محمــد شومان

كشف اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام فى تصريحات خاصة للأهرام أنه تم مخاطبة الإنتربول الدولى بمذكرة رسمية لتوضيح ما حدث بشأن الهارب يوسف بطرس غالى وزير المالية الأسبق الذى تم القبض عليه أمس الأول بمطار باريس ثم تم الافراج عنه، حيث طلبت مصر من الإنتربول الدولى تفسير ذلك خاصة أن الإنتربول كان قد أرسل إلى مصر بالحضور لاستلام غالى وإحضار ملف الاسترداد والقضايا المتهم فيها وتم إرسال هذا الملف إلى فرنسا وفوجئنا بعد ذلك بالافراج عنه بعد أن تبين أنه حاصل على اللجوء السياسى إلى بريطانيا وهو ما لم يخطر به الإنتربول الدولى مصر.


وأضاف اللواء سيد شفيق مدير الأمن العام أن الإنتربول الدولى أكد أنه سوف يرد على مصر خلال الساعات القادمة حول ما حدث فى هذا الموضوع، وأكد أن النشرة الحمراء التى وضع اسم يوسف بطرس غالى بها وفقا للقانون الدولى يتم بمقتضاها القبض عليه عند خروجه من لندن إلى أى مكان آخر وهذا ما كانت تعتمد عليه مصر فى ضبط الهاربين الذين يتحركون من لندن إلى أى دولة أخرى مؤكدا أنه يتم التنسيق الآن من خلال الإنتربول المصرى لاستعادة الهاربين من رموز النظامين السابق والأسبق الهاربين والذين صدر ضدهم أحكام قضائية أو مطلوب ضبطهم و إحضارهم للنيابة.


ويعد يوسف بطرس غالى أحد القيادات الهاربة من نظام مبارك حيث تمكن من الهرب من مصر عقب ثورة 25 يناير إلى إنجلترا ومحكوم عليه غيابيا بالسجن 55 عاما لاتهامه بصرف 36 مليون جنيه من المال العام بدون وجه حق وهو ما يعد كسبا غير مشروع بالإضافة لإتهامه فى قضية اللوحات المعدنية المتهم فيها رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى وحكم على غالى فيها بالسجن 15 عاما، و تتم الآن إجراءات محاكمته فى تلك القضية والتى تعد أهم القضايا التى شغلت الرأى العام بعد ثورة 25 يناير نظرا لأن غالى والعادلى ونظيف كانوا يؤكدون للشعب المصرى أن تلك اللوحات سوف تحل أزمة المرور وتمنع سرقة السيارات وهو ما لم يحدث.

وأضاف اللواء سيد شفيق بأن مصر وقعت على إتفاقيات مع معظم دول العالم على تسليم الهاربين.

ومن جانبه أكد اللواء مجدى الشافعى مدير الإنتربول المصرى أنه يتم متابعة الهاربين فى لندن بصفة يومية مع الانتربول الدولى مع صعوبة استعادتهم لعدم توقيع لندن على اتفاقية تبادل الهاربين، وتعد لندن قبلة الهاربين من رموز النظامين السابقين لهذا السبب حيث توجه إليها ممدوح إسماعيل عقب حادثة العبارة والملاح رئيس نادى الشمس السابق ومجدى راسخ وأشرف السعد وإبراهيم نافع كما توجه إليها عدد من قيادات الإخوان الهاربين ومنهم محمود حسين وعبدالرحمن عز وحسب إحصائية الإنتربول المصرى فإن عدد رجال الأعمال والإخوان الموجودين بلندن ويتم ملاحقتهم لصدور أحكام قضائية ضدهم لاستيلائهم على أموال الشعب المصرى يصل إلى 53 شخصية استطاعوا تهريب أكثر من 60 مليار دولار جميعا فى خزائن إنجلترا وسويسرا وأسبانيا ويضيف بأن الحل الوحيد هو النشرة الحمراء والتعاون القضائى لاستعادة هؤلاء الهاربين عند تحركهم.

وأضاف أن هناك 28 قيادة إخوانية موجودين بقطر ولعل أبرزهم وزير الاستثمار الأسبق يحيى حامد وطارق الزمر وعاصم عبدالماجد ومحمود عزت المرشد المؤقت لجماعة الإخوان وأجرينا اتصالات من خلال الإنتربول الدولى لاستعادتهم حيث أنهم متورطون فى قضايا التحريض على القتل إلا أن قطر لم تستجب خاصة أنها لم توقع على إتفاقية تبادل الهاربين مع مصر فلجأنا لاتفاقية جامعة الدول العربية التى تنص على تبادل الهاربين بموجب هذه الاتفاقية ومن خلال اتصالات مكثفة شاركت فيها جامعة الدول العربية ووزارة الخارجية إلا أن قطر رفضت بشكل نهائى تسليم الهاربين وذلك لأنها تدعم جماعة الإخوان.

ويضيف مدير الإنتربول المصرى أن أكثر الدول التى تؤوى الهاربين هى إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية و إيطاليا واليونان لذلك معظم الهاربين يذهبون إليها لأنه يتم استثمار أموالهم بمئات الملايين من الدولارات بل وفى بعض الأحيان المليارات التى يقوم عليها إقتصاد هذه الدول وهذا ما حدث بالفعل فى بريطانيا عقب ثورات الربيع العربى بعد هروب العديد من رموز تلك الدول حيث نشرت تقارير تشير إلى رواج نشاط الاستثمار العقارى بها نتيجة أموال الهاربين من تلك الدول، والتى تسببت فى انتعاش هذا الاستثمار بالإضافة إلى قطر والمغرب فمازال بها العديد من الهاربين حتى الآن الدول التى لم توقع مصر معها على إتفاقيات تسليم الهاربين.

وكشف مدير الانتربول أن من الدول العربية التى لم توقع على اتفاقيات تسليم الهاربين قطر والمغرب من الدول الغربية إنجلترا وفرنسا واليونان وأمريكا.

وأبرز الدول الموقعة على الاتفاقية السعودية والكويت وليبيا والجزائر والسودان وهذه الدول تتعاون مع مصر فى تسليم الهاربين و هذا ما حدث بالفعل عندما سلمت السعودية محمد القابوطى للسلطات المصرية والكويت قامت بتسليم أكرم الشاعر القياديين الاخوانيين بل إن عدد المصريين الذين تم تسليمهم من هذه الدول حوالى 300 ومصر قامت بتسليم 50 بالاضافة إلى أن جامعة الدول العربية هى الجهة الوحيدة التى نتمكن من خلالها استرداد الهاربين من خلال الاتفاق بين الدول الاعضاء بها.