طارق مصاروة
&
بقيت المخابرات الباكستانية تحقن في مجاهدي افغانستان، حتى انتهى «الجهاد» بثمانين مليون مدمن.. وخط من التهريب الأسود يمتد من بيشاور إلى أوروبا. ورغم كل السياسات المعادية للتطرف في إسلام أباد بقيت المخابرات الباكستانية ترعى وتساند طالبان والقاعدة حتى صار لباكستان طالبانها.. وها هي تصل إلى داعشها! فهناك مأساة يومية في وزيرستان، انتهت الى مذبحة راح فيها 130 طالباً وعشرون مدرّساً ومجرماً.
&
كل الذين تاجروا بالإرهاب وقعوا ضحية له: من سوريا التي لم تترك فتح الإسلام، والمقاومة الإسلامية إلى تركيا التي جعلت القاعدة تنقسم واختصّت بداعش، إلى باكستان وطالبانها.. وداعشها، إلى إيران حيث احتضنت مخابراتها فلول ابن لادن بعد الهجوم العسكري الأميركي على أفغانستان.. وإيران تتكتم على ثوار سيستان السُنّة في شرق البلاد.. وتقوم بإعدامات غير معلنة.. فالإرهاب صناعة لا علاقة للوفاء أو للإخلاص فيها، طالما أنها لعبة المخابرات الدولية.
&
نسمع من خبراء المنظمات الإرهابية أن مذبحة المدرسة في وزيرستان، هي من صنع فئة مُنشقّة عن طالبان «المعتدلة»، وهي اعلنت البيعة «للخليفة» البغدادي، بعد أن كانت بايعت الملا عمر، والتفاصيل غير مهمة، فما هي أهمية معرفة انشقاق داعش في سوريا عن جبهة النصرة.. أي عن القاعدة؟. وما هي أهمية معرفة تحالف النصرة مع جيش الإسلام الذي يمت بصلة مع اخوان سوريا؟ فالأساس هو الحاضنة المالية الخليجية، والإدارية اللوجستية التركية والسبب الذي لم نعد نسأل عنه هو محاولة صنع حزب تركيا في بلاد العرب، في موازاة حزب إيران فيها، أما المال فالزائد منه أكثر مما تستوعب الآلات الحاسبة على ضفة الخليج العربي فلماذا لا يشتري الصغار أدوار الكبار.. كما يشترون فانيلا لاعبي كرة القدم في أوروبا ؟.
&
لقد اكتوينا في الأردن بـ«بركات» الإرهاب الزرقاوي، ولكننا لم نحاول شراءه لنحمي أنفسنا لأن عندنا مخابرات وأمناً وولاء شعبنا لدولته واخلاصه لمبادئها، والذين يعرفون دواخل الأشياء يعرفون أن داعش اقتربت من حدودنا الشرقية «لتنظف» مراكز الحدود، وحين فعلت ذلك انسحبت ثمانين كيلومترا إلى الوراء، وكذلك فعلت «النصرة» على حدودنا الشمالية.. فنحن لم ندخل اللعبة.. ونحن قساة جداً، وبلدنا هو المكان الدافئ الذي يحتضن مئات آلاف السوريين والعراقيين.. وهذه محسوبة رغم همجية الإرهابيين.
&
نحن صح، والذين اصبحوا يثرثرون في نومهم لكثرة التحريض والتخريب لنظامهم السياسي، لن ينفعوا اخوان مصر، ولا اخوان سوريا والعراق ولا اخوان ليبيا ولعلهم لم يتنبهوا بعد إلى أن المكان الوحيد الذي بقي لهم هو الأردن.&