الفصائل الإسلامية المقاتلة وعلى رأسها «القاعدة الأم» التي بدأ البساط يُسحب من تحت زعيمها الظواهري من دون أن يملك أي قوة للبقاء على رأس الهرم الجهادي العالمي، أدخلت أشد المتعاطفين معها، في دوامة البحث عن الصواب، في ظل انقسام معظم فروع «القاعدة» وعناصرها بين الظواهري والبغدادي، وإن مالت الكفة إلى الأخير.

&

&

هل تخلى زعيم «القاعدة الأم» عن توحيد بلاد المسلمين؟

مناظرة افتراضية بين الظواهري والبغدادي.. جدلية «سايكس بيكو» و«الإقليمية»

< «القاعدة» ما عادت «قاعدة الجهاد»، صارت «قاعدة الظواهري»، ولم تعد «قاعدة الشيخ أسامة». أضحى ترداد هذه العبارة مشهوراً ومعروفاً داخل محيط «البيت الجهادي»، بل صارت وسيلة للوصول بسهولة إلى تصنيف الأشخاص المناهضين للبغدادي أو للظواهري، أو المحايدين بينهما. ففي الطرف المؤيد للبغدادي، أصبح من المحرم أن تسمى «القاعدة» بعد تسلم الظواهري لها بـ«قاعدة خراسان» ولا «قاعدة الجهاد» ولا «القاعدة الأم»، بل يسمونها «قاعدة الظواهري» ويفرقون بينها وبين «القاعدة الأم» بتسمية الأخيرة بـ«بقاعدة الشيخ أسامة». ويرى هؤلاء أن المبادئ التي قامت عليها القاعدة في استراتيجياتها إبان قيادة عبدالله عزام والشيخ تميم العدناني وأسامة بن لادن تقوم على «الجهاد لتوحيد بلاد المسلمين وطرد الكفار منها». وبحسب هؤلاء فإن ذلك يختلف تماماً عن استراتيجيات تنظيم «الجهاد العالمي» المصري الذي توحد مع «القاعدة الأم» بعد منتصف التسعينات. ومن الناحية المنهجية فـ«الداعشيون» ينتقدون مسألة تغيير الظواهري منهجه في التكفير، وانتقاله إلى ما يصفونه بـ«التهاون» مع الحكومات الإخوانية، وهم يسجلون ضده أنه كان قبل اندلاع «ثورة يناير» في مصر يكفر الحكومات جميعاً، وكان يدعو إلى قتال الحكومات ابتداءً قبل قتال دول الغرب، فأصبح بعد الثورة المصرية وتسلم «الإخوان» للسلطة متوقفاً في تكفير «الإخوان»، على رغم أنهم ضربوا «أنصار الشريعة» في سيناء (قاعدة سيناء)، وعلى رغم دخولهم في الديموقراطية، التي كان كل المنتمين إلى «القاعدة» يكفرون الداخلين فيها.

&

كما سجلوا ضد الظواهري تأييده الأخير لـ«حزب النهضة» في تونس على رغم ضربه لـ«أنصار الشريعة» في تونس (قاعدة القيروان). وأنه على رغم عدائه الصريح لحكام الديموقراطية والعلمانية ووصفه إياهم بـ«الطواغيت» فهو لا يكفر «الإخوان» في تركيا. ما يستنتج منه «الداعشيون» أنه «متعنصر» لجماعة «الإخوان» والمصريين، وأنه يكيل في التكفير بمكيالين، أحدهما مكيال متسامح مع «الإخوان» والمصريين، والآخر مكيال صارم ثابت على أصول القاعدة مع الحكام الخليجيين والدول العربية والإسلامية الأخرى. ويرى منظرو «داعش» أن هذه الضبابية والكيل بالمكاييل المختلفة في التعامل مع الأنظمة المتشابهة في نظم الحكم ليس جديداً على «القاعدة»، إذ حدث الأمر نفسه قديماً في فرع «القاعدة» التقليدي في الجزائر، الذي كان برأيهم متعنصراً للجزائريين، ما يؤكد أنه غير رافض تماماً للإقليمية ولا لحدود «سايكس بيكو»، لأنه يتحفظ مع كل من يحاول الانضمام إليه من خارج الجزائر، ويكاد يتجنب الاحتكاك أو إدخال غير الجزائريين فيه، على رغم أنه يسمي نفسه «قاعدة» للمغرب بأسره. وهذا الأمر جعل صفوة من المنتمين إلى «داعش» من أمثال أبي محمد العدناني وأبي الحسن الأزدي ينتقدون خصومهم منظري «قاعدة الظواهري»، واصفين إياهم بأنهم يتجهون بخطى حثيثة إلى «الأخونة»، وأنهم يحاربون تمدد «الدولة الإسلامية» بحجج تخالف منهجية «القاعدة» نفسها، لأن الاعتراف بالحدود وعدم التمدد في حقيقته - بحسب «داعش» - هو الاعتراف بتقسيم «سايكس بيكو» للبلدان العربية والإسلامية، كما أن هذا الأمر يلزم الظواهري نفسه - كما يقولون - بألا يكون له أمر مستقل في أفغانستان ولا غيرها، ويلزمونه بأنه ما دام لا يعترف بتمدد البغدادي إلى غير العراق، فعليه هو الآخر أن يقتصر على تأسيس «قاعدة» له محصورة في مصر، ولا يخرج عنها ولا يتمدد إلى جهة أخرى، وإذا أقر بذلك (يحاجج «الداعشيون») فإن عليه تبعاً لذلك أيضاً أن يعلن اعترافه بحدود «سايكس بيكو» التي تكفر «القاعدة» من يعترف بها، وأن يعلن أن اعتراضه ليس قائماً إلا على نوع الحكومات القائمة فيها، وليس هو إنكاراً لها من أساسها. ويعزو منظرو «داعش» ما يرون أنه تناقضات الظواهري إلى كونه متعنصراً للمصريين ورافضاً لتمدد أي نفوذ جهادي غير نفوذه، ولهذا فهو يعترض على «داعش» لا لأجل مبادئها الأساسية المطابقة لمبادئ ابن لادن، وإنما لأنها أسست «دولة خلافة» ولأنها تقبل انضمام فروع «القاعدة» إليها من دون إذنه، في حين أن الظواهري هو الآخر بنفسه مبايع لـ«طالبان أفغانستان» ويفتح فروعاً لـ«القاعدة» دون إذن الملا عمر ولا أخذ مشورته، وأنه يعترض على ما يسميه انشقاق «دولة البغدادي» عن «القاعدة» فيما سمح هو نفسه لـ«النصرة» بأن تنشق عن «داعش»، مع أنه سبق أن اعترف هو وسلفه ابن لادن بـ«الدولة»، وأعلنا قبولها، وأقرا أخذ البيعة لها في العراق، وسجلا في ذلك مقاطع صوتية شهيرة. وإذا كانت «داعش» ترى أن منهج الظواهري ينحو إلى التخلي عن أصول «القاعدة» التقليدية فهي تؤكد أن منهجها هو منهج «القاعدة» الأساس، وأنها هي التحقيق المادي للهدف النظري الذي أنشئت من أجله. أما في ما يتعلق بخلافات «داعش» مع الظواهري في جانب «الميدان الجهادي»، فإن تنظيم البغدادي ينقم على «قاعدة الظواهري» اتهامها له بـ«محاربة المجاهدين»، وهو يرفض ذلك بشدّة، مؤكداً أن سبب الخلاف الحقيقي انشقاق «النصرة» عنه بما زودها به من مال وعتاد ورجال في «جهادها» في سورية، وإعلانها بعد ذلك انضمامها إلى الظواهري، الذي سعى منذ اللحظة الأولى إلى إقرار الجولاني على انشقاقه، وأعلن عدم اعترافه بتمدد «دولة العراق» إلى «دولة العراق والشام»، وبعد مقتل وكيلة أبي خالد السوري مع «أحرار الشام» واتجاه أصابع الاتهام إلى «داعش» (التي أنكرت ضلوعها في الاغتيال) أصبح يعلن تسميته «داعش» بالخوارج واستباحته دماءهم، وصار يتهاون مع أتباعه المتعاونين مع العلمانيين والغرب في شتى الميادين «الجهادية». ولا يقتصر الخلاف الفكري الدائر بين «داعش» والظواهري على تنظيم «الدولة الإسلامية» وحده، إذ دخلت إليه، أخيراً، بعض فروع «القاعدة» نفسها، وذلك بعد عودة سيطرة «الخلافة» على مناطق أوسع، وتحقيقها انتصارات حقيقية في الميادين القتالية، إذ إن شتى فروع «القاعدة» (باستثناء «خراسان» و«القوقاز») لم تعد تخفي تبرمها بما بين الظواهري والبغدادي من شقاق، كما أنها تبدي بصراحة استياءها من تعاطف الظواهري مع «أتباع المرشد في مصر»، واستنكارها لتهاونه مع «حزب النهضة» الإخواني، على رغم ارتكاب الحزب المذكور ما يسمونه «المذبحة» ضد «أنصار الشريعة» في تونس. كما أنهم ارتابوا من سكوت زعيمهم الروحي عن الرئيس المصري السابق محمد مرسي على رغم ضربه لـ«أنصار الشريعة في سيناء»، ويتململون في الوقت نفسه من تركيزه على محاولة استتباع جميع فروع «القاعدة» له، بدلاً من اكتفائه بالدور الدعوي والإرشادي وحثهم إياهم على المنهج القاعدي ومناصحتهم عند الخروج عنه، ويعيبون تدخله المباشر في اجتهاداتهم السياسية، سواء في الحياد أم عند تعبيرهم عن الميل إلى الدخول في بيعة «الدولة الإسلامية».

&

قال إن «أبومصعب» كان يكفر بـ«لون الملابس» ووصف «الخليفة» بـ«باهت البديهة»

عراب الزرقاوي و«البغدادي» و«الجولاني» يهجوهم... ويتبرأ من تلاميذه

< في عام 2005، وقبيل مقتل أبومصعب الزرقاوي، كان ثمة عالم شرعي من مجاهدي العراق، يجتمع بكل من الزرقاوي (زعيم التوحيد والجهاد)، وأبوحمزة المهاجر (مندوب القاعدة)، وأبوعمر البغدادي وأبوبكر البغدادي (الخليفتان المقبلان)، ويجتمع بعض هؤلاء أو جميعهم في منزله الخاص، ويخوض نقاشات فكرية في التكفير مع أبوحمزة والزرقاوي، في حين يدرس عنده أو عند بعض الشرعيين من زملائه أبوعمر البغدادي وأبوبكر البغدادي بعضاً من الدروس الشرعية. هذا الرجل الشرعي الذي كان له هذا الأثر الفكري الكبير، اسمه أبوعبدالله محمد المنصور العيساوي، قائد جيش المجاهدين منذ عام 2003 إلى حين دخوله السجن عام 2005، ويقال إنه (هكذا) أثناء فترة سجنه حصل منه أبومحمد الجولاني على التزكية التي من أجلها ضمه أبوبكر البغدادي إلى رموز التنظيم، وبناء على تزكية البغدادي نفسه له اعترف به أيمن الظواهري بعد ذلك. ومع أن المنصور العيساوي كان يعدّ عرّاباً شرعياً لهؤلاء، كما اعترف به منتمون إلى «داعش» و«القاعدة» في نصوص موثقة لهم، فإنه في كتابه الأخير الذي نشر بعنوان «الدولة الإسلامية بين الحقيقة والوهم» يصف هذه الشخصيات بأنها «ليست على درجة واحدة في الغلو»، موضحاً أن «كثيراً من قيادات التوحيد والجهاد (العراقية) التي كان يتزعمها الزرقاوي أقل غلواً بكثير جداً ممن أتى بعده، وغالب خلافاتنا معهم آنذاك في السياسة الشرعية»، مشيراً إلى أنه (أي الزرقاوي) كان يكفر على «لون الملابس»، فمن كان يلبس البزة الزرقاء الخاصة برجال الشرطة فهو كافر! ويضيف العيساوي في كتابه: «أما أبوحمزة المصري فكان ذا عقلية غريبة، وفي عهده توسع الغلو إلى حد كبير، ولمعرفته أروي للقارئ الكريم ما حدثني به نائب مسؤول جيش المجاهدين... إذ التقى هو وأخ آخر بأبوحمزة المصري بعد إعلان دولتهم الموهومة بأيام قليلة، وقد قال أبوحمزة في هذا اللقاء: لقد صنعنا للمهدي منبراً، لأنه سيظهر بعد مدة وجيزة، وأقسم أنه إن لم يكن جنود «الدولة الإسلامية» هم جيش المهدي فلا جيش للمهدي!».ويستطرد: «الغريب أنه أراهم صورة المنبر، وذكر في هذا اللقاء أموراً غريبة، منها أن من أسباب اختيار أبوعمر أميراً للمؤمنين أنه متزوج بزوجتين!

&

وذكر كذلك أنه لا يمكن له أن يذكر شخصية أمير المؤمنين لأحد إلا بعد البيعة! وقال لإخواننا داعياً لهم للبيعة: إذا كان أمير المؤمنين لا يعجبكم فبإمكاننا اختيار أمير مؤمنين آخر». ويعد قائد جيش المجاهدين السابق القيادة الحالية لما يسمى زوراً - على حد قوله - دولة العراق الإسلامية أشد غلواً من سابقيهم «فلا شك عندي أنهم وقعوا في كثير مما وقع فيه الخوارج من الغلو في التكفير بغير حق»، مضيفاً في حاشية الكتاب: «أقول ذلك وأنا خبير بقياداتهم، فالزرقاوي بقي في بيتي مدة ليست بالقصيرة، وما يسمى الآن زوراً بأمير المؤمنين كان فرداً في جماعتنا (جيش المجاهدين)». ويعلق أستاذ الزرقاوي والبغداديين ساخراً على الحصيلة التي نتجت من اختلاط مناهج التكفير لديهم بعد ذلك، وما أنتجته من طريقة في التكفير قائلاً: «إن بقي في العمر بقية سأجمعها في كتاب «أخبار الحمقى والمغفلين في سجن بوكا»، ليرى القارئ الكريم حمقاً وغباء لم يره في كتاب لابن الجوزي بهذا العنوان». ويواصل شهادته: «أما أنا فإنني أشهد الله الذي لا إله إلا هو بما أعرف عن قرب هذا الدعي الذي سمى نفسه أبوبكر البغدادي، وقد درس عندي مع مجموعة من الفضلاء شيئاً قليلاً من كتاب زاد المستقنع في عام 2005، ثم انقطع الدرس بسبب اعتقالي، وعرفته معرفة دقيقة، وكان محدود الذكاء، بطيء الاستيعاب، باهت البديهة، فليس هو من طلبة العلم المتوسطين، ودراسته دراسة أكاديمية في الجامعات الحكومية ومستواها هزيل جداً، والتي لا علاقة لها بتكوين طالب علم فضلاً عن عالم». ولفت إلى أن البغدادي «كان حتى نهاية 2005 معنا من ضمن جنود جيشنا (جيش المجاهدين)، ولم يكن من المبرزين في الميدان، بل ولا من أهل الصولة والجولة، ولا المهمات الكبار، ولا نذكر واقعة مشهودة لا في الإمداد ولا في المواجهة حتى ابتليت بدخول المعتقل، عندها تغير الرجل على الإخوة وتنمر، وبدأ يثير المشكلات في الجماعة، وانقلب رأساً على عقب».

&

ويكمل: «ولذا فإني أؤكد حالفاً بالله غير حانث أن أبوبكر هذا ليس راسخاً في العلم ولا طالب علم متمكن فحسب، إنما لا يتقن كتاباً واحداً معتمداً في العقيدة أو الفقه أبداً، وإخواننا من طلبة العلم العراقيين من جميع الجماعات والتوجهات يعرفون هذا جيداً، ويعلمون أنه ليس بينه وبين العلم نسب، ويدركون المستوى الهزيل جداً للعلم الشرعي الذي تقدمه الجامعات الحكومية». وينكر العيساوي تكوين البغدادي لجماعة سلفية، معلقاً: «أية جماعة هذه؟ وهو كان جندياً عادياً معنا حتى نهاية 2005، ثم إن ما ذكرتموه من أنه أبلى بلاء حسناً في الجهاد وما إلى ذلك فهذا بحسب رأيكم». ويستدرك: «ليست المصيبة العظمى في جهل من تسمى بأبوبكر، فلو كان جاهلاً ويرجع إلى أهل العلم لهان الخطب، وإنما المصيبة بتعالمه وعدم معرفته بقدر نفسه، وتكفير المسلمين بل والمجاهدين ممن لهم فضل عليه بغير حق، وإنما بالجهل والهوى، وسفكه لدماء كثير من أهل الخير». أنصار البغدادي هم الآخرون كان لهم موقف من بيان المنصور العيساوي وكتابه، لكنهم اعترفوا في بيان سمّوه «كشف المستور عن أخبار أبوعبدالله المنصور، أمير جيش المجاهدين في العراق» بأن الزرقاوي والبغداديين كانوا من تلاميذه، لكنهم وصفوه بالتناقض، وجاء في الرد الذي كتبه أحد مبايعي البغدادي: «في عام 2003 أخبرنا أبوعبدالله (المنصور) في إحدى الجلسات الخاصة أن الله بعث لكم رجلاً من السماء، ويقصد شيخنا أبومصعب الزرقاوي، انظروا إلى صيغة المدح التي كان يمدح الشيخ رحمه الله فيها وطعنه الآن في الشيخ»، واصفاً العيساوي بأن القيادات العسكرية في فصيله آنذاك «قيادات بعثية صرفة»، وموضحاً أسباب الخلاف بين البغداديين والعيساوي في مسألتين: «عدم تكفير الشرطة العراقية، بينما منهج أبومصعب ومنذ بداية الجهاد في العراق أن الشرطة مرتدون، وعدم تكفير عوام الرافضة، وأنه لا يعترف بأن البغدادي حصل على التمكين الذي ينبغي حصوله لتكوين دولة».


&