&فاطمة حوحو&

في وقت غاب فيه الاحتفال بذكرى استقلال لبنان أمس لعدم وجود رئيس للجمهورية، إضافة إلى غياب العرض العسكري للجيش اللبناني، نتيجة فشل جهود إطلاق العسكريين المخطتفين لدى الجماعات الإرهابية، أكد عضو كتلة المستقبل النيابية النائب الطرابلسي محمد كبارة أن اللبنانيين يتطلعون إلى أن تسير الخطة الأمنية على الجميع دون استثناء لكي تثمر وتستمر، ولا تتعامل بمكيالين، خاصة فيما يتعلق بسلاح من يرفعون شعار المقاومة، فكل سلاح خارج عن الشرعية هو "سلاح إرهابي".
وقال كبارة في تصريحات إلى "الوطن"، إن "الخطة الأمنية أسهمت إلى حد بعيد ومن خلال الجهود التي بذلها الجيش اللبناني والقوى الأمنية والتعاون اللامحدود الذي قدمه أبناء طرابلس، في إعادة الهدوء الى ربوع المدينة، لا سيما في الفترة الأخيرة التي شهدت فيها الفيحاء انفراجا على الصعيد الأمني".


وأضاف أن "مدينة طرابلس أثبتت أنها مع الشرعية وشكلت البيئة الحاضنة للجيش اللبناني، ومن ثم فإن نجاح الخطة الأمنية يحتاج إلى كثير من الحكمة في التعاطي مع أبناء طرابلس"، منوها بما قدمه الجيش اللبناني على هذا الصعيد.
وعن إمكان تحصين الخطة بمواجهة التطورات الإقليمية، لا سيما في ضوء ما يرد في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من شهادات سياسية تؤكد تورط نظام بشار الأسد بسورية في جريمة اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، أكد كبارة أن "طرابلس قالت كلمتها إنها مع الدولة ولا تريد بديلا عنها، أما بخصوص مجريات المحكمة الدولية، فلا أعتقد أنه سيكون لها تأثير أمني لا على طرابلس ولا على أي منطقة في لبنان".


من ناحية ثانية، ووسط العاصفة الطبيعية "ميشا" التي تضرب لبنان وتسببت في تساقط الثلوج وإقفال الطرقات الجبلية باكرا، واصل أهالي عدد من العسكريين المختطفين اعتصامهم في ساحة رياض الصلح ينتظرون إشارة أمل بإمكان الإفراج عنهم، فيما رأى عدد من المراقبين أن عدم الاحتفال الرسمي بعيد الاستقلال الـ71 للبنان، يعد سابقة مؤلمة وخطيرة في ظل هيمنة القلق على اللبنانيين من انفجارات أمنية نتيجة تلبد الأجواء السياسية على الرغم من الانفراجات القليلة هنا وهناك.
من جانبها، نظمت جمعيات المجتمع المدني مسيرة بدعوة من جمعية فرح العطاء ونقابة المحامين إلى القصر الجمهوري في بعبدا، شارك فيها حشد كبير من اللبنانيين ارتدى بعضهم زي الجيش اللبناني.
ووسط هذه الصورة، أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام في تصريحات صحفية، أن "لبنان أصبح عليلا بدل أن يكون قويا، والصراع الداخلي أوصلنا إلى الشلل الذي يفرض نفسه في الاتجاهات كافة".
وشدد على أنه "في ظل الأداء غير الناضج من بعض القيادات يجعل البلد في حالة جمود وعمل الحكومة إصلاح الحال وتخفيف تداعيات أضرار غياب الرئيس"، مشيرا إلى أنه "على الجميع العمل باتجاه تسوية تحفظ للجميع مكانتهم، وما هو متوافر حاليا من الخارج باتجاه لبنان هو بمنعه من الانهيار والتفكك في ظل ما يحصل في المنطقة".


وأكد سلام أن "المرجعيات الدولية حريصة على معالجة الوضع في لبنان بشكل إيجابي، وتفتش عن مقاربات تساعدنا في مواجهة الاستحقاق الرئاسي"، ولفت إلى أن "التأخير في عملية الانتخاب في الوقت الحاضر يعود إلى انشغال القوى الخارجية بمواضيع أكثر خطورة وأولوية عن لبنان"، مشيرا إلى أن "الضرر في حال انهيار الحكومة سيكون بالغ الخطورة ويفوق الشغور الرئاسي والتمديد للنواب".
&