عمـاد عريـان

&

&

&

يبدو أن الأطراف المتصارعة فى سوريا وبلاد الرافدين وبعض القوى الإقليمية الأخرى قررت الاندفاع نحوأضخم عملية انتحارفى الشرق الأوسط,


فالمشهد الراهن يؤكد أن المنطقة غارقة فى مستنقع صراعات طائفية قد يحرق أصابع الجميع ويقود المنطقة إلى سلسلة من الحروب الإقليمية والأهلية تأكل الأخضرواليابس, فالقنبلة الطائفية التى توشك على الانفجارالمخيف انطلاقا من أرض العراق هى الأخطرعلى الإطلاق فى تاريخ المنطقة خاصة بعدما تشعبت فى صورمذهبية وعشائرية وسياسية معقدة الأوجه لدرجة نراها أحيانا مستعصية على الفهم ويصعب تطويعها داخل دائرة المنطق,وأغلب الظن أن الأطراف الشيطانية الخارجية وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل نجحت فى تمهيد الأرضية أمام توريط أطراف إقليمية لاستنزاف قدراتها إلى أقصى حد وربما تدميرها من الداخل بعوامل ذاتية دون أن تضطرتلك القوى الشيطانية إلى إطلاق طلقة واحدة أوإرسال جندى واحد من قواتها,وليس خافيا أن الأطراف المستهدفة هى السعودية وإيران وربما مصر,أما ملعب التدميرالشامل فيضم العراق وسوريا وربما لبنان.


والمؤسف فى الأمرأن الأطراف المعنية فى المنطقة تدرك تماما خطورة الموقف ولكن يبدوأنها جميعا وفى ما يشبه الإتفاق غيرالمكتوب قررت أن تخوض غمارالتصعيد بدلا من التهدئة ومحاولة إيجاد حلول عملية تطفئ النيران المتصاعدة,وقد ساهمت عدة تطورات متسارعة فى الأيام القليلة الماضية فى رسم صورة هذا المشهد المخيف وفرضت هذا الحديث المتشائم,وكان أولها إعلان تنظيم”داعش”عن قيام الخلافة الإسلامية وتنصيب زعيمه أبوبكرالبغدادى خليفة للمسلمين, وهوتطور فى غاية الخطورة خاصة إذا تأملنا «بيان تنصيب الخليفة» الذى يدعو المسلمين من جميع أصقاع الأرض للحضورإلى مقرالخلافة دفاعا عن الدولة الجديدة وهذه أفكار كثيرا ما تجد استحسانا فى نفوس بعض الشباب المندفعين لنصبح بذلك بصدد ظهورأجيال جديدة من المتطرفين,وفى المقابل خرج محسن رضائى أمين مجلس مصلحة تشخيص النظام فى إيران بتصريحات خطيرة حذرفيها الإيرانيين من أنهم على أعتاب عاشوراء وكربلاء جديدة وعليهم الاستعداد للزحف إذا طلب منهم القائد ذلك, أضف إلى هذا أن الجيش الإيرانى ومقاتلاته وقادته يخوضون حاليا معركة نورى المالكى تحت مظلة طائفية خالصة تؤكد أن كل الأطراف مندفعة نحو جحيم حقيقى بالمنطقة.
&