أحمد الفراج

&
تخصصت مجموعة من ممتهني وسائل التواصل الاجتماعي بالمتاجرة بمشاعر الناس، وقضاياهم، ولا يمكن لأحد أن يزعم أننا بلا مشاكل، إذ هذا يكون فقط في دولة أفلاطون. هذا، ولكن مثل هؤلاء المناضلين المزيفين يستفزون الحجر، إذ لا تهمهم مصلحة الناس، فما يهمهم هي الشهرة، والتصفيق، ولو شئتم لذكرتهم لكم فرداً فرداً، ولكنهم لا يستحقون ذلك على أي حال، والمثير للسخرية هو أن هناك إعلاميين، ومقدمي برامج، نكن لهم كل ود وتقدير، ولكنهم يصرون على استضافة هؤلاء المناضلين المزيفين، وكأنهم لا يعرفون أهدافهم جيداً، ولا يدركون مدى سطحيتهم، وتهافت طرحهم، بل وعمالة بعضهم لجهات مشبوهة!.

قبل فترة، رأيت أحد هؤلاء المناضلين، وهو ثري جداً، وربما أنه يستنكف عن مجالسة من يزعم أنه يدافع عنهم، من أبناء الشعب الفقراء، وقد بادرته بسؤال، كنت قد قطعت عهداً على نفسي أن أطرحه عليه، في حال رأيته، فجلست بجانبه، وسألته عن سر نضاله المتأخر، والذي لم نعهده منه، عندما كان على رأس وظيفته التي أثرى منها، فقلت له إنك لا تفعل غير المزايدة بالكلام، وتأليب الرأي العام، فقال وماذا تريدني أن أفعل، فقلت لم لا تنوع في طرحك، فلا بأس من النقد، ولكن ولماذا لم تكتب حرفاً واحداً عن الإنجازات الوطنية؟!، فقال مثل ماذا؟، فقلت مثل برنامج الإسكان، فقال وما هي إنجازاته حتى أكتب عنها؟، فقلت له ما رأيك ببرنامج الابتعاث، فقال إنه ممتاز، فقلت ولمَ لم تكتب عنه مشيداً؟، فتلعثم ثم تذكر أنه نسي أوراقاً في السيارة، وغادر المجلس، وعاد بعدها بقليل، وجلس بعيداً عني، فلم أتركه وشأنه!.

ذهبت إلى حيث هو، وكررت سؤالي عليه، فالتفت عليّ، وقال نصاً: «هل أنت محقق»، فقلت لا، أنا فقط فضولي لا أكثر، فقال أنا لا أكتب عن الإنجازات، بل متخصص في النقد، فقلت له ولكنك كتبت مشيداً بمشروع قطار في إحدى الدول القريبة، وعيرت وطننا به!!، فلماذا لم تكتب مشيداً بمشروع قطار الرياض، أو الابتعاث، أو عمل المرأة، فحاول تغيير الموضوع، وبعدها تركته وشأنه، بعد أن أخبرته بأنه مجرد «مهايطي»، يبحث عن شهرة على حساب المعدمين، وجدير بالذكر أن سعر الساعة التي كانت في معصم هذا المناضل تكفي لدفع إيجار عشرات الأسر الفقيرة لمدة عام كامل، فيا حبيبنا المواطن: «لا يخدعنك مناضلو الزيف، فأنت لا تهمهم، إذ أنت فقط أداة تجلب لهم الشهرة، والظهور الإعلامي، ووالذي نفسي بيده لو طرقت باب أحدهم طلباً لحاجة، لازدراك، وردك خائباً، فهؤلاء مزايدون لا أكثر، فكن على حذر!!».
&