الياس الديري

الجلسة الأولى، أو الجولة الأولى في ملعب الاستحقاق الرئاسي الذي تُفتح أبوابه صباح الأربعاء المقبل، قد تكون أقرب الى التجربة. بل جسّ النبض. جسّ نبض الوضع السياسي والنيابي والشعبي بصورة عامة. وجسّ نبض الفئات المؤثّرة، وذات الدور الفعّال في استحقاق قد تكون له أدوار وأطوار في المتغيرات الجذريّة التي يفتقر إليها هذا اللبنان، الذي خسر كل ما يميّزه .

معظم المرجعيّات والقيادات التي أُتيح لي طرح هذا السؤال الرئاسي عليها الذي يعتقد البعض أنه سيكون الحجر الأول في مدماك إعادة تصويب اتجاه النظام الديموقراطي البرلماني الذي هوى به الانحراف والانزلاق الى قعر الهاوية، معظم هؤلاء لم يبدر منه ما يوحي بانتظار الكثير أو القليل على هذا المستوى وهذا الصعيد، ما دامت العوامل والأسباب السوريّة الإيرانية المحلية، المتمثلة بـquot;حزب اللهquot; واضعة يدها، وباسطة نفوذها على الدولة.


هذا quot;البرودquot; الذي يكمله عدم الاكتراث وعدم بناء قصور من رمال، سيترجم حتماً عدم حماسة لجهة اكتمال النصاب، أو حشد الأعداد الوافية من النواب بما يسهّل، أو يمهّد، لانعقاد الجلسة الأولى في مطلع المهلة التي يتيحها الدستور لانتخاب رئيس جمهورية جديد يخلف الرئيس ميشال سليمان الذي شارف عهده طي جناحيه وطيّ أوراقه، تمهيداً للحظة التسليم والتسلّم.


لا، لم ألمس شيئاً من هذا كله، وممّا كنا نلمسه ونعيشه وننهمك به خلال الانتخابات الرئاسية في العهود الغابرة. العهود الذهبية التي تألّق لبنان على جناحيها بين بدايات الأربعينات ونهاية السبعينات...
أين تلك العجقة السياسية الشعبية الصحافية؟ أين تلك الوفود من المراسلين الأجانب ومندوبي التلفزيونات والاذاعات والمؤسسات الرقابية التي كانت تحرص أن تشهد ما تعتبره من الأحداث الديموقراطية النادرة.


على أن هذا الحال، هذا الواقع الصادم، لم يعد جديداً. لقد ألفه اللبنانيون وقدامى أصدقاء لبنان. وبات الاستحقاق الرئاسي عكس ما كان في الزمان الأول.


فالناس اليوم لا يدرون ما إذا كانت الانتخابات الرئاسية ستتم في موعدها، أم أنها سترجأ الى أجل غير مسمى...
صادفت بعض الأصدقاء ممن يأخذون ويعطون في ملعب الاستحقاق اللامعلّق واللامطلّق ودردشنا في السياق ذاته، والاحتمالات نفسها، والتوقعات إياها. لم أسمع أحدهم يقدّم عرضاً موضوعياً يرجّح كفة إجراء الانتخابات في موعدها. كلهم بَيْن بَيْن.


يقول أحدهم، مثلاً، إن الذين سيلبون دعوة الرئيس نبيه بري سيكون عددهم وافراً، خصوصاً أنها الجلسة الأولى. إلا أن الذين سيساهمون في تطيير النصاب الدستوري quot;سيكون عددهم أوفر.


قد يكون الحق مع رئيس المجلس حين يقول إن يوم الأربعاء سيكون يوم الحشر وكشف النيات. فيما يُرجَّح ان جلسة الأربعاء مناسبة لامتحان توجهات النصاب، لا جلسة لانتخاب رئيس.