تركي الدخيل

تعتبر الخطوات التي تقوم بها الإمارات تجاه الإرهاب استثنائية بمعنى الكلمة. لم تتجه لأي مواربةٍ تجاه أي تنظيم إرهابي، حيث قامت منذ 30 سنة بتجفيف منظّم مركّز لمنابع الإرهاب، وبتمشيط جميع المناهج الدراسية، والبدء بالرقابة الإيجابية النافعة على الأنشطة، حفاظاً على عقول الأبناء من الانغماس في إغراءات تلك التنظيمات السرية الكارثية، ولعل الإجراء الأخير كان لافتاً، حين اعتمد مجلس الوزراء قائمة تضم عدداً من التنظيمات الإرهابية.


يأتي ذلك تطبيقاً لأحكام القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2014 بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية، والذي أصدره رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وقرار مجلس الوزراء بشأن نظام قوائم الإرهاب.


رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية في المجلس الوطني الاتحادي، أحمد علي الزعابي، رأى أن "الإمارات دولة تحمي نفسها بالقانون، وهي تعمد دائماً إلى اتخاذ إجراءات سريعة تجاه كل ما يهدد أمنها واستقرارها الذي بنته بسياسات حكيمة وممنهجة، وما قائمة التنظيمات الإرهابية التي صدرت مؤخراً عن مجلس الوزراء، إلا ضمن تلك المنظومة المتطورة التي تحكم عمل الدولة، خاصة أن القوائم حددت بناء على معطيات دقيقة حول تلك المنظمات ومخاطرها".


يضيف الزعابي -وهذا بيت القصيد-: "إن القائمة شملت جماعات تحمل أجندات فكرية إرهابية، وليس فقط تلك التي تنفذ أعمالاً إرهابية بمعنى العنف المباشر، ومدعاة ذلك هو الحرص على عدم تكوين حاضنة فكرية لتوجهات الإرهابيين في المجتمع، خاصة أن عدداً من التنظيمات الإرهابية موجود في أوروبا، ويستطيع أن يبث أفكاره الهدامة عبر مختلف المنصات".


بالفعل لقد شملت القائمة القوية، والدقيقة، والرصينة، والتي أقرت رسمياً بتحديد أسماء المنظمات الإرهابية المحظورة في الإمارات، جميع أنحاء العالم، من تنظيماتٍ في شرق آسيا إلى منظمة "كير" في الولايات المتحدة، والمهم جداً أن اللائحة لم تقتصر على من حمل السلاح، إذ شملت المنظمات التي تضخ أفكار العنف والإرهاب مثل "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، المعروف باستقطاب رموز الإخوان.


العنف الرمزي لا يقل خطراً عن العنف المسلح، وهذا يستدعي أيضاً تجريم المحرّض بنفس مستوى تجريم المنفّذ. لقد مرت سنوات طويلة نجا فيها المحرضون من العنف، لكن الآن ومع القيادات الواعية القوية هناك انتباه قانوني تشريعي لهذه الثغرات التي يمكن أن تخترق من قبل المحرّض اللفظي، الذي يلوذ بالفرار والمراوغة، والعبارات الزئبقية، ساعة المحاسبة.


أتمنى تعميم هذه القائمة بالمنظمات الإرهابية على كل دول الخليج، فهي دقيقة ومدروسة وتستحق أن تعتمد من قادة دول الخليج في اجتماعاتٍ لاحقة، لتكون المرجع لتحديد المنظمات الإرهابية العدوانية.
&