أبها: نزار عبد الباقي

شن عدد من قادة الائتلاف السوري المعارض هجوماً عنيفاً على إعلان نظام بشار الأسد فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية غداً، وسط الظروف التي تعيشها سورية حالياً من قتل للشعب بيد جيشه، وتدمير لموارد البلاد ومقدراتها الاقتصادية، مشيرين إلى أنه يبحث عن إكساب نفسه شرعية مفقودة، سحبها منه العالم أجمع عندما لم يجد سبيلاً للبقاء على سدة الحكم غير إبادة شعبه، وقال رئيس المجلس الوطني السوري السابق عبد الباسط سيدا في تصريحات إلى quot;الوطنquot; أمس quot;نظام بشار ومن قبله نظام والده حافظ الأسد لم يكن شرعياً في يوم من الأيام، فالأول أتى باستفتاء أثار سخرية العالم أجمع، عندما اجتمع برلمان الزور لمدة 5 دقائق قام فيها بتعديل الدستور لتخفيض السن المطلوبة لترشح الرئيس من 40 سنة إلى 34 سنة، لهدف واحد وغاية محددة، هي السماح للابن بخلافة والده، وليت ذلك تم عن طريق انتخابات، ولو صورة، لكنه حدث باستفتاء مصنوع بلغت نسبة الموافقة فيه 98%، على غرار كل ديكتاتوريات العالم. أما والده فلم يجد وسيلة يحكم بها بلاده سوى انقلاب عسكري أجلسه بقوة الحديد والنار على صدور أبناء شعبهquot;. وأضاف سيدا quot;ما أعلنه النظام وينوي تنفيذه، رغماً عن إرادة المجتمع الدولي لا يمكن وصفه سوى بأنه quot;صفاقةquot; سياسية، فالأسد ndash; بنص الدستور الذي وضعه بأيديه ndash; لا يحق له الترشح للانتخابات، لأن القانون يمنع ترشح من اقترف جريمة جنائية، وهل هناك في التاريخ من أقدم على اقتراف مثل الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد؟quot;.
أما عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض هيثم المالح فقد سخر من عزم النظام تنظيم انتخابات رئاسية في ظل الظروف الحالية التي تمر بها سورية، قائلاً إن ما ينوي النظام فعله لا يمكن وصفه بأنه انتخابات، فهو مجرد مهزلة تاريخية، وقال في تصريحات إلى quot;الوطنquot; أمس quot;الطريقة التي يفكر بها رأس النظام وعرابه الأوحد بشار الأسد تدل على أنه مجرد معاق فكرياً، فعن أي شرعية يبحث وعن أي انتخابات يتحدث؟ فمعظم السوريين خارج بلادهم، وسورية تكاد تصبح أثراً بعد عين، فالحملة الشيطانية التي شنها النظام لإبادة شعبه أسفرت حتى الآن عن مقتل قرابة 200 ألف مدني، و500 مليون معاق، و10 ملايين نازح ولاجئ، إضافة إلى عشرات الآلاف من المعتقلين في زنازين النظام والمفقودين الذين لا يعرف مصيرهمquot;.


وأضاف quot;ما تشهده سورية في الوقت الحالي لم يحدث له مثيل في تاريخ البشرية، وعدد الضحايا الذين سقطوا جراء حملة الشر - التي تديرها طهران وتستخدم فيها بشار الأسد كمخلب قط وتحركه بالريموت كنترول ndash; لم يسبق أن سقطوا في أي نزاع على مر التاريخ، حتى الهكسوس والتتار لم يفعلوا ما فعله النظام الإجرامي، بل إن الإسرائيليين لم يقتلوا من الفلسطينيين نصف من قتلهم بشار من أبناء شعبه، وبعد كل هذا لا يطرف له جفن ويسعى وراء شرعية لا يمكن أن يحصل عليهاquot;.


ودعا المالح المجتمع الدولي للتدخل وإيقاف هذا quot;العبثquot;، حسب وصفه، مشيراً إلى أن إصرار النظام على إعادة إنتاج نفسه يعني بكل بساطة أن الجهود الماضية التي بذلت لإيجاد حل سلمي للأزمة، والجهود التي تبذل حالياً لإطلاق جولة جديدة من المفاوضات ذهبت أدراج الرياح. قائلاً إن ثورة الشعب السوري ستنتصر في النهاية بفضل التضحيات التي قدمها السوريون والتي لا يزالون يقدمونها، إضافة إلى دعم الدول العربية والغربية.