حملة التحريض التي خرج بها رأس تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، قبل أيام، ودعوته لقتال الجيش والشعب المصري، لا يمكن تفسيرها خارج إطار quot;الإرهابquot; الدولي الذي يُمارس بحق الشارع المصري. الرجل بات يؤدي ذات الدور الذي تكفلت به وبـquot;الخفيةquot;، جماعة quot;الإخوان المسلمونquot; إبان حكمها مصر، حتى وإن أظهرت عكس ذلك من حيث مواجهة ما يُسمى بـquot;الإرهابquot;، وهي تدعمه في ذات الوقت من وراء ستار.
تبادل أدوار quot;الإرهابquot; هذا يُدلل بشكل قاطع، على أن حالة الإفلاس التي بات يعيشها المنتمون لجماعة quot;الإخوان المسلمونquot; في طريقها للاتساع، وباتت بحاجة إلى مساندة خارجية، تبرع بتقديمها ابن الجماعة، وخريج رحم أفكار quot;سيد قطبquot;، quot;أيمن الظواهريquot;.


مُباركة الرجل ـ أي الظواهري ـ لقتل أبناء الجيش والشعب المصري لم يخرج اعتباطا، في هذا التوقيت تحديدا. هي محاولة بكل المقاييس لخلق حالة إحباط عامة في الشارع المصري، الذي يقف على أعتاب انتخابات رئاسية، quot;أُستشعرquot; سلفا من سيكون بطلها، وجاء على ذكره الظواهري بشكل مبطن، حين وصف الحالة السياسية المصرية وربطها بما يعدّه quot;علمانيةquot;.. quot;تآمريةquot;، وانقلب فيها بالمناسبة على quot;حزب النورquot; الذي قارب سياسيا وليس فكريا، جماعة quot;الإخوان المسلمونquot; في مصر، إلى أن اتضحت له حقيقة المشروع السياسي للإخوان، القائم على الإقصاء والتفكير والإرهاب.
وفي حالة أخرى، المراوغة التي لجأ إليها الظواهري في كلمته أول من أمس، حين عرج في حديثه على quot;حزب الله اللبنانيquot;، ودعوته لقتاله، ليست أكثر من مناورة لحشد أكبر قدر من التأييد المتضائل في الأساس بالحالة الشعبية العربية العامة للتنظيم، لا سيما وأن الحزب اللبناني وضع quot;سكيناquot; على رقبته حين زج بكل ثقله في الحرب السورية، وأسهم في سفك دم الشعب السوري. هنا مناورة لن تنطلي لا على المصريين، ولا على الرأي العام العربي.
محاولة تصوير الظواهري عدم قدرة العالم بأسره على كسر شوكة تنظيم القاعدة، دعوة مبطنة لتأييد quot;الإرهابquot; الحاصل في مصر. الهدف منها في الأول والأخير، اتساع رقعة العنف، في بلد لا يجد انتماء من قبل quot;الجماعةquot;، ووجهها الآخر، quot;تنظيم القاعدةquot;. الأمر لا يتجاوز كونه ثنيٌ للمصريين عن قيادة بلادهم إلى بر الأمان. وهذا لن يتحقق.