سركيس نعوم

قال الباحث المهم نفسه في مركز أبحاث أميركي عريق، والعضو السابق في أكثر من فريق رسمي حاكم، عن السعودية ايضاً: quot;من أكثر الأمور خطورة أيضاً أن لا تطمئن أميركا السعودية، وأن لا تعمل مع أمرائها وخصوصاً الجدد منهم أي الشباب من أجل ذلك. ما عرفته أن الملك عبدالله، وبعدما لم يسمع من أوباما ما كان يريد سماعه، أو يتوقع سماعه أصبح كأنه غير معني (Detached) كما قيل لك تماماً. على كل الملك عمره الآن كما قلت لك 92 سنة. وعادة أي شخص في هذا العمر لا يستطيع العمل كثيراً إذا كان في صحة جيدة، فكيف إذا كان يعاني مشكلات صحية. وولي العهد مريض بدوره. وتعيين الامير مقرن كولي لولي العهد هو خيار جيد. وكذلك الأمير محمد بن نايف وغيره جيدونquot;.

انتقلنا بعد ذلك إلى الحديث عن إيران والمفاوضات الدائرة بينها وبين المجموعة الدولية 5+1 فقال: quot;لدي شعور أن اتفاق المجموعة التي ذكرت مع إيران سيتم التوصل إليه. وأنا لست ضد ذلك حقيقة. لكن هذا الأمر لا يعني التراخي وعدم ممارسة ضغط على إيران كي تعدِّل سياساتها الاقليمية المزعجة والمهدِّدة لحلفاء أميركا في المنطقة بل لها أيضاً، وربما سياسات بعض الجهات المتشددة داخل النظام الإيراني. إذا لم تُمارس بعد الإتفاق ضغوط على إيران من أجل ذلك فستعتقد أنها رتبت أحوالها مع المجتمع الدولي، وارتاحت من العقوبات، وصارت قادرة على ممارسة سياستها واستراتيجيتها الاساسيتين من دون أي تعديل فيهما، وعلى متابعة تنفيذ quot;أجندتهاquot; الاقليميةquot;. علّقتُ: هذا صحيح، لكن الضغط يجب أن يكون مدروساً ومعبّراً كي يدفع إيران إلى التجاوب والتعاون لايجاد الحلول وليس كي يقنعها بأن محاولة كسرها لا تزال مستمرة، وتالياً بأن عليها الاستمرار في مناهضة الغرب ومناكفته وفي العداء لزعيمته أميركا. هذا أمر يُبقي الحروب مشتعلة في المنطقة وخصوصاً في سوريا التي قد تنتقل حربها إلى لبنان. علماً أن لا أحد يعرف ماذا يمكن أن يحصل في مناطق أخرى أيضاً مثل البحرين وحتى العربية السعودية. ردّ: quot;كان هناك رأي عند بعض السعوديين بالافتراق عن الرئيس أوباما وبالتوجه إلى الكونغرس. لكنني نصحت هؤلاء بأن لا يقدموا على هذه الخطوة لأن السلطة التنفيذية في أميركا هي في يد رئيس الجمهورية لا الكونغرس. ولفتُّهم إلى أنهم في حاجة إلى وقت طويل جداً كي يصبحوا نافذين في الكونغرس مثل إسرائيلquot;. علّقتُ: علماً أن إسرائيل قد تجعل السعودية تدفع ثمناً باهظاً جداً في مقابل مساعدتها إياها على جعل الكونغرس يعمل لمصلحتها. هذا إذا قبلت المملكة أن يطلب منها ذلك. علماً أنها تفيد كثيراً في هذا الموضوع لأن نفوذها في هذه المؤسسة واسع.


ماذا في جعبة باحث حالي ومسؤول سابق في quot;إدارةquot; أميركية مهمة وصاحب خبرة شرق أوسطية واسعة؟
سألته في بداية اللقاء، باعتبار أن خبرته تشمل لبنان وسوريا، عن مهمة ترسيم الحدود البحرية للنفط والغاز في لبنان التي كان مكلفاً بها السفير فريدريك هوف قبل تركه الإدارة والعودة إلى القطاع الخاص. أجاب: quot;اكتشف هوف أن وزير الطاقة في حينه جبران باسيل رجل جدّي أعدَّ ملفه النفطي والغازي بكفاءة. وشعر بالإنزعاج والمرارة بعد النشاط الكبير الذي بذله في هذا الملف من تقرير أرسلته بعثة لبنان الديبلوماسية في واشنطن إلى مرجع كبير غير رئيس الجمهورية يفيد أنه صُرِف من الخارجية ولم يتركها من تلقاء نفسه. وشعر بالإنزعاج أيضاً لأن الوزارة قد تكون سحبت من التداول مشروعه أو بالأحرى اقتراحاته لحل مشكلة الحدود البحرية النفطية والغازية للبنان (أي بينه وبين إسرائيل). ولا يعرف إذا كانت تراجعت عنهاquot;. واضاف: quot;توصل هوف إلى حلٍّ يقضي بتقسيم المنطقة البحرية المتنازع عليها، وتبلغ مساحتها 850 كيلومتراً مربعاً، منطقتين واحدة للبنان مساحتها 55 في المئة وأخرى لإسرائيل مساحتها 45 في المئة. وفي محاولة لإقناع الإسرائيليين بذلك قال لهم لنفترض أنكم كندا وأن لبنان أميركا أو العكس، أو انتم أميركا من جهة ولبنان المكسيك من جهة ثانية. كانت لأميركا دائماً مشكلات من هذا النوع مع جيرانها. وقد اعتمدنا لحلها صيغة بسيطة تقضي بتقسيم المسافة من الجهتين أحداهما باتجاه الآخرى، فنصل إلى نقطة الوسط ونضع الحدود. اعترض الإسرائيليون على ذلك في البداية ولكنهم وافقوا لاحقاً. وقد أرسل الموافقة إلى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون نظيرها الإسرائيلي افيغدور ليبرمانquot;.
ماذا كان موقف لبنان؟