تركي عبدالله السديري


لسنا فخورين فقط بوجود تعريفات إيجابية لنا تؤكد نجاحاً اقتصادياً وحضارياً لفئات ليست بالقليلة ممن كانوا بالأمس القريب بقايا عصر بداوة.. فجميل جداً دون شك أن نجد لدينا ما هو مشرف من تطور حضاري واقتصادي لا يتوفّر في أي دولة عربية أخرى.. ببساطة؛ نعرف كيف تغيّرت مستويات التعليم وأساليبه من محدودية معلومات وضآلة مستوى مفاهيم إلى تنوع وتعدد لا يتوفر في أي عاصمة عربية.. ونعرف وجود كفاءة المعيشة بإدراك واقع حقيقة لا يختلف حولها أحد بما يعنيه واقعنا من جدية ارتباط مواطننا في بلده، يضاف إلى ذلك حضور جنسيات أخرى للحصول على فرص عمل.. والسبب في ذلك أن البلاد تتوالى فيها أساليب التوسّع الوظيفي من ناحية والتوسّع المعلوماتي والاقتصادي فيما ينطلق إليه التوسع الوظيفي عبر ازدهار آمن جداً!

نعرف أن هذا الرأي يتواءم مع فئة من المواطنين وليس مع كل المواطنين.. هناك من يأخذ مفاهيم الدين مثلاً ببساطة متناهية عندما يعتقد أن أرقى وصول للتديّن يعني وجوده في تكرار ما لديه من بساطة فهم وتنفيذ، لكنه يقتنع ببساطة مفاهيمه التي يرى بها كفاءة غاياته.. هناك أيضاً من يأخذون التديّن المتشدد والبعيد عن الوعي الحضاري والإسلامي المعروف كما لو كان ذلك يعني تحديد وجود امتيازهم الخاص ويدعمون هذا الامتياز بخصومات يدعونها دينية مع أي فكر موضوعي آخر..

هناك مسار أيضاً لفئة ثانية ذات جهد غير مكلف لإدانة أفكار بعض من هو موضوعي ومتقدم الفكر.. في هذا المجال لا يكون غريباً أن تجد شخصاً متقدم السن لكنه لا يقرأ الكتب وإنما يتناول سماع ما هو متخلّف من أفكار أو يعتقد أنه متجهد آراء، بينما ما يمارسه من إساءة إلى غيره لا يعني طرح فكر أفضل من ذلك الغير..

في كل ذلك هناك حالات تباعد بين بعض فئات مجتمعنا، ولولا جزالة وجود الدولة بصفة عامة وكفاءة قدرة تعددها الأمني لحدث أن تواجدنا في عضوية الخلافات العربية المؤلمة والشاقة.. لكن هذا لم يحدث، ولن يحدث، إذا توفرت عند كل مواطن معلومات ومفاهيم حول كفاءة ما هي عليه الدولة من قدرة مفاهيم ووعي يفترض انتشارها مع زمالة كل فئات المجتمع..

وعندما تنوعت منطلقات الآراء عبر laquo;النتraquo; فذلك لم يعنِ التعدد لجزالة ما يقال بقدر ما هو يعني عند البعض محدودية الوعي ومحدودة قدرات المفاهيم.. نحن شعب لم يبتعد كثيراً عن العشرين مليوناً، لماذا لم نتأمل كيف استطاع صينيون تجاوزوا البليون دون أساس قدرات اقتصادية في الماضي، وكذا الهند التي يموت البعض من مواطنيها كحادث طبيعي بسبب الجوع.. فرق كبير بين ما يزيد على البليون وما يتوقف عند العشرين مليوناً تقريباً.. مما يجعلنا نفترض سهولة التألق لو تواصلت جهود التوعية من ناحية والابتعاد أكثر عن واقع العالم العربي.