محمد الطميحي


أصبحت المعركة مكشوفة في سورية، بما في ذلك الدور المتنامي الذي يلعبه حزب الله اللبناني في الأزمة.

فقبل أيام كشفت وكالة الصحافة الفرنسية معلومات بالغة الأهمية عن مدى تورط الحزب في سورية والذي تجاوز بكثير حماية المراقد الشيعية كما كان يروج لعناصره ومؤيديه في لبنان.

تقول الوكالة نقلا عن مصادر داخل الحزب بأن هناك أكثر من خمسة آلاف عنصر من حزب الله يقاتلون إلى جانب النظام في الأراضي السورية، وأن عملية التجنيد للقتال هناك quot; تبدأ باختيار شبان متدينين تبدأ أعمارهم من 18 عاما quot; وذلك يعني استغلال حزب الله لطائفته من خلال الترويج لحرب دينية مقدسة وقودها الشباب الذي يمكن التأثير عليه وتوجيهه بسهولة فيما يشبه (غسيل دماغ) وهو المنهج ذاته الذي يعتمده تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات المتطرفة في المنطقة.

يتم نقل هؤلاء ndash; كما تكشف الوكالة - إلى معسكرات تابعة للحزب في محافظة البقاع أمام أعين السلطات اللبنانية التي لم تحرك ساكنا لمنع ذلك، وتستمر عمليات التدريب التي تشمل استخدام الأسلحة الخفيفة لفترات تتراوح ما بين أربعين يوما وثلاثة أشهر يتم نقلهم بعدها إلى إيران حيث يتم تدريبهم على استخدام الأسلحة الثقيلة لمدة شهرين يتوجهون بعدها للقتال في سورية.

وبعيدا عن الدور الواضح الذي تلعبه طهران هاهو حزب الله يشن معركة جديدة بالوكالة ولكنه أخطأ هذه المرة عندما غادر قواعده السرية في لبنان وخرج إلى حرب مكشوفة لا يمكنه فيها الاحتماء بالمباني السكنية والمدنيين كما فعل في مواجهاته المشبوهة مع إسرائيل.

صحيح بأن سورية أصبحت ساحة تصفية حسابات وحرب مصالح وبالتالي قد يبرر البعض للحزب تدخله لصالح النظام الذي يعني انهيار حزب الله وحلفائه في لبنان، ولكن كيف سيبرر الحزب ذلك للمتعاطفين معه بعد أن استخدم سلاح المقاومة المزعوم لحماية نظام الأسد الذي ظل حارسا لعقود على حدود المحتل في الجولان؟

لنتحدث بصراحة فقد بلغت الأمور حدا لا يمكن معه السكوت عن الأدوار الخبيثة التي تلعبها إيران وحليفها حزب الله في لبنان، وسورية، والبحرين، واليمن وفي مناطق أخرى من عالمنا العربي، وقد آن الأوان لكسر شوكة إيران من خلال توفير الدعم الحقيقي للجيش الحر الذي أصبح مقاتلوه يشنون حربا ضد الأسد والإرهاب المتمثل في داعش وأيضا ضد المد الفارسي المتمثل في إيران وحليفها نصر الله.

إن دعم المعارضة السورية وقواتها لم يعد دعما لثورة الشعب السوري فقط، بل حماية لأمننا ومصالح شعوبنا العربية المشتركة التي تقف الآن على مفترق طرق لابد فيها من اختيار مواجهة تلك التحديات بحزم وجدية وبمبادرة جماعية لا تعتمد على التدخل الدولي المكبل بأزماته ومصالحه الخاصة.

وبما أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يرى فيما يجري في سورية معركة بقاء أو موت فلتكن كذلك، حتى تفتح هزيمة النظام وحلفائه في سورية المجال لمقاومة (عربية) حقيقية بعيدا عن الحزب الذي بات واضحا الهدف الحقيقي من وجوده و(العمائم السوداء) التي تحركه بعيدا عن الحدود الإسرائيلية.