حوار: مارلين سلوم

بِرقّتها وهدوئها ورومانسيتها وهي تغني، تحسبها فراشة تتنقل بين النغمات . فراشة سلام لا تعرف إلا الغناء . لكنك حين تتحدث إليها وتقترب منها، تكتشف أن الفراشة امرأة بكامل إرادتها وعنفوانها وكرامتها، تعرف كيف تطوّع صوتها ليكون سلاحها في وجه الغدر، والقهر، وفي وجه كل من يسطو على حلمها العربي . هي ابنة لبنان العاشقة لقرطاج كما كانت quot;إليسارquot;، لكنها أيضاً امرأة آتية من كل بلد عربي يتألم، ينزف، يعاني قهراً سياسياً وquot;سيناريوهات السياسة الدوليةquot; كما تقول . وفور السؤال ترد بوضوح: أنا لا أتكلم سياسة، إنما أدافع عن حق الإنسان .
الفنانة ماجدة الرومي التي تزور الإمارات مساء السبت المقبل لتحيي ليلة من quot;كلاسيكيات دبيquot; في المركز التجاري العالمي، تأتي لتستريح من تعب وهمّ كبير، تحكي عنه مطولاً في هذا اللقاء الذي يحلو فيه الكلام العميق ولا ينتهي .


* تحيين إحدى أمسيات quot;كلاسيكيات دبيquot;، وأنت التي تطربينا بأجمل القصائد المغناة، وبصوتك المميز، لكنك تغنين أيضاً بروح الشباب المتجددة، فتبدين كالفراشة المتنقلة بين النغمات، وبين ألوان الغناء، أين تضعين نفسك وأي لون يرضيك أكثر؟

- إنها سنّة الحياة، نحن نسير إلى الأمام وطالما نحن أحياء علينا أن نبحث عن الجديد لنقدمه، هناك جيل نتوجه إليه تختلف لغته عن الماضي، يجب أن نجد مفتاح هذه اللغة، علماً بأن المعادلة ليست سهلة، ودائماً أسأل نفسي، ما الذي يجب أن نفعله بالتحديد كي نتمكن من المحافظة على الأصالة من جهة والوصول إلى هؤلاء الشباب من جهة أخرى؟ مسألة آخذها دائماً بعين الاعتبار .



* هل العودة إلى القصائد وكلمات شعراء زمان هي التي تمكّن الفنان من الحفاظ على الأصالة؟

- المهم أن يكون للكلمة وزن ومعنى وليس بالضرورة أن نجدها في قصائد الزمن الماضي فقط، هناك كتّاب وشعراء اليوم جيدين أيضاً، ونجد لديهم المطلوب، سواء على صعيد الأغنية اللبنانية العاميّة أو القصائد الكبيرة المكتوبة بالفصحى والتي أعتبرها أسهل بكثير .

* كتبت بنفسك كلمات وغنيتها، كيف تصفينها؟

- هي أفكار مرّت ببالي فكتبتها على الورق ولا أعتبر نفسي شاعرة، إنما في قلبي مشاعر أحب أن أوصلها إلى الناس، وإذا لم أتوصل إلى ما يرضيني مع أحد الشعراء ليكتبها، أقولها كما هي، لأن لحظة الصدق مهمة جداً كي نقطفها في الفن ونقدمها للناس، وأجزم أن أي عمل لا ينبع من القلب لا يصل إلى الناس . لا يهمني أن آخذ قصيدة موزونة وكاملة البناء وفي المقابل لا تناسب quot;عياراًquot; واحداً من مشاعري، لا بد أن تؤخذ مشاعري بعين الاعتبار، لأن الفنان الذي يعني ما يقوله يصل إلى الجمهور .

* هذا الصدق والشفافية في الرأي موجودان في حياتك أيضاً؟

- قدر الإمكان، أبسط شيء ممكن وأصدق شيء ممكن هو مبدئي بالحياة وأنا أتّبعه، لأن كلّما كان الإنسان صادقاً عاش بسلام مع نفسه، وكلما كان أبسط كان أقرب إلى الكمال . وفي كل مرة يقول فيها المرء أنا أتقرب من الناس ببساطة وبصدق، يكتشف أنه مازال هناك أكثر وأشياء يمكن أن يعمل عليها ليصل إلى هذا الاتجاه . الأبسط والأصدق قيمتان أعمل عليهما في حياتي بشراسة .

* وهل هما اللتان تدفعانك إلى قول آرائك في السياسة بهذه الجرأة والوضوح، خصوصاً بالنسبة للأوضاع في لبنان، أم أن هناك دوافع أخرى؟

- أنا لم أتكلم سياسة، إنما quot;حكيتquot; وطني بلهجة وطنية، أنا مواطنة من لبنان لي الحق أن أعبر عن رأيي، مثل أي إنسان آخر، خاصة حين يكون بلدنا بخطر والعالم العربي من حولنا يغلي غلياناً، تصبح كلمة الحق النابعة من الضمير لها أهمية كبرى، كي لا نكون صامتين مثل صمت شهود الزور . لا أرضى لضميري أن أكون شاهدة زور، أنا هنا لأقول إنني مع حرية وسيادة واستقلال لبنان quot;ولا شعرة ناقصةquot; عن هذا المعنى، ومع أمن وأمان العالم العربي بأكمله من مصر وسوريا إلى فلسطين والعراق وليبيا وتونس وكل البلدان التي تعاني ظروفاً سياسية صعبة، أمنيتي لها أن تكون آمنة وتعيش بسلام، وللبنان، بعد كل الذي حصل وبعد كل الذين رحلوا، ومنذ أن غنيت quot;عم بحلمك يا حلم يا لبنانquot; أسير على مبدأ واحد: لا مساومة على أن يكون وطني سيداً حراً مستقلاً، وتكون لدولته هيبتها وهذا هو ما يليق بدماء كل الشهداء الذين سقطوا منذ بداية الحرب حتى اليوم ومن كل الطوائف .

* هل تعتقدين أننا نعيش في هذا الغليان لأن الإنسان أصبح بعيداً عن سلامه الذاتي؟

- طبعاً، وأعتقد أنه على امتداد الدول العربية التي تعاني هذه الظروف الصعبة، هناك سيناريوهات خارجية يتم تطبيقها علينا، ولسوء الحظ مطلوب ممثلين لتجسيد هذه السيناريوهات، ويتم التضحية بهم من أجل هذا الهدف، ولا مشكلة إن مات 300 أو 400 ألف! بالنسبة لهذه السياسة الدولية، نحن شعوب برسم الذبح . من تبقى منا على قيد الحياة بلبنان مثلاً، إنما بقي حياً بالصدفة لأنه لم يصادف وجوده في المكان الخطأ في الساعة الخطأ، ومن ماتوا إنما ماتوا لأنهم كانوا هناك في تلك الساعة وذلك المكان . هذا الموضوع يؤلمني بعمق، وقدمت أكثر من قصيدة بهذا المعنى مثل quot;سيدي الرئيسquot;، وquot;نشيد الشهداءquot; وquot;بيروت ست الدنياquot; وquot;حاصر حصاركquot; وغيرها الكثير مما غنيت . . القضية الإنسانية عندي فوق كل اعتبار، بينما هي بنظر السياسة الدولية quot;أرخصquot; شيء يتعاملون به . يتم تقديمنا ضحايا على مذبح هذه السياسة، ولسوء الحظ هناك أشخاص من داخل دولنا متورطين مع أهل هذه السياسة، وهؤلاء برأيي أبعد ما يكونون عن الحساب على هذه الأرض، لكن حسابهم عند الله، وأنا إنسانة مؤمنة برب واحد لكل الأديان ولا بد أن يكون لنا وقفة واحدة أمام الله، ولدي إيمان كبير بالعدالة السماوية وبألا أحد سيفلت من يوم الحساب، خصوصاً هؤلاء الذين تسببوا في أن نغرق بدمائنا ودموعنا .

* ماذا ستقولين لهؤلاء بعد أغنية quot;سيدي الرئيسquot;؟

- طبعاً لدي نية أن أعد شيئاً لأطفال سوريا ولمصر وأن أتوجه للإنسان العالم العربي، وبين يدي قصيدتين أدرسهما، حتى لا نكون شهداء زور، هناك جريمة كبرى ترتكب بحق الأرض العربية ونحن صامتون، وأناس يموتون ونحن صامتون، أطفال يذبحون وآخرون يجوعون ونحن صامتون، وسيادات دول تُنتهك ونحن صامتون . لا يمكنني أن أسكت عن هذه الجرائم بحق الإنسان أينما كان، لذلك سأتحرك وسأقول كلمتي حتى لو لم يسمعني سوى أمي، سوف أغني هذه الأغنية حتى أحترم ذاتي وإنسانيتي وبلدي .

* هذه ليست زيارتك الأولى إلى الإمارات . . كيف تجدينها؟

- إنها الحلم، أحياناً أسأل نفسي هل هذا واقع أم خيال؟ أدعو الله أن يحفظها ويحفظ قادتها وشعبها، ويحفظ هذه الواحة الآمنة وكل حبة تراب من أرضها وكل مَن يسعى لأخذها إلى الأفضل دائماً . أنا لا أعرف من حوّل هذه الأرض لتكون حلماً كبيراً، لكنني أحييهم فرداً فرداً وأنحني بكل صدق لأشخاص استطاعوا أن يصنعوا كل هذا الفرق لبلدهم وبوقت قصير . وأكثر ما يجعلني أنحني لهم هو هذا الحب الذي وجدته لديهم للأرض التي أنجبتهم، وبقلب مفتوح أقول للإمارات: افتحي لي أبوابك لأستريح على أرضك وفي ربوعك قليلاً ولأنسى هذه المأساة التي نعيشها . وأبوابها مفتوحة لك بلا شك .
- أقول لها: أتيت كي ارتاح على ترابك، أسمع عصفورك وشجرك يغني، وأنسى همّي الكبير عندك .

* متى ينتهي هذا quot;الهمّ الكبيرquot; برأيك؟

- هذا الهمّ يرافقنا منذ بداية الحرب في لبنان ويكمل معنا بباقي الدول العربية التي تعاني اليوم، أنا أعرّف عن نفسي بأنني لبنانية عربية، ما يحصل في مصر إنما يمس عمق قلبي، وأعتبر كل طفل يموت في سوريا هو طفلي، وما يحصل في بغداد يُهينني عربياً، وما يحصل في تونس أنا معنية به في كل لحظة، وأرفض ما تعانيه ليبيا . أعتبر كل ما يحصل في الدول العربية المتألمة يمسني شخصياً ولا يمكنني ألا أراه وألا أتألم . أدعو الله أن يحفظ باقي الدول العربية من شبح المؤامرات المرعبة، ومَن خططوا لها هم شياطين على الأرض ولا أعتبرهم آدميين، وأراهم quot;شياطين يرتدون بدلاتquot; . ولمصلحة مَن؟ العدو واحد منذ أن جاءت quot;إسرائيلquot; إلى الشرق وتشرّد الشعب الفلسطيني حتى اليوم، والشرق يغلي ولن يكون هناك حل أبداً ما لم يتم حل القضية الفلسطينية وطالما أن هذا الشعب ما زال خارج أرضه، فحين يعود يتحقق السلام .

* هل ترددت يوماً من قول رأيك بصراحة خوفاً على جماهيريتك أو من أن يتم فهمك خطأ؟

- لا، المهم أن تعلمي بالتحديد على أي أرض تقفين، وطالما أن قضيتي في الحياة هي الدفاع عن الإنسان وحقه بالعيش بسلام، وحق كل دولة عربية بالسيادة والاستقلال، لا أخاف من شيء بل على العكس أنا ضد كل من يحتل بلدي بشكل أو بآخر، ومع كل من يدافع عنه . أنا أقول بصدق وأعنيها أنني مع الدفاع عن حق وطني حتى الموت، وهذا الكلام يعلي من قدري ولا يقلل منه، ولا تهمني الحياة إذا قارنتها بكلمة حق من هذا النوع . لا أساوم على استقلال بلدي، ونحن أشخاص نؤمن بقدرة اللبناني على إحداث الفرق أينما حلّ، وأنا أقف مع هؤلاء المؤمنين بهذه المبادئ ويدافعون عنها . لا علاقة لي بالسياسة، إنما أتكلم من منطلق حق وطني عليّ، وبما يمليه ربي وضميري عليّ .

* قلّة من الفنانين تتحدث عن هذه القضايا، وكثيرون يفضلون الصمت، لماذا برأيك؟

- لكل قناعاته، أنا الصمت بالنسبة لي هو شهادة زور، لذلك لا أريد أن أسكت، عمري لا يساوي المال الذي أعتبره مجرد أوراق، إنما يساوي وقفة عز أريد أن أقفها حتى النهاية ومن خلال الرسالة التي أؤديها على هذه الأرض، ولأقول أنه من حق لبنان أن يكون بلداً ذا سيادة غير منقوصة، ومن حق العالم العربي أن ينعم بالأمن والأمان . وهذه القضايا أجاهر بها على الملأ .

* إذا فُتحت لك أبواب مصر مجدداً للعمل في السينما، هل تعودين؟

- أحب السينما جداً وأعتقد أنه بإمكاني أن أقدم فيها الكثير، وكان حلمي وما زال أن أقدم الأديبة مي زيادة في فيلم، وأشعر بأنه يمكنني أن أقدم فيها الكثير، خصوصاً أن في حياتها شخصيات كثيرة من سوريا ومصر وطبعاً لبنان، أي أنه سيكون عملاً عربياً وليس فقط لبنانياً . القصة تبهرني، وفيها أكثر من محطة تركت في نفسي أثراً، وهي أحد أحلامي .

* ما آخر ما تحبين قوله للجمهور العربي؟

- أقول لهم إن الأرض العربية تتعرض لجريمة كبيرة، ومن يسكت عنها يكون شريكاً فيها، كلنا شعوب برسم الموت والسكوت ليس من مصلحة أحد، هذا ما تختاره لنا السياسة الدولية، وأتمنى أن يكون لدينا وقفة نساند بها أطفال سوريا، ومصر الحياة، وليبيا، والعراق، وقفة لنقول لا للمجازر التي ترتكب بحق لبنان وفلسطين، ووقفة مع الإنسان المتألم في كل هذه الدول، ومع الحرية والكرامة والشرف العربي، حتى لا نقول يوماً ما quot;كانت لدينا أرض عربية وصارت لغيرنا بثرواتها وغناهاquot; . الاحتلال ليس بالضرورة أن يكون عسكرياً، بل من خلال السطو على الثروات . وأتمنى لدولة الإمارات أن ينعم عليها الله بالأمان دائماً ويبعد عنها شبح المؤامرات وتبقى واحة السلام التي نرتاح في ربوعها وننام ملء أجفاننا .

الوسط الفني لا يناسب قناعاتي

بسؤال السيدة ماجدة عن قولها أن والدها الراحل الكبير حليم الرومي قد رحل وهو غير راض عنها قالت: الكلام تم وضعه في غير سياقه، والحقيقة أنني قلت أن والدي لم يرغب في مشاركتي ببرنامج quot;استوديو الفنquot;، لأنني كنت تلميذة وعمري 16 عاماً فقط، وبوقتها أخذ الموضوع منحى مختلفاً أكبر مما تصورنا بفضل محبة الناس لي .
وعن رأيها بعالم الفن بعد انخراطها فيه؟
أجابت: عالم صعب، لا علاقة لي بالوسط الفني ولا هو يناسب قناعاتي بالحياة، لأنني شخص لا يستطيع أن يعيش بلا حقيقة وبلا قيم، وحال الوسط الفني ليس دائماً هكذا، فهناك اتجاهات، البعض يهمه الدخل المادي، والبعض الآخر يريد أن يتسلى، وثالث يريد الشهرة . . بالنسبة لي الفن رسالة ومسألة حياة يعمل فيها المرء بجدية وعمق قدر الإمكان، ولم تكن المهمة سهلة عليّ أبداً، في ظل حرب لبنان، وبظروف حياة مثل ظروفي، وبأحوال المنطقة وما يحصل فيها . المهمة ليست سهلة خصوصاً أنه عليك أن تتعاملي أحياناً مع أشخاص لا يتوافقون مع طريقة تفكيرك، ولا هم من نفس طينتك ومعدنك .
وبين الأمس واليوم تغيرت أحوال الفن أيضاً، فكيف تجدها حالياً؟
ردت: دائماً هناك أصوات جميلة ويكون لها مستقبل مهم وناجح إذا تم وضعها على الطريق السليم، إنما السؤال: quot;إلى أي مدى هناك أشخاص يريدون أن يأخذوا هؤلاء المواهب على الطريق السليم، وليجعلوا منها رموزاً لأوطانها؟quot; أشك أن نجد 5 جهات يعنيها هذا الأمر، والأغلب يتجه الآن نحو الفن الترفيهي والتجاري، ويتراجع الفن بمفهوم الرمز الوطني، لذلك يجد الفنان الجاد صعوبة في تحقيق هدفه .

الحياة أذواق واتجاهات

عن مشروعها الجديد، تقول ماجدة الرومي: لم أبدأ العمل بعد على ألبومي الجديد، خلال شهر أو شهرين أبدأ التحضير . أما حالياً فأنا مشغولة بالبحث عن شيء أقدمه يناسب الوضع في عالمنا العربي، ومن واجبي أن أطلق قصيدة يكون لها وهج في نفسي ولها موقعها على الساحة العربية، كي لا نكون كمن يمر من أمام الجريمة يقول لها quot;صباح الخيرquot; ويكمل طريقه . سأقف أمامها وسأقول لها: أنا أراك وأحس بدمع ودم الناس، أسمع صراخهم، ولا يمكنني أن أنام .
وعن مدى وعي الشباب المعجب بأغانيها، تقول: لا يمكننا أن نلغي صفة الثقافة عن شباب اليوم، فمعظمهم يذهبون إلى الجامعات، ويعرفون كيف يتعاملون مع القصيدة العربية، ومع الفن؟ الدنيا ما زالت بخير، والحياة أذواق واتجاهات، وكل يجد ما يريده، إنما المهم وما أريد قوله أننا لم نعد في زمن الماضي حيث كان للقيمة الفنية الأولوية، اليوم نمشي بالاتجاه المعكوس، والأولوية للفن التجاري والأعمال التي تحمل بصمات فنية عالية تمشي عكس هذا التيار ويتبعها جمهور أيضاً يمشي عكس التيار . حين أرى في حفلاتي نسبة 60% من الجمهور من الشباب والصبايا، أشعر بفرح ورضا رغم كل ما يحصل في الواجهات الإعلامية، والفن الذي يصدرونه فيها، والذي أسميه quot;تجارياًquot; . تخيلي لو أن الأمر معكوساً، وهذه الوسائل تضع في المقدمة الفن الراقي والأصيل، إلى أين كنا وصلنا بهذا الجيل وبالفن؟