طارق مصاروة

قبل وحدة المنظمات الفلسطينية. وقبل اتفاقات القاهرة والدوحة. قبل الوزارات والانتخابات. وقبل مهرجانات الفرح في مخيم الشاطئ! فهناك حتمية أساس يجب توفيرها هي: امتلاك الإرادة الوطنية الفلسطينية. وحرية القرار الفلسطيني. ودون ذلك نعود الى الولاءات الخارجية!!. ولاء لسوريا الأسد. وولاء لاخوان مصر، وولاء لطهران. وولاء للوهم الأميركي الأوروبي!


المهم امتلاك الإرادة الوطنية. أما وحدة التنظيمات فأداة لتحقيق الأهداف.. ولا يصح اعتبار التنظيم صنماً نعبده!


لقد واجه النضال التحرري الفلسطيني، منذ بداية المؤامرة الكبرى، قضية تشتت الإرادة الوطنية. وتوزع الولاءات الوطنية بين قوى عربية لم تكن تملك حريتها بعد، وقوى دولية كانت تتاجر بالقضايا الجزئية في حروبها: الحرب الكونية الأولى، والثانية.. والحرب الباردة بعد ذلك!


ومع الأسف لم يتعلم الفلسطينيون من كوارثهم الواحدة بعد الأخرى حتى احتلال الوطن.. كل الوطن!
ومع ذلك ففتح وحماس وبقية التنظيمات لن تبدأ من الصفر إذا وصل الجميع إلى القناعة بامتلاك الإرادة الوطنية. وحرية القرار الفلسطيني. فمنظمة التحرير كيان نضالي اعترفت فيه كل أمم الأرض ما عدا إسرائيل ومايكرونيزيا. وقد بقيت تنظيمات خارج المنظمة. وكانت تطرح نفسها بديلاً لها وكانت تجلس على شجرة الأكثرية في المجلس التشريعي، وهي تعرف أن المنظمة وحدها هي الوعاء الذي يتسع لفلسطيني الشتات، وهم نصف الفلسطينيين أو يزيد. وهؤلاء يجب حشدهم وإعدادهم ليواجهوا الصهيونية العالمية أولاً، وليكسبوا الشعوب التي يعيشون بين ظهرانيها.


السيناريو الذي تشارك به فتح وحماس والجهاد والبقية يتلخص في وحدة العمل الوطني وذلك:
- بإعطاء محمود عباس فرصة تشكيل حكومة حيادية تشرف على الانتخابات التشريعية في الضفة وغزة والقدس - إن أمكن -.


- بإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تشمل الجميع، ويشارك الجميع في مجلسها الوطني، ولجنتها التنفيذية، وكافة اطاراتها الأخرى. ولا نظن ان من الصعب إجراء انتخابات في الدول العربية التي يعيش فيها لاجئون فلسطينيون للمجلس الوطني الفلسطيني!
أما التفاوض، واشكال التفاوض، وجدوى التفاوض وعدم جدواه، فهذا تقرره المؤسسة النضالية، فالتفاوض ليس خيانة طالما أن الجزائريين فاوضوا وطالما أن عبدالناصر فاوض من أجل جلاء القوات البريطانية من القنال. وطالما ان ثوار فيتنام فاوضوا. لكن الفرق هو حجم القوى المتفاوضة وقوتها، وحدود مطالبها.


ليس المهم ان يبدأ الفلسطينيون بهذه اللعبة اللئيمة التي صنعتها واشنطن لضرب حلم الدولة الحرّة المستقلة على أرض فلسطين. فلنترك الموضوع ريثما تتكامل مؤسسات منظمة التحرير المنتخبة ولا نقول المجلس الوزاري التشريعي للسلطة الوطنية. فهذه الصيغة، بحد ذاتها، لم تعد في مستوى وحدة النضال الفلسطيني.
نعود إلى منظمة التحرير أولاً..