&بالتأكيد، ستكون هذه الشخصيات جزءا فى عناوين الصحف ووسائل الإعلام العالمية فى عام 2015، سواء بعد ظهورها فى عام 2014، أو لأن هناك توقعات بأن يصنع أصحابها التاريخ فى عام جديد، سلبا أو إيجابا. فمن منا – مثلا - لم يشعر بقوة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى الجديدة موجيرينى وأسلوبها المختلف فى أداء مهام منصبها، ومن منا لا يتنبأ بأن يكون عام 2015 عاما قاسيا على "السلطان" التركى إردوغان، ومن منا لا ينتظر من بوتين مزيدا من التحدى والمقاومة لسياسات الهيمنة الغربية؟الشخصيات كثيرة، ولكننا فى هذا الملف، نستعرض أهم 7 شخصيات يمكن أن تصنع الأحداث فى العام الجديد.

&

&

&

&

بوتين .. الثعلب الصامد

مروى محمد إبراهيم

&

غامض.. ذكى ..وسياسى مناور لامع.. إنه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى نجح فى غضون أعوام قليلة فى استعادة أمجاد الاتحاد السوفييتى السابق كقوة عظمى فى مواجهة العملاق الأمريكي. لتصبح روسيا مرة أخرى أكبر قوة تواجه الولايات المتحدة فى الوقت الراهن.

وعلى مدى العام الماضى نجح فى بسط نفوذه فى الشرق الأوسط وفى العديد من المناطق الحيوية فى العالم، وطرح نفسه كنموذج للزعيم الأقوى فى العالم، فلم يتوان عن المجاهرة بدعمه لإيران وللرئيس السورى بشار الأسد مهددا بالتصدى لأى محاولات أمريكية لضرب سوريا. وبالطبع جاءت المفاوضات الدولية لحل الأزمة النووية الإيرانية كنقطة فى صالحه، فهو الصديق والحليف القوى لإيران، وبالتالى فإن تحول إيران إلى قوة إقليمية معترف بها عالميا يخدم المصالح الروسية بشكل مباشر.

ولكن يبدو أن الثعلب الروسى الماكر يواجه عاما صعبا، فها هو عام 2015 يقترب محملا بتحديات اقتصاديات وخيارات صعبة تضع بوتين فى موقف لا يحسد عليه.

فالعقوبات الاقتصادية التى يفرضها الغرب على موسكو بسبب دورها الواضح فى الأزمة الأوكرانية، أدت إلى تراجع أسعار البترول وانهيار سعر الروبل، مما اضطر البنك المركزى الروسى لرفع سعر الفائدة من 10٫5% إلى 17% دفعة واحدة، كما وضح أن العقوبات الغربية ضده لن تتوقف، وأن الكماشة الغربية تحاول القضاء عليه، وجاء التقارب الأمريكى الكوبى الأخير رسالة إنذار أخرى تشير إلى أن بوتين قادم على عام من المحن والصعوبات الاقتصادية.

وعلى الرغم من تصاعد شعبية الرئيس الروسى فى الداخل لمواقفه القوية والثابتة فى مواجهة سلطوية الغرب، ورده على العقوبات الغربية بعقوبات روسية لا تقل شراسة، فإن موسكو قد تدفع الثمن غاليا إذا لم تتخذ إجرءات حاسمة للحد من نزيف العملة، ولكن هذه الإجراءات لن يكون من بينها بالتأكيد أى تنازلات سياسية، وهو ما أكده بوتين فى المؤتمر الصحفى السنوى مؤخرا.

ورغم أجواء الأزمة، ما زال بوتين قادرا على الصمود وبث الحماس من جديد بين أبناء شعبه، حيث يراهن على أن هذه الأزمات ستخلق روسيا جديدة أكثر قوة واستقلالية تتمتع بالاكتفاء الذاتي، وذلك من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتخفيف الضرائب وجذب المستثمرين، وإقامة تحالفات جديدة دولية وإقليمية، بعضها قد يمتد ليشمل منطقة الخليج.

فهل سيربح بوتين هذا التحدى الصعب؟ أم أن أزمات الحصار ستكون أقوى منه؟

&

&

&

اردوغان .. عام السقوط

هند السيد هانى

&

وكأن السم قد تم دسه للعرب والمسلمين على المائدة التركية، فقد شهد عام 2014 أجندة أعمال مزدحمة أمام الرئيس التركى رجب طيب إردوغان، بدءا من توفير الدعم اللوجيستى للجماعات التكفيرية، وحتى بناء القصر الأبيض المستفز، مرورا بتدهور تركيا على ميزان الفساد العالمي.

وكان إعلان "دولة" داعش الإرهابية الصيف الماضى أبرز" إنجازات" العام المنصرم، مع استمرار فتح تركيا أبوابها أمام تدفق التكفيريين إلى العراق وسوريا فى عملية أدارتها أجهزة مخابرات عالمية.

وبتقفى خط سير التكفيريين، نجد أنهم يحضرون معسكرات تدريب تمهيدية على الأراضى التركية، قبل أن يتم توزيعهم على كتائب التكفيريين وأمراء الحرب فى سوريا والعراق، ناهيك عن التقارير التى تم تداولها مع احتدام المعارك فى مدينة عين العرب السورية، والتى كشفت عن قيام تركيا بعلاج المصابين من مقاتلى داعش فى مدينة غازى عنتب.

وقد فاحت الرائحة العطبة لهذه الصلة فى سبتمبر الماضى بإفراج تنظيم داعش الإرهابى عن أعضاء البعثة الدبلوماسية التركية بالموصل وأسرهم البالغ عددهم 49 شخصا، ويرفض إردوغان الإفصاح عن معالم الصفقة الغامضة، والتى تعد سابقة هى الأولى من نوعها للتنظيم المتيم بقطع الرؤوس. واستمر إردوغان، الذى تمكن من الانتقال من رئاسة الوزراء الى رئاسة الدولة فى أغسطس الماضى، فى تبنى السياسات المزعزعة لاستقرار جيرانه من الدول العربية، من مصر وحتى ليبيا، إضافة إلى سوريا بطبيعة الحال.

دوليا، أثرت الحسابات الخاطئة للرئيس التركى على مكانة بلاده، فقد فشلت أنقرة فى نيل الأصوات اللازمة بالجمعية العامة للأمم المتحدة لشغل مقعد غير دائم فى مجلس الأمن الدولي، ليمثل ذلك أول صفعة للرئيس التركى بعد شهر واحد من توليه المنصب.

وألمحت شبكة "بى بى سي" البريطانية، فى تقرير لها، إلى شح الزيارات التى صار زعماء العالم يقومون بها الى تركيا خلال الأشهر القليلة الماضية، فيما أكدت أن أنقرة - تحت قيادتها الراهنة- أصبحت تفتقر الى الأصدقاء.

داخليا، حلل إردوغان لنفسه إحكام قبضته على أواصر الدولة، فقام بفصل الآلاف من القضاة ورجال الشرطة بذريعة محاولة الانقلاب عليه، وحتى رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو، لم يسلم منه، فقد كشفت تقارير إعلامية فى الآونة الأخيرة عن تدخله فى عمل أوغلو وفرض أحد مستشاريه عليه. وفى ردة كبيرة للخلف، تناثرت تصريحات حول اعتزام حكومة أنقرة حظر مواقع التواصل الإجتماعى على شبكة الإنترنت، واختتم إردوغان العام بفضيحة اقتحام الصحف وتوجيه الدروس إلى الاتحاد الأوروبي.

وإذا كان إردوغان قد اعتبر أنه حقق نجاحا عام 2014، وهو الوحيد الذى يؤكد ذلك، فإن العام الجديد يتربص له بالكثير من التحديات بعد أن اقتربت كرة النار التى ساهم فى إشعالها فى الشرق الأوسط، من ثوبه.

فهل يكون عام 2015 هو عام سقوط إردوغان؟

&

&

&

موجيرينى .. سيدة المستقبل فى اوروبا

رحاب جودة خليفة

&

قبل شهور قليلة، لم تكن فيديريكا موجيرينى معروفة على المستويين المحلى والإقليمي، وعندما تولت حقيبة وزارة الخارجية الإيطالية فى فبراير الماضي، جذبت الانتباه الدولى حيث كانت السيدة الثالثة التى تتولى منصب وزيرة الخارجية فى إيطاليا بعد إيما بونينو، وسوزانا إنييلى اللتين تتمتعان بخبرة دبلوماسية طويلة.

والآن أصبحت ثانى سيدة على التوالى يتم انتخابها لتتربع على عرش رئاسة الدبلوماسية الأوروبية متولية منذ نوفمبر الماضى منصب الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبى للسنوات الخمس المقبلة، خلفًا للسياسية البريطانية كاثرين آشتون التى تولت هذا المنصب منذ عام ٢٠٠٩.

وللحقيقة فإن انتخابها لم يرض كل الدول الأعضاء فى الاتحاد، حيث يتوقع المراقبون أن يترتب على هذا الانتخاب، أن تلعب بعض الدول خاصة ألمانيا دورًا قياديا بشكل فردي، مما يترجم وجهة نظرهم بشأن ما تتطلبه المرحلة الحالية التى يشوبها توتر وقلق فى العلاقات خاصة الروسية- الأوروبية من تقلد شخصية لها سجل من التفاهم وقادرعلى مواجهة تحدى روسيا لهذا المنصب. وبالفعل اشتعلت الخلافات من جانب آخر فى الساعات الأخيرة من التصويت بسبب قلة خبرتها، لكن أنصارها داخل الاتحاد أكدوا أنها ليست بأقل خبرة من آشتون حينما عينت الأخيرة فى المنصب ذاته.

ورغم أن أيام توليها المنصب مازالت قليلة، لكنها ليست أصغر من تولى منصب بهذا الحجم فكما قالت مازحة بعد تعيينها: "السن هو شىء لا يمكن أن نفعل شيئا حياله.. لكن ما يطمئننى هو أن رئيس الوزراء الإيطالى أصغر منى سنا"، ورحبت بظهور "جيل جديد من القادة الأوروبيين". ولذلك فمن الباديء أن روح الشباب هى التى ستدفع موجيريني، البالغة من العمر ٤١ عاما بقوة لإحياء دور المنظمة الدولية، وستعمل كما أكدت من قبل على دمج الجيل الجديد من الزعماء الأوروبيين الذين تمثلهم مع التقاليد الإيطالية القديمة والقوية للعمل من خلال الحوار والشمولية لاتخاذ قرارات فى التوقيت المناسب الذى يمثل تحديًا كبيرًا. ولأنها حاصلة على الدكتوراة فى الإسلام السياسي، فقد جعلت من أول أهدافها التحرك من أجل مواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها تنظيم داعش، وبالفعل بدأت فى سد الفجوات التى لم تفلح فيها سياسات بعض الدول لتمد الصلة بين الاتحاد الأوروبى ودول الشرق الأوسط فى سبيل التغلب على الخلافات وتوثيق التعاون ضد الإرهاب.

ولالتزامها الدائم بقضايا مكافحة العنصرية وكراهية الأجانب أكدت دون تخوف من حساسية بعض العلاقات مع بعض الدول أن الاعتراف بغزة وحده لا يكفى وأنه يجب أن يكون هناك كيان مستقل لفلسطين. ولذلك كانت زيارتها الأولى بعد توليها منصبها لغزة لتقديم رسالة إنسانية فى المقام الأول قبل أن تكون سياسية حيث قالت بالحرف الواحد : " نقف معكم، ولن يسمح بحرب رابعة". قد تكون مدفوعة بروح الحماس وقد تكون مدفوعة بروح التحدى ضد منتقديها لكن الأكيد أن مستقبل السياسة الخارجية بين يديها. وإذا كان بإمكانها تحقيق الكثير من الإنجازات كما يشهد سجلها فى القضايا الإيطالية والأفريقية كأنها بخبرة شخص فى المائة من عمره، إذن فقد يكون الدور على أوروبا تحت قيادتها.

&

&

&

هيلارى.. تخطو نحو البيت الابيض

هانى عسل

&

قبل سنوات قليلة لم يكن أحد فى الولايات المتحدة ولا خارجها يتوقع أن يرأس أمريكا رجل أسود، أو امرأة.

ولكن لاحقا، ظهر استعداد الناخبين الأمريكيين المغامرين بطبيعتهم، لأن يقبلوا فكرة أن يرأسهم رجل أسود، أو امرأة.

فكانت البداية بالرئيس الأسود باراك أوباما، والآن جاء الدور على المرأة الرئيسة، والتى لن تكون إلا هيلارى كلينتون.

وفى الواقع، كانت تجارب أمريكا السابقة مع السيدات المرشحات للرئاسة غير موفقة على الإطلاق، وبخاصة بعد تجربة المرشحة الجمهورية المحتملة سارة بالين لمنصب نائب الرئيس مع المرشح جون ماكين فى سباق عام 2008، حيث كانت بالين أحد أهم أسباب فشل ماكين فى تلك الانتخابات، ويتذكر الجميع بلاهتها السياسية، التى وصلت لدرجة أنها كانت تعتقد بأن أفريقيا دولة وليست قارة!

ولكن بالنسبة لهيلارى رودهام كلينتون، الوضع يختلف.

فهذه السيدة القوية الجميلة سابقا، المرهقة المليئة بالتجاعيد حاليا، لديها خبرة سياسية هائلة لا تتوافر لأى امرأة فى الولايات المتحدة حتى يومنا هذا.

فهى زوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، أنجح رؤساء أمريكا فى النصف قرن الأخير، ووجهها ليس غريبا على البيت الأبيض، كما أنها وزيرة الخارجية السابقة من 2009 إلى 2013، وإن كان آداؤها فى تلك الوزارة لم يكن على المستوى المطلوب.

ولكن هيلارى - 67 عاما - تبدو الآن المرشحة الوحيدة المناسبة لنيل بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطى للانتخابات المقبلة بعد ولايتى أوباما المثيرتين للجدل، وستكون فرصتها قوية فى الفوز بالرئاسة فى ظل تهيؤ الأمريكيين لأن ترأسهم امرأة، وأيضا بسبب عدم وجود مرشح كفء يمكن أن يقدمه الحزب الجمهورى للناخبين فى الفترة المقبلة، بل ولأن هذا المرشح لم يظهر حتى الآن من الأساس، رغم أن انتخابات الرئاسة المقبلة باق عليها أقل من عامين، وعملية الإحماء لها يفترض أنها بدأت بالفعل، وسيكون عام 2015 هو عام تهيئة الأجواء لكل من المرشحين المتنافسين على دخول البيت الأبيض.

وقبل نهاية العام بقليل، أعرب عدد من مليونيرات أمريكا لمجلة التايم عن رغبتهم فى أن تكون هيلارى رئيسة، وهو ما يعبر عن رأى مجتمع الأعمال الأمريكى بصفة عامة، كما ينتظر أن تحظى بدعم انتخابى هائل من الأصوات النسائية، وسيكون أكبر داعم لها بالتأكيد هو زوجها بيل كلينتون، فضلا عن الرئيس الحالى أوباما.

ولن يكون عام 2015 سوى عام إعداد هيلارى لانتخابات الرئاسة 2016، الانتخابات رقم 58، وأيضا عام تهيئة أمريكا للرئيسة الجديدة!

&

&

&

ديسالين .. رجل النهضة

محمد عبد القادر

&

رغم حداثة تردد اسمه على الساحة السياسية، سواء المحلية أو الإقليمية، فإن هيلا ميريام ديسالين رئيس الوزراء الإثيوبى الحالى بات خلال فترة زمنية وجيزة واحدا من أبرز الشخصيات التى تستحق نيل لقب شخصية العام فى 2014، بل والمرشحة بقوة لتصبح عنوانا رئيسيا فى عام 2015، لا سيما فى ظل التحضيرات للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها فى 24 مايو المقبل.

ويعد ديسالين - 49 عاما - بحسب وصف الكثير من المراقبين من "القلائل المحظوظين" الذين تدرجوا فى المناصب الحكومية سريعا منذ بروز اسمه على الساحة السياسية مقترنا باسم رئيس الوزراء الأسبق ميليس زيناوي، عقب تعيينه مستشارا له فى 2005، ثم شغله منصب وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء فى سبتمبر 2010، وصولا إلى منصب رجل الدولة الأول فى 15 سبتمبر 2012 بعد اختياره كرئيس لتحالف "الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية" الحاكم بالإجماع، خلفا للراحل "زيناوى" في20 أغسطس من العام نفسه.

وعقب مصادقة البرلمان الإثيوبى فى 6 أكتوبر2012 على تعيينه، أصبح ديسالين أول رئيس للحكومة بـ"الإنابة" - وفقا لنص الدستور – وهو ينتمى لطائفة "البروتستانت" فى ظل غالبية أورثوذوكسية، بل ولا ينتمى إلى كبرى المجموعات العرقية فى البلاد (الأورومو وأمهره)، حيث ينتمى إلى جماعة "ولايتا" فى الجنوب.

وفور توليه مهمام منصبه، نجح ديسالين - وعلى عكس المتوقع - فى الحفاظ على "مشروع النهضة" الإثيوبية، الذى أسس له معلمه زيناوى "الداهية" على مدار 21 عاما من حكمه، فعلى الصعيد الاقتصادى حافظت إثيوبيا على معدل نموها الثابت كأسرع البلدان الأفريقية غير المنتجة للبترول نموا، لتحقق معدل نمو اقتصادى بلغ 9,7% فى العام المالى 2012-2013، كما واصل "ديسالين" العمل على المشروعات الضخمة لتوليد الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة.

وعلى مستوى السياسة الخارجية، نجح ديسالين فى إذابة جليد العلاقات المصرية الإثيوبية بسبب "سد النهضة"، حيث تبنى سياسة تعاونية لا تصادمية، مؤكدا وفور توليه رئاسة الحكومة إنه "لا مجال لإثيوبيا بأن تضر بمصر".

كما تمكن من الحفاظ على العلاقات الطيبة مع كافة دول الجوار المتوترة، إلى جانب الدور الإقليمى لإثيوبيا فى مكافحة الإرهاب بالقارة، لا سيما منطقة القرن الأفريقى المضطربة، وخاصة مع توليه رئاسة الاتحاد الإفريقى لمدة عام فى 27يناير2013.

&

&

&

لوبان .. الصعود تدريجيا لكرسى الرئاسة

رشا جلال

&

بعد توليها رئاسة حزب الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة بنسبة ١٠٠٪ من الأصوات، بدأت مارين لوبان وبدقة التخطيط للسباق الرئاسى الفرنسى المقبل الذى سيبدأ فى ٢٠١٧، الأمر الذى برز بشدة خلال كلمتها فى مؤتمر حزبها فى ليون والذى أعربت من خلاله عن مدى فشل الرئيس السابق نيكولا ساركوزى والرئيس الحالى فرانسوا أولاند - أهم المرشحين المتنافسين المحتملين أمامها - فى وضع سياسة صارمة لمواجهة العناصر المتطرفة ذات الأصول العربية داخل فرنسا، مؤكده أن حزبها هو الوحيد الملتزم بمبدأ "حكم الشعب من قبل الشعب وللشعب".

وتعمل لوبان بشكل مكثف فى المرحلة المقبلة على رفع نسبة المؤيدين لها ولفكر حزبها، وقد نجحت بالفعل فى تغيير الأحكام المسبقة تجاه حزبها المتطرف والذى لا يتمتع بشعبية كبيرة لدى الفرنسيين مع الاحتفاظ بالمباديء الأساسية مثل معارضة أوروبا والهجرة، وهو ما أدى إلى حصولها على تأييد ثلث أصوات الفرنسيين فى أحدث استطلاع للرأى عن مدى شعبية المرشحين الرئاسيين.

ومن المتوقع أن تركز لوبان فى ٢٠١٥ على ترسيخ أفكارها السياسية لدى الشعب الفرنسى تمهيدا للانتخابات، والتى ستبدأ بإبراز مساوئ وجود المسلمين والجاليات ذات الأصول العربية.

وترتكز لوبان بشكل قوى فى توسيع قاعدتها الشعبية وجذب الآراء نحو معاداة المهاجرين العرب والمسلمين من خلال إلقاء الضوء على الفرنسيين المنضمين للجماعات الإرهابية مثل داعش من أصول عربية، الأمر الذى سيمهد وبسهولة فى حالة توليها الرئاسة إلى سحب الجنسية الفرنسية منهم والتعامل معهم بشدة وحزم وإسقاط كافة حقوقهم كمواطنين فرنسيين.

&

&

&

&

اوربان .. لغز المجر المحير

زكريا عثمان

&

برز اسم رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان كأحد أهم الشخصيات السياسية فى أوروبا الشرقية وأكثرها إثارة للجدل خلال ٢٠١٤، وذلك نظرا لسياساته القوية وأرائه غير التقليدية والتى وإن أدت بواقعية إلى إنجازات فعلية على الساحة الداخلية كانتعاشة اقتصادية واستقرارات سياسية، إلا أنها أثارت بالتبعية معارضة داخلية وانتقادات دولية أبرزها أمريكية وصفته بـ"الفاشية"، وأخرى محلية وصمته بـ"الاستبدادية".

واتهم المعارضون أوربان، زعيم حزب "فيديس" اليمينى المحافظ، بالسعى للسيطرة على مختلف مؤسسات الدولة ووصفوه بـ"سياسى جبار" يمكنه امتلاك جميع الصلاحيات، خاصة عقب تمكنه خلال فترته الأولى (٢٠١٠- ٢٠١٤) من تغيير الدستور وتمرير أكثر من ٨٥٠ قانونا.

فى المقابل، يرى المؤيدون فى أوربان، البالغ من العمر ٥٠ عاما، بطلا قوميا لا يسعى لبناء مجد شخصى وإنما لتحسين وضع مواطنيه المعيشى من خلال معركة لا يزال يخوضها ضد طمع شركات أجنبية أخضعها لرسوم كبيرة تعود للمستهلك فى شكل دعم حكومى كبير، مما ساهم فى فوزه بفترة ثانية (٢٠١٤ - ٢٠١٨).
&