فاروق جويدة

&

&

&

&

&
أصبح من الضرورى على الدول العربية أن تضع خطة لمواجهة الإرهاب الفكرى الذى اجتاح شباب الامة وجعلهم يحملون السلاح ضد أوطانهم ..لقد مرت سنوات طويلة والحكومات العربية تعقد المؤتمرات الأمنية التى يشارك فيها وزراء الداخلية والمسئولون عن الأمن فى العواصم العربية ولم يعقد اجتماع واحد لمناقشة قضايا الإرهاب الفكرى وهو أصل المشكلة ..


ان الارض التى تنبت الإرهاب تحتاج إلى علاج يوقف هذه المأساة ..لا شك أن العلاج الامنى ضرورة أمام من يرفع السلاح ويقتل أبناء مجتمعه ولكننا حتى الآن لم نناقش أسباب هذه الظواهر الخطيرة ..لم نناقش أزمة الثقافة العربية فى السنوات الماضية وحالة التراجع والتدهور التى اصابت العقل العربى وجعلت أمراض الإرهاب تتسرب إلى سلوكيات شبابنا لكى يتحولوا إلى قوى تدمير وقتل ..لابد أن نناقش جوانب التعليم ابتداء بالمدرس الذى استغلته التيارات الإرهابية وجعلت منه بوقا لها وانتهاء بالمناهج المنغلقة التى تسربت إلى عقول أبنائنا وخرجت بهم من العصر تماما ..هناك أيضا حالة التدهور التى أصابت الثقافة العربية ابتداء باللغة العربية وانتهاء بالفنون التى سقطت فى مستنقعات السطحية والسذاجة بل والإسفاف ..هناك ايضا أزمة الإعلام العربى الذى شوه الشخصية العربية وخرج بها عن ثوابتها الأخلاقية والسلوكية..ان الجوانب الفكرية والثقافية والسلوكية فى قضية الارهاب تحتاج إلى دراسات وافية بعد ان تحولت إلى لعنة تطارد الشعوب والاوطان ان قضية الإرهاب الفكرى لا بد ان تأخذ اهتماما خاصا فى الفترة القادمة لان الحلول الأمنية مهما نجحت سوف تبقى منابع الإرهاب بكل جوانبها الثقافية والفكرية والدينية ان مسئولية إنقاذ هؤلاء الشباب ومنع تدفق أجيال جديدة إلى ساحات الإرهاب تتطلب دوراً كبيراً للمؤسسات الدينية والجامعات ومراكز الأبحاث والأسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة وهنا اقترح على الدكتور نبيل العربى أمين عام جامعة الدول العربية أن تتبنى الجامعة مشروعا لمواجهة الإرهاب الفكرى بكل جوانبه الثقافية والإعلامية والتعليمية وليس هناك ما يمنع من إنشاء مؤسسة كبرى للقيام بهذا الدور الخطير ان المأساة تحتاج إلى جهود الدول العربية مجتمعة لانها تمثل خطرا على الجميع.

&