عبدالعزيز النحاس

لدولة الإمارات العربية المتحدة حب في قلوب المصريين، إلا أن لها مكانة خاصة فى قلبى منذ زمن طويل، رغم أنني لم أزرها قط هي وكل دول الخليج باستثناء الأماكن المقدسة

بالسعودية.. هذا الحب تعمق وتجذر في قلبى ليس بسبب عروبتها ومواقفها الوطنية علي طول تاريخها فقط، وإنما لحديث مؤثر جاء علي لسان حكيمها الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، عندما سأله أحد المذيعين عن رأيه في تطاول قطر علي مصر، وجاء الرد بليغاً ومدهشاً ومصحوباً بإشارة تنم عن استنكار الراحل العظيم من السؤال ومحتواه، وأشار بأصبعه إلي أسفل وقال -قطر- تتطاول علي مصر ومشيراً لمصر بأصبعه إلي أعلى.. وتساءل الراحل العظيم في سخرية كيف وهي بحجم نزلاء فندق علي نيل القاهرة ومردداً عيب عيب.
lt; منذ هذه اللحظة تحولت دولة الإمارات وزعيمها إلي أيقونة في قلبى يسعدنى تقدمها ورقيها وتحضرها، وكثيراً ما كنت أفخر بها وأضرب بها المثل في كل زياراتى الخارجية لدول الغرب كمثال في حسن استخدام الثروة وتوجيهه إلي خدمة مواطنيها وقضاياها القومية.. عروبة ووطنية الإمارات تجسدت بوضوح في الأزمة التي واجهت مصر مؤخراً، وتسببت في وعكة اقتصادية وسياسية وظهر التحرك السريع للإمارات مع الأشقاء في السعودية والكويت علي المسارين السياسي والاقتصادى، وكانت نتائجه واضحة بجلاء داخلياً وخارجياً.. ومنذ أيام قليلة فاجأتنا الإمارات كعادتها بالمساهمة الكبرى في المشروع الذي يتبناه المشير السيسي ببناء مليون وحدة سكنية جديدة في تأكيد جديد ومتواصل علي كل معانى الحب والأخوة.


صحيح أن استقرار مصر هو استقرار للأشقاء ولدول الخليج بشكل خاص، وصحيح أن قوة مصر هي قوة لكل الأشقاء العرب في مواجهة المؤامرات الغربية للمنطقة والعرب تحديداً، إلا أن المواقف الإماراتية يظهر فيها الحب والإخلاص بعيداً عن أي حسابات سياسية ضيقة، وهو ما كان يفعله الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان حكيم العرب.
lt; علي جانب آخر، نري دولة عربية هي قطر تصر علي المضي في طريق الشيطان، وفي ركب المخطط الأمريكي الصهيونى، وللأسف تأبي العودة عن هذا الطريق رغم كل التحذيرات ورغم الخطوة القوية التي اتخذتها الشقيقة السعودية ومعها الإمارات والبحرين بسحب السفراء وتأكيدهم رفض سياسة قطر التخريبية في العالم العربى.. هذه الخطوة القوية ما كانت تتخذ بسبب السموم التي تبثها جزيرتها.. وإنما المؤكد أن هناك معلومات عن حجم المؤامرات التي ترتكبها قطر في حق كل العرب بهدف تمرير السيناريو الغربى في إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد.
lt; إذا كانت المؤامرات القطرية قد استمرت غامضة لفترة.. إلا أن تسارع الأحداث في المنطقة قد كشف خيانتها العظمى، وكشف القديم قبل الجديد منذ الغزو الأمريكي للعراق عندما أعلنت الجزيرة سقوط بغداد قبل تحرك الجيش الأمريكى، وتلا ذلك تحول هذه القناة إلي منبر لبث الفتنة والفرقة العربية، وزعزعة الاستقرار في الدول داخلياً، وتم تقسيم السودان داخل الفنادق القطرية، ولن ينسي الشعب العربي لقطر ضغوطها الشديدة في جامعة الدول العربية، وتقدمها بطلب رسمي لمجلس الأمن الدولى للتدخل العسكري في ليبيا تحت مزاعم حماية الشعب الليبى بينما الهدف هو إحداث الفوضى وتوزيع ترسانة الأسلحة الليبية علي القبائل لتقسيم ليبيا.
lt; وجاء الدور علي مصر فتعرت قطر وتكشفت نوايها القبيحة وما يقوم به الأشقاء الآن في دول الخليج مع قطر هو نصيحة من أشقاء مخلصين للأخ الضال والعاق للعودة إلي رشده قبل أن يقع فى بئر الهلاك الغربى كما حدث في العراق عندما أوحت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية لصدام حسين باحتلال الكويت وابتلع الطعم وانزلق إلي الهلاك وأضر بدولتين وشعبين عربيين.