&&أحمد الجروان

&

&

&

&

&


&

&

أعرب رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه الأمير خالد بن سلطان عن أسفه لما تتعرض له دول في المنطقة من «الإرهاب الأسود» الذي أصبح «جزءاً منه مسيطراً على آبار نفط وخطوط إمداد وسدود مائية، ولم ينج المجال الاجتماعي من براثنه: دول بلا رئاسة أو قيادة، وأخرى انقسمت إلى دويلات وميليشيات، ودول على شفا حرب أهلية، فُقد الأمن وعاد الزمن إلى عصور سحيقة مظلمة، فالنساء تُغتصب وتُسبى باسم الشريعة، والفتيات والفتيان يباعون جواري وعبيداً، والأطفال يختطفون إلى معسكرات يُربون على غلظة القلب وقسوته، والقتل على الهوية أو المعتقد جائز، بل واجب شرعي، والكل يتمسح بالإسلام العظيم، وهو منهم براء، فهم يعرفون اسمه، ولا يدركون حقيقته»، وقال إن المواقف في الدول «ما زالت تُراوح مكانها، ففي المجال السياسي: الإرهاب لا يزال يرتع في كل مكان، ولا توجد دولة واحدة في منجى منه، فضلاً عن تلونه في أساليبه ووسائله وأشكاله وصفاته، وإن كان هدفه الأساسي هدم الدولة ومؤسساتها، أو تقسيمها وتشتيت شعبها».

وقال الأمير خالد في كلمته أمس، خلال الجلسة العلمية التي تستضيفها جامعة الملك سعود، وتقام على هامش المؤتمر الدولي السادس للموارد المائية والبيئية الجافة وسط مشاركة واسعة من الخبراء في شؤون المياه:» يسعدنا أن نلتقي، مجدداً، في جامعة الملك سعود، وهي تحتضن المؤتمر الدولي السادس للموارد المائية والبيئة الجافة (...) لقد راجعت خطابي في افتتاح المؤتمر الخامس، الذي عُقد في كانون الثاني (يناير) العام الماضي، حتى لا أكرر ما سبق أن تناولته فيه من قضايا وأفكار، وما طرحته من رؤى وحلول، أو ما تحقق من أهداف وتوصيات، فضلاً عن عدم اجترار ما تمر به منطقتنا العربية من الأخطار: السياسية والاقتصادية، التي تهدد منطقة الشرق الأوسط، الجديد منه أو القديم».

وأضاف: «علينا مواجهة الواقع في صدق وصراحة، عند تحديد الاستراتيجيات ورسم السياسات ووضع الخطط، فلا أمن غذائياً من دون أمن مائي، ولا أمن مائياً من دون أمن اقتصادي، ولا أمن اقتصادياً من دون أمنٍ سياسي واستقرار مجتمعي. أما عن أمن الطاقة وأمن البيئة، فإنهما يتعلقان بأذيال ذلك الأمن السياسي، وما يجري في الموصل وحلب وبنغازي وصنعاء والحديدة ليس ببعيد».

وأكد ضرورة عدم الاستسلام لـ»واقع الحال من إرهاب: سياسي واقتصادي ومجتمعي، ولا نقف موقف المتفرج، فالأمل، في نصر الله، لا يزال موجوداً، والثقة بأبناء الشعوب العربية قائمة غير مهزوزة، وعلينا اتباع الأسلوب العلمي الصحيح، في التفكير والتخطيط والتنفيذ في ظل استراتيجية نحددها، ورؤية نبتكرها».

وأشار إلى أهمية أن يدرس الوزراء المعنيون «تقرير التنمية المائية 2014 ، الصادر عن الأمم المتحدة، «لأهميته في التحليل الدقيق للعلاقة بين المياه والطاقة في الدول كافة، فضلاً عن الإحصاءات المخيفة، التي وردت، وهي تتناول هذه العلاقة، وتستقرئ المتوقع حدوثه، كما تعرض البدائل البناءة... إن الكارثة المائية تقرع أبواب الدول العربية، وقد حانت ساعة العمل لوقفها».
&