الدوحة - محمد المكي أحمد


شدد وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو على سعي بلاده إلى تعزيز التعاون بين دول المغرب العربي لضبط الحدود ومكافحة الإرهاب. وقال إن بلاده ستوقع قريباً مذكرة تفاهم مع الجانب الليبي، لضبط المعابر والحدود وحل مشاكل أمنية عالقة، من بينها التبادل السريع للمعلومات.

وأكد الوزير التونسي، في حديث إلى laquo;الحياةraquo; في الدوحة، وجود laquo;مطلوبين لتونس في ليبيا ومطلوبين لليبيا في تونسraquo;، كما أشار إلى laquo;تدفق أسلحة على الحدودraquo; بين البلدين.

ورداً على سؤال عن العلاقات بين بلاده ودول الخليج، قال بن جدو: laquo;إن تونس دولة صغيرة، ليس لها حسابات خارجية، بالتالي تود أن تكون لها علاقات طيبة مع الجميعraquo;. وأضاف: laquo;علاقاتنا عادية وطيبة مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، ومميزة مع قطر التي مدت لنا يد المساعدة منذ قيام الثورة التونسية، وأعانتنا على كل الصعدraquo;. وزاد: laquo;أسقطنا من حساباتنا أمر إيواء الرئيس السابق المخلوع زين العابدين بن علي، هذا أمر لم يعد يهمنا، ولا نرتب عليه أي أثرraquo;.

وعن تأثيرات التدهور الأمني في ليبيا على تونس، لفت إلى laquo;تدفق أسلحة عبر الحدود الليبية - التونسية، ووجود تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي في البلدين حيث يقيم معسكرات مشتركةraquo;. وكشف أن تونس laquo;تؤوي قرابة مليوني ليبي، مقيمين فيها بصفة دائمةraquo;.

وقال إن السلطات التونسية تبذل جهوداً لإطلاق ديبلوماسييها المخطوفين في ليبيا، laquo;لكن ليس هناك جهة واحدة يمكن مخاطبتها في هذا الشأن، ولا (دولة) تسيطر على كامل ترابهاraquo;، وشدد على رفض بلاده التعامل مع laquo;أي ابتزازraquo; في هذه القضية.

ودعا الوزير التونسي إلى تنسيق بين دول المغرب العربي لمكافحة الإرهاب الذي laquo;لا وطن له، ولا حدودraquo;. وقال إن كل دول المغرب العربي معنية بمكافحة الإرهابيين الذين laquo;ينشرون ثقافة الموتraquo;، وشدد في هذا المجال على laquo;تبادل المعلومات وإحكام ضبط الحدودraquo;، مشيراً إلى لقاءات عدة مع الجزائر والمغرب للتنسيق في مكافحة الإرهاب والجريمة والتهريب الذي اعتبره رديفاً للإرهاب، مؤكداً وجود laquo;تعاون بين الإرهابيين والمهربينraquo;.

وأعلن بن جدو أنه سيزور المغرب قريباً برفقة مسؤولين أمنيين، لبحث سبل التنسيق، فيما يوجد تعاون وثيق مع الجزائر في هذا الشأن. ورأى أن laquo;ضربات الإرهاب موجعة ومشوشة، خصوصاً في الفترة الانتقاليةraquo; كالتي مرت بها بلاده. وأشار إلى laquo;مقاربة شاملةraquo; وضعتها تونس لمواجهة الإرهاب laquo;تتجاوز التدابير الأمنية إلى حزمة إجراءات سريعة ومتوسطة، أو بعيدة المدى تشترك فيها جهات عدةraquo;.

وكشف أن تونس ستطلق laquo;حملة خلال الأيام المقبلة، لدهم بؤر إجرامية في الجبال، وستشن حملات على مناطق حدوديةraquo;. وأكد أن التوافق بين القوى السياسية التونسية في إقرار الدستور، laquo;خطوة كبيرة أخرجت تونس من عنق الزجاجةraquo;، ولفت إلى عزم الحكومة التونسية على حل مشكلات اقتصادية وأمنية بمساعدة الدول الصديقة والشقيقة.