مكرم محمد أحمد
لا مفر من الاعتراف بأن بشار الاسد نجح فى ازالة التهديدات التى كانت تحاول اسقاط نظام حكمه بعد ان تمكن من إعادة سيطرته على مناطق الغوطة وريف دمشق، وهزيمة قوات المتمردين التى تحولت إلى جيوب صغيرة، وبعد ان نجح فى السيطرة على طريق دمشق إلى الساحل مرورا بمنطقة العلويين قبل الوصول إلى اللاذقية، لكن لا مفر ايضا من الاعتراف بان المقاومة المسلحة المعارضة لبشار الاسد لم تنهر رغم تناقضاتها وخسائرها الضخمة فى الغوطة وريف دمشق، ورغم فشلها الذريع فى الحفاظ على مدينة بيرود التى مكنت بشار الاسد من استرجاع جبل القلمون واغلاق ابواب لبنان امام المتمردين.
ورغم ان نظام بشار الاسد نجح فى حماية امن دمشق وجزء كبير من المناطق الساحلية التى يسكنها العلويون، بسبب الضربات المضادة التى ساعدته عليها قوات حزب الله التى تعمل داخل سوريا، وفرق المتطوعين الشيعة القادمين من العراق، ومجموعات الحرس الثورى الايرانى التى تحارب إلى جوار الجيش السورى النظامي، إلا ان بشار الاسد لا يزال غير قادر على استعادة الكثير من المناطق التى فقدها فى حلب وأدلب شمالا، ولايزال يفتقد القوة البشرية التى يمكن ان تساعده على استعادة باقى الارض السورية، ولا يزال بعيدا عن السيطرة على كامل الدولة وانهاء الحرب الاهلية!..،صحيح انه وعد بتحقيق هذه الاهداف قبل نهاية هذا العام،لكنه لم يحقق بعد نجاحا إستراتيجيا يمكنه من كسر شوكة المعارضة المسلحة، واستعادة السيطرة على كل الارض السورية.
والامر الذى لا شك فيه ان هذا التغيير الذى حدث على ارض الواقع ومكن قوات الاسد من تغيير موازين القوى لصالحه ولو بصورة نسبية، سوف يكون له أثره المهم على عملية التفاوض بين الحكم والمعارضةالتى توقفت بتوقف مؤتمر جنيف الثاني، ما لم تبادر واشنطن بإمداد قوات المعارضة بالمزيد من السلاح، خاصة الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على اكتاف الجنود، التى يمكن ان تشل قدرة الطيران السورى على دك قوات المعارضة بقنابل البراميل المملوءة بالديناميت.