كريستينا صوايا&: رفضت وطوني بارود «عيش الكذبة»... فانفصلنا

هيام بنوت

لأن الانسجام غاب عن علاقتهما كزوجيْن، كان لا بد أن يحصل الطلاق بين كريستينا صوايا وطوني بارود، اللذين كانا انفصلا قبل مدة، ولكنهما قررا تأجيل إعلان الأمر بسبب الأولاد وبهدف وضعهم في الأجواء.

وكما تقول صوايا لـ«الراي»: «تعددت الأسباب والانفصال واحد»، مؤكدة عدم وجود سبب واحد أدى إلى هذه النهاية، عازية الأمر إلى تراكمات وأمور لا يعرف بها إلا الرجل والمرأة. صوايا التي طرحت أخيراً أغنية «أنا دايبي»، اختارت مجال الغناء الاستعراضي لنفسها، معلنة أنها لا تنافس أحداً ولا تشبه إلا نفسها، ومؤكدة أنها تحلم بمسلسل يجمع بين الغناء والتمثيل والاستعراض، وهي تريد أن تجرب حظها من دون أن تعلّق آمالاً كبيرة على تجربتها، وإن كانت تحلم بالوصول إلى مكانة متقدمة جداً.

وأكدت صوايا أنها ترفض تقديم التنازلات، مشددة على أنها لو رضيت بها، لكانت وصلت كما كثيرات قبل فترة بعيدة، ولكنها من الفئة التي تعتمد على نفسها وشطارتها وموهبتها، حتى وإن كانت هذه الطريق أطول وأصعب.

• من الواضح أن مشاغلك أصبحت كثيرة، فما الذي كان يشغلك في الفترة الأخيرة؟

- لا شك في أن مشاغلي كثيرة، وأنا أوزّع وقتي بين «البوتيك» والمعارض وأغنيتي الجديدة «أنا دايبي» والتحضيرات اللازمة لإطلاقها، والأغنية من كلمات يوسف سليمان وألحان هيثم زيّاد، والتوزيع والميكساج لروجيه وشارلي عبود، أما الكليب فهو من إخراج مي الياس.

• ما سبب فورة النشاط التي تعيشينها؟

- أنا هكذا دائماً، وفي الأساس أنا إنسانة نشيطة، وأسعى إلى تقديم الجديد وما أحبه وما يزيد من فرحي وفرح الناس في آن معاً، وأعتقد أن كل الناس يحبون الفن. ففي مجال الغناء مثلاً، هم يحبون الاستماع إلى أغنية جميلة، كلامها سهل ممتنع، تُحفظ بسهولة، لحنها جميل، ومفعمة بالحياة، وهذا النوع من الأعمال يزرع الفرح في قلوب الناس، خصوصاً أننا نعيش في موسم الأعياد، وفترة الميلاد هي الفترة الأكثر فرحاً خلال السنة، لأن الناس يجتمعون في هذه المناسبة، بعدما فرض عليهم إيقاع الحياة السريع وضيق الوقت عدم القدرة على اللقاء دائماً.

كان بإمكاني أن أطلق الأغنية في وقت سابق، ولكنني وجدتُ أن من الأفضل أن أرجئ طرحها، لأن الأوضاع كانت سيئة في لبنان. واليوم، وبالرغم من أن الوضع ليس في أفضل أحواله، وبالرغم من أني أتأسف على كل ما يحصل وأصلّي لأرواح الشهداء الذين سقطوا للدفاع عنا ولحمايتنا، وأتمنى أن يحمي الله كل عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي، ولكن لو انتظرتُ أكثر فسأنتظر كل حياتي، لأن الوضع في لبنان غير مستقر دائماً، ونحن اللبنانيون نحب الحياة ونملك الإصرار على الاستمرار مهما حصل.

• هل نفهم أنك تتعاملين مع الغناء بشكل جدي؟

- أنا بطبعي لا يمكن إلا أن أتعامل بجدية مع أي خطوة أقوم بها، وقدّمتُ الأغنية من كل قلبي، وأتمنى لو أن الظروف كانت أفضل إنتاجياً وأن الحفلات كانت بحال أحسن، والكل يعرف أن الفنانين أصبحوا ينتظرون كي يقيموا حفلاً واحداً في السنة، أو مهرجاناً في فصل الصيف أو رأس السنة. المجال الفني تغيّر ولم يعد كما كان عليه في السابق، على مستوى الحفلات وشركات الإنتاج ورؤوس المال، وأنا رغبت في تحدي كل هذه الظروف والأوضاع، وتحدي نفسي لأنني أرغب في تقديم عمل أحبّه. ربما تكون تجربة الأغنية مثمرة، وتأتي من بعدها أشياء أخرى كثيرة، ولكن لا أريد أن أعد نفسي بآمال عالية، بسبب أوضاع لبنان من ناحية وبسبب أوضاع الانتاج من ناحية أخرى. مع أنني أتمنى أن تتغيّر الظروف وأن تصبح القدرة الانتاجية أعلى، فعندها يمكن أنا وسواي من الفنانين تقديم أجمل الأعمال وأفضلها.

• يبدو أنك قررتِ احتراف الغناء... فهل أنت اليوم تقدّمين نفسك كفنانة محترفة؟

- أقدّم نفسي كفنانة تملك موهبة في مجالات عدة بينها الغناء والتمثيل.

• في حال نجحت تجربتك الغنائية، هل نتوقع منك ألبومات و«سنغل» في الفترة المقبلة؟

- بإمكاني الجمع بين التمثيل والغناء في عمل واحد لأنني أحلم، في حال توافر الإنتاج الجيد والقصة الجيدة سواء في فيلم أو مسلسل، بتقديم عمل استعراضي فيه غناء وتمثيل وبعض الرقص. ربما يكون تجسيداً لشخصية معينة أو ربما قصة جديدة.

• هل نستنتج أن أحلامك فنية وأنك اخترتِ الفن مجالاً لك؟

- أحلامي لا تنتهي، وأنا من الأشخاص الطموحين جداً. سأثابر، والشيء الذي يمكنني تحقيقه لن أتأخر عنه. وفي حال لم أنجح، أكون قد حاولت على الأقل، كي لا أندم. لست من النوع الذي يندم ولا شيء يمنع من التجربة، وفي حال توافرت الظروف المناسبة سأكمل، ولكن في حال لم تساعدني الظروف، أكون قد جرّبتُ.

• الفن يحتاج إلى تنازلات، ما التنازلات التي تجدين نفسك مستعدة لتقديمها؟

- تنازلات بأي معنى!

• بمعنى العلاقات و«المصاحبة»؟

- لست مع هذا النوع من التنازلات، وهذا السبب الذي جعلني أتأخر بعض الشيء. لو أنني قبلتُ بتقديم تنازلات لكنتُ وصلت في الفن وفي غير الفن منذ فترة بعيدة. أنا من القلائل الذين يؤمنون بأن الإنسان يمكنه الوصول بشطارته وموهبته وحرفيته، ومن خلال تطوير نفسه. لا شك أننا في مجال صعب، سواء في الإعلام أو التمثيل أو الغناء والرقص، والكل يعرف ذلك، مع أن الوضع لم يكن كذلك سابقاً، ربما لأن مَن كانوا يعملون في هذه المجالات معدودين واليوم أصبحنا كثراً والمنافسة عالية جداً، ولذلك اضطر البعض للجوء إلى أمور معينة كي يتمكنوا من الوصول إلى أماكن متقدمة، بينما غيرهم وأنا منهم، اشتغلوا وتعبوا واحتاجوا إلى المزيد من الوقت، كي يثبتوا أنفسهم بجدارتهم وبالاعتماد على السكة الصحيحة. فإذا تقبّلني الناس سأكون سعيدة، لأنني بذلك أكون قدّمتُ أعمالاً جميلة وبعيدة عن الابتذال وبصورة راقية. وهنا أسأل: مَن قال إن الفن لا يمكن أن يكون «كلاس» ومرتّباً. الفن في ذاته شيء جميل وموهبة من ربنا وعنوان للرقي، ولكن هناك «شعرة» تفصل بين طريقة وأخرى في تقديمه، وأتمنى أن أحاط بأشخاص جيدين كي أقدّم الفن بصورة جميلة. أما إلى أين يمكن أن أصل؟ فلا أعرف مع أنني أتمنى أن أصل إلى حدود بعيدة، لكن لا أستطيع أن أعد نفسي والناس بذلك، لأننا نعيش في زمن لا شيء فيه مضموناً. لكن في المقابل، حتى لو كنتُ في المجال الفني، فلن أتخلى عن مجال «البزنس» لأن الفن يخذل ولا يعطي أحياناً بقدر ما نعطيه. الفنانة الأسطورة صباح أعطت الكثير للفن ولكن هو ماذا أعطاها؟ لا شك أنه أعطاها المجد، ولكن هي التي صنعته وهي التي تعبت وضحّت، وفي النهاية مَن بقي إلى جانبها أشخاص معدودون.

• وما الذي يمكن أن تضيفيه كمغنية وماذا أضفتِ كممثلة؟

- لا شك في أن هناك كثيرات سبقنني إلى الاستعراض، ولكنني سأقدّمه على طريقتي. أنا أعرف ما الذي يناسبني وسأعتمد الخط الذي يناسبني والذي يحبني الناس من خلاله، والذي يمكن أن أستمر عبره، كما حصل مع كثيرات قدمن ألواناً غنائية مختلفة كانت مناسِبة لهنّ، وحققن الاستمرارية وأصبحن فنانات كبيرات. أعرف أنني لن أقدم شيئاً «إكسترا» عن الأخريات، وفي النهاية لا أحد خارق، وكل منا يقدم طريقته وأسلوبه. لا يوجد أحد كامل، بل كلنا عندنا أخطاء.

• هل نفهم أنك ستسيرين على خطى مايا دياب وميريام فارس وهيفاء وهبي؟

- لا أريد أن أكون مثل أحد. كثيرات سبقنني إلى الفن الاستعراضي، والمعروف أن الفنانة صباح هي أول مَن قدم هذا الفن ومثلها الليدي مادونا. أنا لا أقلّد أحداً، بل أقدّم فناً بطريقتي. في النهاية «كل القصص بتشبه بعض». أم كلثوم وقفت على المسرح وغنّت ووردة وقفت على المسرح وغنّت... وغيرهما. ولكنهن لم يفعلن ذلك بهدف التقليد، بل كل فنانة كانت لها طريقة خاصة بها. وأنا لا أقول إنني أم كلثوم ولا أشبّه نفسي بها، أنا «لا أشبهها ولا بشوي وشو بيوصلني لأم كلثوم؟». أملك صوتاً جميلاً و«بينسمع» وليس مزعجاً، لا أنشّز وأغني بشكل صحيح وأختار الأعمال التي تليق على صوتي وهذا هو المهم.

• عادة يُقرن الاستعراض بالإثارة ومَن يقدمن هذا الفن يبالغن في ارتداء الملابس المكشوفة سواء هيفاء أو ميريام أو مايا؟

- لا يمكنني أن أتكلم على الزميلات لأنني لم ولن أحكم على أي شخص. كل فنان يقدم فنه على طريقته، وكل فنان له جمهوره. لا أريد أن أنافس أحداً، ويجب ألا تشعر الأخريات بأنني أسعى إلى منافستهن، بل كل ما أسعى إليه هو تقديم ما عندي والذي أحبه وعلى طريقتي الخاصة، بعيداً عن المنافسة وعن تحدي الأخريات. أنا لا أتحدى سوى نفسي، وتوجد في داخلي طاقة أحب أن أفجّرها في هذا المجال الفني.

• بصراحة، هل طلّقتِ من أجل الغناء؟

- أبداً، وهذه الشائعة تردّدت كثيراً. من السخافة التفكير أن أي مجال فني أو مهني، يمكن أن يكون سبباً في الخلاف بين امرأة ورجل، وخصوصاً إذا كان كلاهما يعملان في المجال الفني وتحت الأضواء. زوجي السابق، لم يتدخل في يوم من الأيام في عملي ولم يعترض على أي عمل قدّمتُه. الناس كانوا يبحثون عن تفسير لسبب طلاقي، ولذلك انطلقت هذه الشائعة.

• هل يمكن أن نعرف منك ما هو سبب طلاقك؟

- ما بين المرأة والرجل لا أحد يعرف به، حتى أولادهما الذين يعيشون معهما في البيت. ثمة أمور خاصة لا يعرف بها سواهما، وأمور أخرى تحصل مع مرور الأعوام... وتراكمات. المسألة لا تحصل بين يوم وليلة، ونحن لم ننم ثم استيقظنا صباحاً وقلنا «بدنا نطلق».

• هل يمكن أن نعرف سبباً واحداً من الأسباب التي أوصلتك وطوني بارود إلى الطلاق... اختلاف بوجهات النظر أو غياب الحب؟

- لا يوجد سبب واحد، وما «في شي اسمو هيك فجأة ما بقى نحب بعض». الناس يتحدثون عن غياب الحب أو الخيانة أو عن سبب مهني، ولكن كلها أسباب تافهة، ولكن الناس اعتادوا عليها لأنهم سمعوا بحالات انفصال حصلت لسبب من هذه الأسباب، فحكموا على الجميع بالطريقة نفسها وهذا غير صحيح.

• من حق الناس أن يفسروا على طريقتهم عندما لا تقدمون الأسباب الحقيقية للطلاق؟

- لا يوجد سبب واحد بل تراكمات وتباعُد في وجهات النظر. أنا تزوّجتُ في سن صغيرة وكبرتُ مع طوني معاً ونضجنا معاً، وفي مرحلة النضوج تبيّن أنه يوجد اختلاف كبير بيننا في وجهات النظر، ولم يعد يوجد مكان للانسجام، ولذلك قررنا الانفصال بكل احترام وتهذيب ورقيّ، ولا أعرف لماذا لم يتقبّل البعض هذا الأمر وربما لم يصدّقوه وهم أحرار. أنا وطوني أصدقاء أكثر مما تتصوّرين.

• ببساطة أنتما لم تعودا مغرمين؟

- لا تستنتجي.

• بل أنا أسأل؟

- تعددتْ الأسباب والنتيجة واحدة وهي أدت إلى الانفصال، لأننا نرفض أن نعيش كذبة، ولأننا اعتدنا منذ أن كنا عند عائلتينا إلى أن أصبحنا معاً، أن نعيش بصدق. حاولنا واشتغلنا على أنفسنا كثنائي، ولكننا وجدنا أنه لا يمكننا الاستمرار معاً، وأن نصل إلى وقت نبقى فيه سوياً من أجل إرضاء المجتمع أو إرضاءً لأولادنا، لأننا بذلك يمكن أن نؤذي أنفسنا وأولادنا.

• هل فارق السنّ كان سبباً من أسباب الطلاق؟

- كلا. حتى لو كان هناك فارق بسيط في العمر بيننا، ولكن طوني إنسان «شببْلك» ونفسيته شابة ويحب الحياة. نحن نتشابه في الكثير من الأمور. فكلانا نحب الحياة، ونعيش اللحظة، وعندما نفرح فإننا نفرح من قلبنا. الناس يعرفوننا كنجمين وكشخصين معروفين، ولكننا شخصين بسيطين كسائر الناس.

• الغريب أنك أعلنت عن طلاقك في بيان وفي اليوم التالي نُشرت مقابلة مع طوني ينفي فيها وجود خلاف بينكما؟

- أنا لم أطلع على تلك المقابلة، ولم أصدر بياناً. كل ما في الأمر أنه أُجريت معي مقابلة وأجبتُ عن الأسئلة التي طُرحت. عندما يكون هناك بيان، فسيكون مشتركاً.

• وما الأسباب التي جعلت مَن أجرى معك المقابلة يسألك عن الطلاق. فهل كنتِ أشرتِ من قريب أو بعيد إلى هذا الموضوع؟

- أبداً. نحن كنا انفصلنا قبل مدة، ولكننا ارتأينا إرجاء التحدث عن الأمر كي نضع الأولاد في الأجواء. لسنا من النوع الذي يختبئ وراء إصبعه. نحن أعلنا كل شيء لأن الناس سيعرفون ذلك عاجلاً أم آجلاً. لا أعرف «ليش الناس عملت قصة»، لسنا أول ولا آخر شخصين يعلنان الطلاق.

• بعد طلاقك مباشرة نُشرت صورة لك وأنت تسهرين في «نايت كلوب» مع شخص اسمه علي جابر؟

- لم أشاهد الصورة.

• وما قصة تلك الصورة؟

- لا أعرف، أنا لم أشاهد تلك الصورة، بل سمعتُ أخباراً تتردد في المجتمع. ربما هناك مَن التقط الصورة من إحدى السهرات، التي كنت فيها مع مجموعة من الأصحاب وقام باقتطاع الجزء الذي يجمعني بذاك الشخص.

• هل نفهم أنك لا تعرفين شخصاً اسمه علي جابر تحبينه أو ربما هو صديق لك؟

- لا يوجد شخص أحبه بهذا الاسم، بل هو مدير أعمالي ومحاميّ الخاص ويوجد عمل بيننا.

• اسمه علي جابر؟

- بل ألكس جابر.

• هل تشعرين بأنك مرتاحة من دون زواج؟

- الأمر ليس كذلك، ولكنني أؤمن بأن أي شخصين عندما يصلان إلى مرحلة يشعران فيها بأنهما غير مرتاحين معاً في حياتهما، فإن الانفصال أفضل لكليهما، وبذلك كلاهما سيكون مرتاحاً أكثر وتخفّ الضغوط عنه. ولكن مسؤولية الأولاد تزيد لأن الأم تعطي من وقتها أكثر لهما عندما يكونون معها وكذلك الأب.

• هل يزورك طوني بشكل عادي ويشاهد الأولاد؟

- طبعاً وسنمضي عيد الميلاد معاً.