مطلق الصواريخ من «الجماعة الإسلامية» وتعاون مع «الجهاد الإسلامي» وتحريات عن جهة أصولية

شكّل «الخليط» الذي كُشف انه يقف وراء اطلاق الصواريخ يوم الجمعة على شمال اسرائيل إشارة مقلقة الى حجم تداخُل «خطوط النار» في لبنان الذي عاش محاولة لوضعه في «عين» الحرب الاسرائيلية المتدحرجة على غزة، هو الذي تصيبه تشظيات الواقع المتفجّر في سورية قبل ان يجد نفسه على تماس مع الأزمة العراقيّة وتمدُّد «الدولة الاسلامية».

واعتُبر كشْف المتورطين في اطلاق الصواريخ من الجنوب (أعقبته اسرائيل بقصف موْضعي لخراج بلدة كفرشوبا اللبنانية) وتوقيف اثنين منهما، إنجازاً للأجهزة الامنية التي رفعت منسوب استنفارها في الفترة الاخيرة تحسباً لمحاولة توريط لبنان في الحرب على غزة، وشكّل ايضاً سابقة اذ ان ظاهرة قصف الدولة العبرية بـ «الكاتيوشا» في الاعوام الاخيرة احيلت في كل مرة «على مجهول»، كما جاء ليعكس ان الوضع جنوباً تحت السيطرة رغم الخرق الذي حصل.

وجاء توقيف أحد مطلقي الصواريخ حسين عزت عطوي، وهو من «الجماعة الاسلامية»، في المستشفى الذي نُقل اليه بعد اصابته بجروح نتيجة خطأ حصل خلال عملية الإطلاق، ثم الاعتراف بان له شريكين لا يعرف اسميهما من «الجهاد الاسلامي» وترجيح ان تنسيقاً حصل في العملية مع جهة اصولية في مخيم عين الحلوة، ليؤشر الى التشابُك بين مشاعر الغضب حيال ما يجري ضد غزة وبين تداعيات الأزمة السورية وسط مخاوف من ان تكون مجموعات تسعى لاستدراج اسرائيل لضرب «حزب الله» في محاولة لجرّه الى الانسحاب من سورية.

وفي الوقائع المتصلة بالموقوف حسين عطوي الذي القي القبض عليه بعد توقيف سمير حسين ابو قيس (من الهبارية ايضاً) فكشفت تقارير انه يحمل شهادة دكتوراة في الشريعة الاسلامية وهو شيخ وخطيب ولم يعرف عنه انه من المتشددين، وكان لا يلتقي مع «حزب الله» وسياساته وخصوصاً في الاعوام الاخيرة بعد وقوف الحزب الى جانب النظام السوري.

وحسب التقارير، تبين ان عطوي غير متمرس في اطلاق الصواريخ التي ظهر انها حديثة، وانه تعاون في العملية مع فلسطينييْن لم يتم التثبت من اسميهما، وان التحضير لهذه العملية جرى بالتنسيق والتعاون مع احدى الجهات الاسلامية المتشددة، ويرجح حتى الان انها تنشط في مخيم عين الحلوة.
وفيما تأكد ان عطوي من كوادر «الجماعة الاسلامية» وانه أطلق الصواريخ تضامناً مع غزة، فان «الجماعة» اكدت انها لا تقف كقيادة خلف العملية، مشيرة في الوقت نفسه الى ان عطوي «مقاوم شريف»، فيما اتهمت اوساطها الموقوف الثاني ابو قيس بـ انه «عميل اسرائيلي، وسبق ان خدم في صفوف ميليشيا انطوان لحد وهو الذي كشف العملية».

وتضامناً مع عطوي، وهو شقيق امام مسجد صلاح الدين في الهبارية، نفذ اهالي البلدة وعدد من مشايخ البقاع الغربي وراشيا اعتصاما امام مستشفى المنارة (البقاع) حيث يرقد الاول وسط معلومات عن ان اصابته لا تدعو للقلق وانه خضع لعملية جراحية.

في موازاة ذلك، شهدت الحدود اللبنانية - الاسرائيلية هدوءاً وسط دوريات مكثفة نفذها الجيش الاسرائيلي على طول الخط الحدودي الممتد من محور الغجر وحتى مرتفعات شبعا المحتلة سبقها تركيز كمائن عدة في محاذاة السياج الحدودي الشائك في المنطقة الواقعة بين موقع رويسات السماقة ومرتفعات جبل سدانة المحتلة. كما عزز الجيش الاسرائيلي موقع العباسية المواجه لمحور الماري والنقطة التي كانت مسرحا لإطلاق صواريخ الكاتيوشا.

وكان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام واكب «الهبة الساخنة» جنوباً بإجراء اتصالات مع ممثلي الدول الكبرى في بيروت لدرء انعكاسات ما يجري في غزة عن لبنان، مشددا على «ان ما جرى في الجنوب ليست الدولة مسؤولة عنه كما انه ليس للمقاومة علاقة بما جرى»، مؤكداً «التزام لبنان القرار 1701».

&