الرياض - أحمد غلاب


طالبت السعودية أمس المجتمع الدولي باتخاذ laquo;إجراء حازمraquo; أمام استمرار نظام الرئيس بشار الأسد في laquo;تحديه الإرادة الدوليةraquo; باستخدامه غازات سامة في وسط البلاد، معتبرة إعلان إجراء الانتخابات laquo;تصعيداً من النظامraquo;. في حين اقتحمت القوات الحكومية السورية أمس الأحياء المحاصرة في مدينة حمص، آخر معاقل المعارضة للنظام في laquo;عاصمة الثورةraquo; السورية. كما واصلت تقدمها في القلمون شمال دمشق. (للمزيد)

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة في الرياض امس، إن المملكة تؤكد laquo;أهمية قرار الجامعة العربية بشغل الائتلاف الوطني السوري (المعارض) مقعد سورية في الجامعة العربيةraquo; اعتباراً من أيلول (سبتمبر) المقبل، وفق قرار القمة العربية الأخيرة في الكويت. وأضاف: laquo;المملكة ترى في إعلان النظام السوري إجراء الانتخابات، تصعيداً من نظام دمشق وتقويضاً للجهود العربية والدولية لحل الأزمة سلمياً وعلى أساس اتفاق جنيف1، الهادف إلى تشكيل هيئة انتقالية بسلطات واسعة تمكّنها من الحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدتها الوطنية والترابية، وهي الجهود التي عمد النظام السوري إلى تعطيلها عن سابق إصرار وتصميم في جنيف2، إضافة إلى تواتر الأنباء الخطرة عن استخدام النظام للغازات السامة ضد المدنيين أخيراً في بلدة كفرزيتا في ريف حماة، في تحدٍّ واضح لقرار مجلس الأمنraquo;.

واعتبر سعود الفيصل أن laquo;هذه التجاوزات المستمرة لنظام دمشق باتت تستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ إجراء حازم أمام استمرار تحديه للإرادة الدولية والعربية والإسلامية، خصوصاً في ظل التقرير الذي قدمته المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أخيراً، لانتهاكات النظام التي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانيةraquo;. وأشار إلى أن النظام السوري أعاد البلاد 100 عام إلى الخلف، وأنه يعتقد بأنه يحقق نصراً عسكرياً على الثوار السوريين، وأنه لا بد من أن يستمع نظام الأسد للسلام أو إجباره دولياً على عدم قمع الثورة عسكرياً.

ميدانياً، بدأ النظام عملية عسكرية ضد الأحياء المحاصرة في مدينة حمص، بعد هدنة استمرت أسابيع في شباط (فبراير) الماضي بموجب اتفاق بين السلطات ومقاتلي المعارضة بإشراف الأمم المتحدة، تم خلالها إجلاء أكثر من 1400 مدني وإدخال مواد غذائية ومساعدات.

وتشكل هذه الأحياء مع حمص القديمة مساحة لا تتجاوز أربعة كيلومترات مربعة تحاصرها القوات النظامية منذ حوالى السنتين، وهي تفتقر إلى أدنى المستلزمات الحياتية. وأفادت منظمة laquo;أفازraquo; امس: laquo;هناك حوالى ربع مليون شخص محاصرون في منطقتي الوعر وحمص القديمة في مدينة حمص. بعضهم محاصر منذ أكثر من 600 يوم والنظام السوري يمنع إدخال الطعام والمساعدات الطبية وخاصة عن منطقة حمص القديمة، ولا يسمح لهم حتى بالخروج الآمنraquo;.

وأكد مدير laquo;المرصد السوري لحقوق الإنسانraquo; رامي عبدالرحمن، لوكالة laquo;فرانس برسraquo; إن laquo;العملية العسكرية بدأت أمس بعد استقدام قوات النظام تعزيزات من laquo;جيش الدفاع الوطنيraquo; الموالية. وأضاف أنها laquo;تمكنت من السيطرة على كتل من الأبنيةraquo; لجهة جورة الشياح، لافتاً إلى أن laquo;هذا التقدم لا قيمة عسكرية له بعدraquo; في منطقة لا يزال يتواجد فيها حوالى 1200 مقاتل بالإضافة إلى 180 مدنياً، بينهم ستون ناشطاً.

على جبهة أخرى، واصلت القوات النظامية مدعومة من laquo;حزب اللهraquo; اللبناني تقدمها في منطقة القلمون الاستراتيجية بعد سيطرتها الإثنين على بلدة معلولا وعدد من التلال المجاورة. ونقل التلفزيون السوري الرسمي أمس عن مصدر عسكري، أن laquo;وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعادت الأمن والاستقرار إلى بلدة عسال الوردraquo; في القلمون الملاصقة لمعلولا والواقعة على بعد 55 كلم شمال دمشق.

وفي نيويورك مهدت فرنسا الطريق في مجلس الأمن أمام طرح مشروع قرارها الذي يدعو الى إحالة الجرائم المرتكبة في سورية على المحكمة الجنائية الدولية ونظمت أمس جلسة خاصة لمناقشة laquo;تقرير سيزارraquo; المعني بالتعذيب والإعدامات في سجون النظام السوري.

وخرج معظم مندوبي الدول الأعضاء من الجلسة ليتحدثوا عن laquo;فظاعة الصور والمعلوماتraquo; بعدما عرضها خبيران من اللجنة التي أعدت التقرير وهما البروفسور دايفد كراين، المدعي الأول السابق في المحكمة الدولية الخاصة بسيراليون، وستيوارت هاميلتون الخبير البريطاني القانوني في الشؤون الطبية.

وشاركت روسيا والصين بمستوى منخفض من خلال إيفاد موظفين من بعثتيهما الى الاجتماع، فيما شارك باقي أعضاء مجلس الأمن على