&راجح الخوري&
&&

لم يكن مفاجئاً ان تفضي القمة الخليجية التي عقدت في الرياض الاحد الماضي ورسّخت المصالحة بين دول مجلس التعاون الخليجي، الى الاعلان عن التوصل الى اتفاق لتوسيع إطار التفاهمات وفتح صفحة جديدة في العلاقات لدفع مسيرة العمل المشترك على المستوى العربي ايضاً، على ما أشار بيان خادم الحرمين الشريفين.


قمة "الإتفاق التكميلي" التي أعادت سفراء السعودية ودولة الامارات والبحرين الى الدوحة ورسّخت عقد القمة الخليجية الدورية في قطر الشهر المقبل، وفّرت الارادة الجامعة في إكمال اطار المصالحة على المستوى العربي، عبر انهاء الخلاف المصري - القطري الذي تفاقم في الفترة الاخيرة. ولقد ظهرت هذه الارادة التصالحية عندما أُعلن الاثنين الماضي ان أمير قطر الشيخ تميم اتصل هاتفياً بالملك عبدالله وانهما بحثا في "العلاقات بين البلدين وفي الوضع العربي".
هذا الاعلان جاء مفاجئاً لأن الشيخ تميم كان في الرياض قبل ساعات، لكن مع صدور بيان الديوان الملكي السعودي بدا واضحاً ان قطر تبارك وتشجع فتح هذه الصفحة الجديدة في العلاقات الخليجية والعربية، وما يؤكّد صحة هذا الامر ان البيان السعودي لم يكن ليصدر لولا التوصل الى تفاهم راسخ وعميق في قمة الرياض على السير نحو مرحلة تصالحية، تشكّل استعادة العلاقات المصرية - القطرية بوابتها الرئيسية، ولو وفق روزنامة متدرجة، قيل انها لا تتطلب اكثر من شهر لإعادة بثّ الدفء بين القاهرة والدوحة!
البيان السعودي أشار الى انه تم الاتفاق في الاجتماع الخليجي على وضع إطار شامل لوحدة الصف ونبذ الخلافات "وارتباطاً بالدور الكبير الذي تقوم به مصر. فلقد حرصنا جميعاً على الوقوف الى جانبها ونناشدها قيادة وشعباً السعي لإنجاح هذه الخطوة في مسيرة التضامن". وجاء الترحيب المصري حاراً وسريعاً عبر بيان للرئاسة أكّد التطلّع الى حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي.
المصالحة بين قطر التي دعمت الاسلام السياسي وبين مصر التي أزاحت محمد مرسي و"الاخوان المسلمين"، سترسم بلا ريب افقاً جديداً يحدد بشكل أوضح مسار العلاقات العربية وطبيعتها، وخصوصاً بعد فصول الاضطراب الذي احاطها نتيجة الصراعات الدموية التي ظهرت بعد "الربيع العربي".
واضح ان هناك إرادة قطرية تتلاقى مع روح البيان السعودي، والدليل ان مجلس الوزراء القطري نوّه امس بحكمة خادم الحرمين الشريفين وأكّد الحرص على تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك وعلى النتائج التي توصل اليها القادة في اجتماعهم الأخير في الرياض.
كان من الضروري ومن باب الوفاء ايضاً، ان تأتي إشادة مجلس الوزراء القطري بالجهود الكبيرة والمساعي الحميدة التي بذلها أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد في سعيه الدؤوب وسهره الدائم على تقريب وجهات النظر وتعزيز الأخوة والتضامن بين الاشقاء العرب.
&