شملان يوسف العيسى

هناك تباين في السياسات تجاه المقاومة التي يشتكي قادتها من محدودية المساعدات الأمريكية

تولي الولايات المتحدة اهتماما متزايدا بالمشكلة السورية وقد اعلنت امريكا سياسة واضحة بدعمها للمقاومة السورية.. وقد اوضحت صحيفة laquo;نيويورك تايمزraquo; في عددها الصادر يوم الجمعة 11 ابريل الحالي إذ كتب مراسلها في عمان ndash; الاردن تحقيقا عن التعاون الامريكي ndash; الاردني ndash; السعودي في دعم المقاومة، فالاردن رغم امكاناته المالية الضعيفة يستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين وقد وفرت الاردن كل الامكانات لاعانة اللاجئين والمقاومة السورية في نفس الوقت، حيث فتحت المقاومة السورية على الجبهة الجنوبية في حدود الاردن مع سورية، فهناك تنسيق عربي ndash; امريكي في غرفة العمليات في عمان العاصمة ومهمة الفريق هي تسهيل العمليات العسكرية داخل سورية بتوفير المعلومات والمعدات العسكرية المطلوبة والرواتب للمقاتلين وغيرها من الامور اللوجستية.. ورغم كل هذا الدعم الا ان هناك تباين في السياسات تجاه المقاومة السورية التي يشتكي قادتها العسكريون بان المساعدات الامريكية محدودة جدا فهم يتهمون ادارة الرئيس اوباما بالتردد والخوف وتقديم مساعدات محدودة تجعل المقاومة مستمرة لكن دون ان تحقق أي انتصار وقد حدد فريق التنسيق للمقاومة بعض الامكان التي يجوز تدميرها ولا يسمحون لهم بضرب بعض المواقع الاستراتيجية والقصد من ذلك هو استمرار الحرب دون تحقيق أي انتصار ndash; الجنرال أسعد الزعبي وهو طيار هرب من سورية بطائرة للاردن ويقود اليوم العمليات العسكرية في الجنوب، قال ان معظم الدعم الامريكي يذهب للجبهة الشمالية لسورية على الحدود التركية فالجبهة الجوبية عملياتها محدودة وهناك تحكم وتدخل في عمل المقاومة.


محرر الجريدة قابل العشرات من قادة المقاومة في الجبهة الجنوبية حيث اشتكوا من جمود الوضع مع الجبهة الاردنية حيث تتحكم غرفة العمليات في عمان بالوضع حيث توجد اكثر من دولة بالعمليات. بالنسبة للاردن، اهم شيء بالنسبة له هو منع نفوذ القوى الاسلامية المتطرفة تخوفا من انتشارها داخل الاردن لان هناك تخوفاً من تأثير الاوضاع في سورية على الاردن داخليا.. اما الامريكان حسب وجهة نظر المقاومة السورية.. ليس من مهامهم اقصاء الرئيس الاسد.. رسمياً تقدر المساعدات الامريكية للمقاومة بـ260 مليون دولار للاغراض غير العسكرية وتقدم هذه المساعدات للقوى المعتدلة داخل سورية.. اما حجم المساعدات العسكرية فهو غير معلن.. المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض دافع عن اليساسة الامريكية بتأكيده بان هذه السياسة لم تتغير فنحن ندعم المقاومة السورية المعتدلة ونسعى لانهاء الحرب الدموية ومعاناة الشعب السوري.. لاننا لا نعتقد بانه يوجد حل عسكري للازمة وما نحتاج اليه في سورية هو المفاوضات لايجاد حلول سلمية سياسية.. الخارجية الامريكية والاستخبارات CIA ينكرون تدخلهم في سورية مع الجبهة الاردنية.
الخلاف الرئيسي بين المقاومة السورية والولايات المتحدة يتمحور حول طلب المقاومة اسلحة ثقيلة وصواريخ مضادة للطائرات وغيرها من الاسلحة المتقدمة.. كما تشتكي المقاومة من قلة التمويل حيث يتقاضى المقاتل 50 دولارا شهريا وكلهم لديهم عائلات يعيلونها.. تجدر الاشارة هنا ان السعودية تدعم المقاومة ماليا وتطالب بدعم اكثر للمقاومة، هذه الخلافات بين المقاومة والطرف الامريكي والعربي دفعت بعض رجالات المقاومة للانخراط مع القوى الجهادية المتطرفة المدعومة من قوى خارجية تملك الاموال والاسلحة وتعتني بأهالي المقاتلين.


يبدو ان الاوضاع في سورية بدأت تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في الاوضاع بالمنطقة ككل.. فالدول العربية المعتدلة ومنها الاردن والسعودية ومصر ودول الخليج العربي تريد دعم المقاومة السورية لكنها تتخوف من تزايد نفوذ المقامة الاسلامية الجهادية المدعومة من ايران.. ما هي الخيارات المفتوحة امام دول الاعتدال الامريكي غير الاتفاق مع الولايات المتحدة والغرب لايجاد حلول سلمية للقضية السورية.. ترضي كل القوى والقوميات والطوائف في سورية.