حسن علي كرم

تحركت الكويت على الصعيد الانساني لنجدة اهل العراق الذين تقطعت بهم السبل والذين هربوا من جحيم التكفيريين الداعشيين والبعثيين العتاة المجرمين من بيوتهم الآمنة الى حيث المهاجر والمآوي الآمنة لدى الاكراد. والكويت كعادتها في الملمات والمآزق والازمات الانسانية لا تفرق بين انسان وآخر في دينه ومذهبه ولونه ولغته. فالانسانية هي المعيار الذي تتخذه الدولة الكويتية على اساس الاخوة في الانسانية.


غير ان هذه اللغة او اللفتة الانسانية ليت القلة يفهمونها والتي دأبت على التمزيق والتفريق بين انسان وانسان وبين دين ودين ومذهب ومذهب ولغة ولغة تدعو الى شق الصفوف وبث الكراهية والتفريق بين ابناء الوطن الواحد. متناسين المحنة التي مررنا بها والتي لولا الله اولا ولولا المحبون للسلام لكنا لاجئين في البلدان او خاضعين لحكم البعث الجائر..


وليد الطبطبائي ومعه رهط من الغلاة المتعصبين يعلنون ولادة لجنة كويتية (؟؟؟؟) لدعم الثورة العراقية..!!


وليد الطبطبائي ورهطه هم من تقدموا الصفوف مبشرين بانتصار الثورة السورية في ايام معدودات وها هي الازمة السورية تدخل عامها الرابع فلا الثورة انتصرت ولا النظام قد سقط. ولكن الذي ولى هم الرهط الذين تحمسوا للثورة السورية وقدموا ما قدموا من اموال ودعم لوجستي هم اليوم بعد يأسٍ واحباط قبعوا في منازلهم خائبين..!!


لكن ابوطبيع ما يجوز من طبعه. فلم يعتبروا من الثورة السورية التي ارادوها ان تكون على قياس معين الا انها تمددت وساحت حتى لم تعد ثمة تسمية تناسبها اهي ثورة ام ازمة ام حرب اهلية ام..ام..؟!! فالسوريون الذين تهجروا في المهاجر ويجترعون كؤوس الضنى والمر، ووليد ومن لف لفه ينامون على فرش الحرير ويتبغددون بنعيم الدنيا وما وفرت لهم الدولة الكويتية من راتب مجزٍ وامن محسودين عليه..!!
يتحدثون عن ثورة في العراق ويهبون لعون هذه الثورة وتقديم الدعم المالي للثوار. ثم يحذرون من نوايا «داعش» واهدافه.. وداعش لمن فاتهم قد هددوا وليد الطبطبائي بتقديم رأسه قربانا للثورة العراقية المزعومة، والثورة القادمة حجافلها اللامباركة والمجرمة الى الكويت هذا البلد المبارك والآمن والمسالم..!!


ووليد الطبطبائي يتحدث عن اي ثورة؟ هل يتحدث عن ثورة سنية ام ثورة عشائرية ام ثورة يقودها فلول البعثيين الصداميين وجماعة عزت الدوري واشبال صدام؟!!
عن اي ثورة يتحدثون وهي مؤامرة دبرت في ليل وغزوة داعشية وفروا لها كل اسباب الدخول؟!!


هل هي ثورة يراد لها تقسيم العراق الى دويلات طائفية. هذا ما تريدون؟ ام هي ثورة لاصلاح ما افسده السياسيون ام تراجع عن النظام الديموقراطي الذي انبزغ نوره على العراق الجديد بعد سنوات من الظلام والقهر والضيم والاستبداد.
وهل اذا قسم العراق الى دويلات سيأخذ السنة حقهم وتتراجع بقية الطوائف عن حقوقهم؟ وهل اذا قسم العراق الى دويلات ألن يتمدد وباء التقسيم الى بقية البلدان المجاورة؟ ولا سيما ان سورية مهددة بالتقسيم الى دويلات وقد ينسحب هذا على لبنان وتركيا وايران ومصر وتقسيم السودان ليس ببعيد. وهل تبقى بلدان الخليج العربية آمنة..؟!!


ما يحدث في العراق ليس ثورة بل هي مؤامرة وشرذمة من المجرمين والخارجين على القانون والظلاميين والتكفيريين والبعثيين يعيثون فسادا وقتلا وتشريدا بأناس عزل ابرياء فلو كانت ثورة اصلاحية كما يزعمون لامن الناس على انفسهم ولما هربوا وتركوا منازلهم.. لو كانت ثورة ليستعيد اهل السنة حقوقهم المسلوبة منهم لما احتاج الامر الى حمل السلاح والقتل على الهوية وتشريد الآمنين وغالبيتهم من المناطق السنية ومن اهل السنة.
لا تخدعوا انفسكم ولا تخدعوا الناس. ولا تعزفوا على وتر الطائفية النشاز. فكل ذلك لا ينفع. وقد بات مكشوفا ومفضوحا.


ان يتحرك وليد الطبطبائي ورهطه ويتنادوا لجمع المال لمن يسمونهم ثوار العراق فذلك تعبير لما في نفوسهم من تعصب طائفي وعزل للآخر. ولكن ما بال حكومتنا وقد تجاهلت امر الذين يقومون بعمل عدائي وغير قانوني تجاه الشعب العراقي وتجاه حكومته التي تربطنا بهم الجيرة وحسن العلاقة..!!


فيا حكومتنا هل أنت نائمة والا ما خذك الصيام..؟!!
&