مكرم محمد أحمد
رغم امتناع واشنطن عن إعطاء فيزا دخول لسفير إيران الجديد فى الامم المتحدة لانه شارك فى عملية حصار السفارة الأميركية فى طهران خلال تسعينيات القرن الماضي!
ورغم الدور الفاعل الذى يقوم به الحرس الثورى الايرانى وحزب الله فى إنقاذ حكم الرئيس السورى بشار الاسد، تلتزم طهران بالحفاظ على تنفيذ الاتفاقية المرحلية للملف النووى الايرانى على نحو صارم، ويكاد يكون التزامها خطا استراتيجيا تصر إيران على إنجاحه، يحظى بمساندة المرشد الاعلى على خامنئي، وتحاول جماعة المحافظين التكيف معه على مضض، كما يسانده غالبية الشعب الايرانى الذى يأمل فى تحسين أحواله الاقتصادية، إذا ما تم تخفيف العقوبات الاقتصادية التى ارهقت إيران وكبدت شعبها خسائر فادحة، وقبل يومين وافقت واشنطن على الافراج عن 450مليون دولار من أرصدة إيران المجمدة التى يتجاوز حجمها 4 بلايين دولار ثمنا لصفقات بترول إيرانى لم يتم سدادها، فى الوقت الذى اعلنت فيه الوكالة الدولية للطاقة النووية ان إيران تلتزم بتنفيذ التزاماتها بدقة بالغة، وانها انتهت من خفض تخصيب ثلاثة ارباع مخزونها من اليورانيوم عال التخصيب إلى حدود 20 درجة (420 رطلا تصلح لصنع قنبلة نووية واحدة)، وتحويله إلى يورانيوم منخفض التخصيب فى حدود 5% يصلح فقط للاستخدام كوقود نووي.
والواضح من تقريرالوكالة الدولية للطاقة، أن إيران التزمت بالفعل تجميد عدد من انشطتها النووية التى تتعلق بزيادة تخصيب اليورانيوم، وتسمح للمفتشين الدوليين بمراقبة كافة أنشطتها النووية دون اى إعتراض،وان لديها الارادة السياسية للمضى قدما فى انجاز اتفاق شامل ونهائي، ينهى كل ازمة الملف النووى الايراني، ويعطى لطهران حقها فى تخصيب اليورانيوم إلى حدود 5% مع قبولها كل صورالتفتيش الدولى المفاجئ لكافة المنشآت بما فى ذلك قصور الحكم ومعسكرات الجيش، وبرغم الميل المتزايد لادارة اوباما للموافقة على حق طهران فى تخصيب اليورانيوم ولوبنسبة ضعيفة وكميات محدودة، إلا ان إسرائيل تصرعلى تدمير كافة منشآت طهران النووية الامرالذى يعنى حربا ضروس جديدة فى الشرق الاوسط يرفضها اوباما والعالم اجمع.