&سكينة فؤاد

&


&

&

&

&
بعد غد 23 ديسمبر.. عيدها وعيد انتصار مصر كلها.. مدينتى الجميلة.. أجمل مدن الدنيا.. هكذا كانت فى عينى وقلبى دائما عندما قدم أبناؤها أرواحهم فداء لبلدهم.. عندما دوخوا وأذلوا وجعلوهم مسخرة الدنيا.. القوات البرية والبحرية والجوية لأكبر دولتين من دول الاستعمار القديم (انجلترا وفرنسا)،


وثالثهما جيش الكيان الصهيوني. بورسعيد أول مدينة مصرية أعلنت العصيان على الحكمين الأسبق والسابق.. بورسعيد التى على وشك أن تشهد ميلادا جديدا مع إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة، وتنتظر من الرئيس السيسى تقارير علمية وموضوعية عما وصلت إليه المدينة، ومشكلات جميع أبنائها، ولا تهمل الجموع الأضعف والأكثر استحقاقا للعدالة والإدارة الرشيدة، التى غابت طويلا لإمكانات المدينة التى لم يحسن استثمار وإدارة مميزاتها وثرواتها الطبيعية والبشرية.. بورسعيد تنتظر من الرئيس السيسى زيارة لمدينة تعتز وبه ويعتز بها، وليقدم الامتنان والتقدير لتاريخها النضالى كبوابة حارسة منذ حفر قناة السويس الأم، وجرت دماء أجدادهم فى مجراها قبل المياه، وما تمثله بورسعيد من نقطة ارتكاز أساسية لآفاق ومشروعات التنمية فى منطقة القناة، وتعيد بورسعيد كما كانت المدينة المصرية الأولى فى قياسات التنمية البشرية، وتنهى الكثير من أسباب الغضب والمشكلات المتراكمة عجزت عن إدراج معنى مدينة بحر، والمكونات النفسية والإنسانية، والمهارات التى يتميز بها أبناؤها، وإيقاف محاولات عودة رموز الماضى تحت مسميات، ووراء أقنعة جديدة، واحترام الرؤى الجديدة للشباب الذين كانوا من شركاء وصنّاع الثورة 25/30، وكما كتبت من قبل لديهم العديد من المقترحات والمشروعات للمدينة وللشواطئ والمواني، وللقناة الأم، وللقناة الجديدة، من أهمها مشروع الكوبانية الثقافى الجبهة الشعبية للحفاظ على تراث بورسعيد، الذى تعرض لتدمير مجموعة من أهم وأندر التراث العمرانى الذى كان يعطى المدينة طابعها الخاص... الطابع الوطني.. بطابع مدن البحر المتوسط، وهناك مجموعة بورسعيد 2020، وعديد من الشباب الذى يتصدى لمحاولة إعادة رفع تمثال ديليسبس على مدخل القناة الذى أسقطه الفدائيون فى أثناء العدوان على بورسعيد 1956، ويصححون ما روج من أكاذيب المغامرين الأوروبيين الذين أدركوا قيمة وخطورة الموقع، واستغل قربه من سعيد باشا حاكم مصر ليحصل لنفسه ولبلاده على الفرمان الأول لامتياز الحفر، ويطالب أبناء بورسعيد أن يرتفع على مدخل القناة تمثال لواحد من فنانينا يجسد العامل والفلاح أبطال الحفر بالدم والحياة، وأن يوضع تمثال ديليسبس فى أحد متاحف المدينة، يثبت كل يوم أنه بعد الثورة العبقرية للمصريين فى 25 يناير 2011، عفوا لمن لا يعتبرونها ثورة، ولكن مؤامرة على ما كانت تعيش فيه مصر من ازدهار ورخاء ينعم به ملايين الفقراء والمرضى والعاطلين والمحرومين والذين تحولوا إلى جثث حية يسعون على الأرض بأكفانهم! أقول بعد الثورة العبقرية للمصريين فى 25 يناير 2011 ومدها العظيم فى 30 يونيو 2013 يجب أن تدار مصر بأجيال جديدة صاحبة فكر جديد، وقدرات إبداعية، وقراءات عميقة لطبيعة وإمكانات الثروات الطبيعية والبشرية كل محافظة يتولاها رجل أو امرأة تتوافر لهما المؤهلات والكفاءات التى تعيد ترميم وإصلاح آثار إدارات ومحافظين فاشلين، وبمشاركات شعبية، وتمثيل لجميع أبناء المحافظة، وإلى أن تتشكل المجالس المحلية من شباب ونساء يمثلون الثورة تمثيلا صادقا وأمينا.

> وأعود إلى ذكريات نصر 23 ديسمبر 1956 وكتبت منذ أسابيع عن الصلة الوثيقة التى تربطها بالثورة وبالمخططات الاستعمارية التى تدور فى المنطقة الآن، والتى تمثل تجديدا وتطويرا وتحديثا للعدوان الثلاثى الذى جعل انتصار أبناء بورسعيد وطردهم للقوات المعتدية يعلن غروب شمس إمبراطوريات الاستعمار القديم، كما يواصل أحفادهم من ملايين المصريين ثورتهم فى 25 يناير 2011، ومدها العظيم فى 30 يونيو 2013، جعل الشمس تغرب عن النسخة الجديدة، والوكلاء الجدد، ذلك الغروب والفشل الذى أعدوه لإعادة رسم خرائط وحدود المنطقة ودولها أسقطه المصريون بثورتهم، وجعل الرئيس عبدالفتاح السيسى يقول منذ أيام فى الغردقة: «يا مصريين.. أنتم مش واخدين بالكم عملتم إيه.. يا مصريين أنتم غيرتم العالم»، نفس ما فعله آباؤهم وأجدادهم وهم يجعلون الاستعمار الجديد ينهار على رءوس أقطابه وهم يفشلون مؤامرة وعدوان 1956 الذى ارتكز على استخدام إسرائيل كمخلب قط لسحب الجيش المصرى إلى سيناء، بينما تحتل قوات الجيوش الإنجليزية والفرنسية مدن القناة من بورسعيد إلى السويس بحجة حماية القناة من العدوان، على أن يتواصل حصار وتدمير الجيش فى سيناء لتصبح مصر بلا جيش، وتستسلم لإرادة الاحتلال!!

> لا ابتكار ولا تطوير فى المخططات والمؤامرات الاستعمارية واستهداف الجيش المصري، وكما سقطوا 1956 يعيدون السقوط 2014، وفيما هو قادم بإذن الله فقط يتعاظم قدر وصلابة إرادة هذا الشعب، وإدراكه العميق لقيمة وأهمية قوة مؤسساته الوطنية وجيشه فى المقدمة منها.. لم أكن أعرف أنه من الخطط الزولية للمعتدين أن يبدأ العدوان من الإسكندرية، خوفا من صعوبة النزول فى منطقة القناة من ناحية بورسعيد، لأن الطريق هناك ضيق جدا، وتحيطه المستنقعات لمسافة 40 كيلومترا تقريبا، مما يهدد قوات الغزو بمخاطر كثيرة، بينما من الإسكندرية يمكن اندفاع قواتهم شرقا وسريعا عبر الدلتا، والانتشار فى منطقة القناة وتوجيه ضربات لسلاح الطيران المصري، ابتداء من 6 سبتمبر، بل أن تبدأ عمليات الإنزال، لكن خشوا أن يفشلوا فى خداع العالم أن عدوانهم لحماية وحراسة قناة السويس، كما يفشلون الآن فى جميع مخططات الخداع!

> تحية لأبناء بورسعيد الذين قدموا نموذجا من أرواح نماذج إبداعات مقاومة المصريين وصلابتهم التى تتجلى وتخرج أعظم أرصدتها عندما تهدد كرامتهم وسلامة ترابهم ووطنهم.. تحية لأجيال الآباء والأمهات للمقاومين والمقاومات العظام ومن فرق المقاومة من الفدائيين والفدائيات، ومن ذاب وسطهم من أبناء الجيش والشرطة.. تحية لأبناء بورسعيد أول من أعدوا وجهزوا نعوش ونهايات من لم يكونوا على قدر شرف وأمانة وكفاءة وطن بحجم وقيمة مصر.. السابقون والأسبق منهم واثق أنهم سيقودون النصر ضد المحاولات الآثمة من الاثنين للعودة، وتحية لشباب بورسعيد الذى يُعد لإقامة احتفالات النصر الثلاثاء المقبل، وأتمنى أن أكون وسطهم وألبى دعوتهم فى الاحتفال معهم إذا أسعفنى ما تبقى من عافية.. ثم وفى كل الأحوال بإذن الله سأكون معهم ووسطهم.. ألا نولد ونتجدد فى هذه الأجيال الرائعة التى تفيض بعشق الوطن، وبقدرات إبداعية، وبرؤى وبطموحات لبلادهم، وسلام على من رحل من أبطال المقاومة، ومن أطال الله فى أعمارهم، وفى المقدمة منهم الحاج محمد مهران، الذى عاش منذ 1956 يرى بعيون محبته وعشقه لبلاده بعد أن حرمته قوات الغزو البريطانية من بصره بعملية جراحية لرفضه الإدلاء بمعلومات عن زملائه الفدائيين.
&