لأول مرة في تاريخ مصر الحديث، تواجه المؤسسات التعليمية، من جامعات ومعاهد عليا، حالة غير مسبوقة من العنف، والتخريب، وتدمير منشآت الجامعات، والاعتداء على بعض أعضاء هيئات التدريس، وترهيب الطلاب من الذهاب إلى الجامعات أو دخول قاعات المحاضرات، أو أداء الاختبارات نصف السنوية، وكان نصيب جامعة الأزهر هو الأكبر،

من ممارسات العنف من طلاب وطالبات ينتمون لتنظيم الإخوان وهتافات تخدش الحياء، ولا تزال أحداث العنف تتصاعد في عدد من الجامعات بالمحافظات المصرية، وتمكنت الأجهزة الأمنية من إحباط محاولة لتفجير كلية طب الأزهر بمدينة دمياط الجديدة، بواسطة عبوة ناسفة، ومنع طلاب ينتمون إلى جماعة الإخوان زملاءهم في 3 كليات من أداء امتحانات نصف العام، وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين طلاب الإخوان، والطلاب المستقلين، في جامعات عين شمس والقاهرة، بسبب اعتراض الطلاب على قيام الطلاب المنتمين للجماعة بمحاولات تعطيل الدراسة، والاحتكاك بالشرطة والجيش خارج الحرم الجامعي، وإحداث فوضى وعنف..

جداول امتحانات وهمية!

وفي محاولة لتضليل زملائهم، نشر طلاب جماعة الإخوان جداول وهمية لمواعيد الامتحانات بالكليات على مواقع التواصل الاجتماعي، لمنع الطلاب من دخول الامتحانات في مواعيدها، وهو ما تسبب في ارتباك بين طلاب الجامعات المصرية!! ومن جانبه، كشف الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، عن إضافة مواد للإرهاب في قانون تنظيم الجامعات، لمواجهة إرهاب طلاب جماعة الإخوان، وأن المواد التي تمت إضافتها، متعلقة بمجالس التأديب للطلاب وأعضاء هيئات التدريس، وسرعة الإجراءات الرادعة، وإضافة مواد لحالات الإرهاب، وتهديد المنشآت الجامعية، والحياة العامة للطلاب..

رئيس laquo;الأزهرraquo;: انضباطهم صفر

وفي تصريحات خاصة quot; للعرب اليوم quot; قال رئيس جامعة الأزهر، الدكتور أسامة العبد، أن من يقومون بتلك الأفعال هم فئة محدودة لاقيمة لها، وهم معروفون بانتمائهم الإخواني، لأنهم يرفعون شعارات quot; رابعة quot; وصور الرئيس المعزول، ودرجة الانضباط لديهم quot;صفر quot;، ومن المؤسف أن معظم هؤلاء الطلاب في الفرقة الأولى بكلياتهم، وربما تم quot;شحنهم quot; قبل الالتحاق بالجامعة لإثارة الفوضى وتشويه صورة الأزهر، وهم تربوا في غفلة من الزمن، كما تم اختطافهم ذهنيا، بعيدا عن النهج الازهري الوسطي، ونحن من جانبنا نتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل المخالفين.. وأضاف رئيس جامعة الأزهر: إنهم يريدون ضياع مصر وإسقاطها، وإن كان الظاهر إفساد العملية التعليمية وعرقلتها، ولكن الله تعالى ونحن من بعده لن نمكنهم من ذلك على الإطلاق، وسنتخذ الإجراءات القانونية الحاسمة ضد الفئة الضالة التي لاتستحق الانتساب إلى الأزهر، وهو بريء من تصرفاتها وأفعالها..

laquo;الأزهرraquo; منبر الوسطية والاعتدال

وردا على سؤال حول استهداف جامعة الأزهر تحديدا، بنصيب أكبر من ممارسات العنف والتخريب؟! قال د. أسامة العبد: لأن الأزهر منبر الوسطية والاعتدال، وهو يكشف زيف تلك التيارات التي تتلاعب بالدين، ومعلوم أن الأزهر هو حارس الإسلام الوسطي، ووجوده ضمانة لتماسك المجتمع وترابطه وعدم تفتته، علاوة على أن جامعة الأزهر لها طابع خاص ، وهي ليست جامعة محلية بل عالمية، ويدرس فيها طلاب ينتمون إلى أكثر من 100 دولة، وبالتالي فإن تأثيرها الإعلامي أكبر..

من جانبه قال رئيس جامعة عين شمس، الدكتور حسين عيسى، هناك خطة من قبل تنظيم الإخوان لإثارة الفوضى والعنف بالجامعات، لإيهام الرأي العام بأن الجامعات المصرية عطلت الدراسة لعدم قدرتها على استيعاب الموقف، ودورنا الحالي هو المحافظة على انتظام العملية التعليمية وتأمين طلاب الجامعة، ولكل رئيس جامعة الحق في طلب الشرطة لتأمين اللجان، وفقا لما تستدعيه الحالة الأمنية، خاصة إذا تم الخروج عن القانون، والتمادي في العنف، كما سيتم تكثيف الجهود الأمنية داخل مختلف الكليات، والتحقق من هوية كل طالب، وتفتيش السيارات تحسبا لاحتوائها على أية متفجرات، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة في أرجاء الجامعة كافة، وأؤكد أن الامتحانات خط أحمر، ولن أسمح لطلاب الإخوان بتعطيلها، وقد فشلوا بالفعل في فرض الإضراب على امتحانات نصف العام الدراسي..

وأكد رئيس اتحاد طلاب مصر، محمد بدران، أن تهديد طلاب جماعة الإخوان بتعطيل الدراسة والامتحانات يأتي استمرارا لمخططهم في تعطيل الدراسة بمختلف الجامعات، وعلى الرغم من استمرار همجيتهم وعنفهم فإنهم فشلوا في تعطيل الدراسة بنسبة 90 % وتمكنوا من إثارة الشغب قي 5 جامعات فقط، وهي quot; الأزهر، والزقازيق، والمنصورة، والقاهرة، وعين شمس quot; أما باقي الجامعات فمظاهرات الإخوان فيها لا تذكر، فهم يسعون جاهدين إلى تصعيد العنف في الامتحانات، وأن على رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ألا يتهاونوا مع هؤلاء المخربين من الجماعة الإرهابية..

وقال quot; بدران quot;: ان تنظيم الإخوان بالجامعات يسير على خطة ممنهجة، على الرغم من أن عددهم لا يتجاوز 800 طالب في كل جامعة، وهناك أفراد من خارج الجامعات ينضمون إلى مظاهراتهم لتصوير مشهد quot; فوضى quot; بالجامعات ، وعدم قدرة الحكومة الحالية، أو كما يدعون quot;حكومة الانقلابيين quot; على السيطرة على الموقف!!

ومن جهة أخرى، كشفت مصادر قريبة من تنظيم الإخوان، أن التنظيم استعان بعناصر طلابية تابعة لقوى إسلامية متحالفة معه، لقيادة التحركات الطلابية الهادفة إلى إشعال الجامعات، بالتزامن مع فشل طلاب الإخوان بجامعة الأزهر في تعطيل الامتحانات، إثر قيامهم بحرق 4 كليات، واشتباكهم مع قوات الأمن، وأن ما يسمى quot; التحالف الوطني لدعم الشرعية للرئيس المعزول محمد مرسي quot; قرر تعيين قيادات طلابية سرية بدلا من الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، الذين تم رصدهم، وإلقاء القبض عليهم في حملات أمنية، في أعقاب إعلان جماعة الإخوان المسلمين، منظمة إرهابية..

فكر بحاجة الى تقويم

وفي تعقيبه على المشهد العام في مصر، وانفجار تظاهرات العنف، والعمليات الإرهابية، بعد سقوط حكم الإخوان؟! .. قال نائب المرشد العام السابق، الدكتورمحمد حبيب، إن فكر الإخوان، وفهمهم ونظرتهم للإسلام، وكذلك برامجهم الدعوية والتربوية والسياسية، ووسائلهم، وأساليبهم، وخططهم، وبرامجهم من حيث الحركة والسير بالمنهج، كل ذلك يحتاج إلى تقويم، وأن فشل الجماعة في الحكم، واعتصامها في رابعة والنهضة، ثم التظاهرات المرتبطة بالعنف، والصدامات الدموية وإثارة الفوضى في الشارع، وفي الجامعات، كل ذلك يخصم من الرصيد الشعبي للجماعة، وسوف يلقي بظلاله السلبية على المستقبل السياسي لها، ولا شك في أن فشل تجربة الإخوان في حكم مصر ألقى بظلاله السلبية على الإخوان في الدول الأخرى..

وأضاف د. حبيب: لم يكن أحد يتصور هذا السقوط المفاجئ والسريع، فثقة تنظيمات الإخوان الأخرى سواء في الدول العربية أو غيرها، في تنظيم الإخوان في مصر كانت كبيرة للغاية، وكان هناك اعتقاد بأنه إذا وصل إخوان مصر إلى الحكم فسوف يمكثون فيه طويلا، كان هذا يمثل أملا، على أساس أن إخوان مصر يمثلون القاطرة التي سوف تشد خلفها تنظيمات الإخوان في الدول الأخرى، ومن المؤكد أن هناك أنظمة حكم عربية فوجئت بهذا السقوط، لكن هناك دول أخرى حزينة وغاضبة وناقمة، خاصة على الجيش المصري الذي استجاب لقطاع عريض من الشعب في ثورته على نظام حكم الإخوان، في 30 يونيو، كتركيا وقطر، ومن قبل ذلك وبعده الكيان الصهيوني، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي..

وحول دور التنظيم الدولي للإخوان؟! قال quot; د. حبيب quot;: أنا لا أعول كثيرا على تنظيم دولي، مترهل وضعيف، ولا وجود له على أرض الواقع، فهو يأخذ أكبر من حجمه كثيرا، ولا أتصور أن تكون لتحركاته آثار على الوضع هنا في مصر، وبقدر ما تمضي الدولة بثبات وعزم وتصميم في خريطة المستقبل، وبقدر ما تؤدي الخارجية المصرية عملها بكفاءة واقتدار، بقدر ما سوف يتلاشى أي تأثير لهذا التنظيم، سواء على مستوى الخارج أو الداخل، المشكلة تكمن في الغرب المكلوم الذي أطاحت ثورة 30 يونيو بأحلامه، الذي يحاول توظيف واستثمار تحركات هذا التنظيم خلال هذه الفترة من أجل مشروعه الخاص، أعتقد أن الحكومة المصرية عليها واجب مهم هذه الأيام، هو التعامل مع الأحداث الجارية بحسم ، بما يؤكد ويعزز سيادة القانون.