محمد أمين المصري
&
ثمة بعض الكُتاب أو ممن يعتقدون أن لديهم القدرة على التحليل السياسي، من يسعى دائما الى تحريض القيادة المصرية على الفلسطينيين، بحجة ما يجرى فى شمال سيناء من أعمال إرهابية والصاق التهمة مباشرة بفلسطين وليس بعض الأفراد من شعبها.
&
ومشكلة هؤلاء أنهم مثل شاس بن قيس، هذا الخبيث اليهودى الذى كاد يشعل حربا بين قبيلتى الأوس والخزرج بعد إسلامهما، لمجرد أن استشعر حالة الود والألفة والوحدة بين القبيلتين بعد نيران وحروب الجاهلية بينهما، فأرسل فتى من عشيرته للوقيعة بين شيوخ القبيلتين وتذكيرهم بعنجهية الجاهلية، لولا تدخل الرسول عليه الصلاة والسلام بينهما ونزع فتيل دسائس ومكر وكيد اليهود، وقد أطفأ الله حقد ابن قيس عن الأوس والخزرج.
&
وليس عجيبا أن يطلب أحد الكتاب أخيرا من المصريين – شعبا وقيادة – أن يدرسوا الوضع جيدا فى سيناء ليخرجوا بنتيجة مؤداها أن إسرائيل ليست هى العدو كما يقول التاريخ، وإنما عدونا الآن هم الفلسطينيون. ويزيد هذا ويزبد ليدعى أن تحديد هوية الدولة وحدودها وحلفائها هو أولى تعريفات الدولة الحديثة فى عالمنا المعاصر. ادعاءات الكاتب المصرى المغترب فى بلاد الله الواسعة، لا تقتصر على التحريض على اعتبار فلسطين عدوا، بل يقول إننا شربنا مع لبن الحليب أن الفلسطينيين أشقاؤنا وإن إسرائيل هى عدونا، ويطالبنا بتغيير حقائق التاريخ.
&
ولكن المثير حقا ، أنه بعد أيام قلائل من تحريض شاس بن قيس الجديد، تخرج مصر لتعلن مساندتها للفلسطينيين واستعدادها لارسال قوات فى وقت لاحق الى الدولة الفلسطينية لمساعدتها على الاستقرار.. لترد بذلك كيد الحاقدين الذين ينطبق عليهم ما قاله العقلاء تعليقا على واقعة الأوس والخزرج :” دعوها فإنها منتنة”.
&
ربما ينسى الذين اعتادوا على الصيد فى الماء العكر، أن علاقة مصر والمصريين بفلسطين والفلسطينيين هى علاقة تاريخ وجيرة وحدود، و أن فلسطين ليست إرهابية لمجرد انتماء بعض التكفيريين لها، وستظل عربية رغم أنف الحاقدين.