&إعداد: عمر عدس وصباح كنعان

على الرغم من أن تركيا تراجعت عن تصريحات مسؤوليها التي أعلنوا فيها دعمهم استقلال إقليم كردستان العراقي، فإن مجموعة من الظروف الانتخابية، والسياسية والاقتصادية، إضافة إلى تصريحات المسؤولين الأتراك والأكراد، تشكك في التراجع .
ذكرت شبكة روداو الإعلامية الكردية، (6-7-2014)، أن مسعود البرزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، قال في مقابلة صحفية، إن من غير المتوقع، أن تعارض الولايات المتحدة وتركيا إعلان دولة كردية مستقلة، وقال البرزاني مستبِقاً ردّ فعل واشنطن وأنقرة، لصحيفة "دي فيلت" الألمانية، "لا أتوقع مساعدة فعالة أو مقاومة فعالة" .
وفي هذه الأثناء صدرت إشارات مختلطة عن تركيا، أقرب الشركاء الإقليميين لحكومة إقليم كردستان، ولكنها الدولة التي ظلت معادية تقليدياً لأي تحرك باتجاه الاستقلال الكردي، الذي قد يشجع جاليتها الكردية .
وفي موقع مؤسسة بلومبيرغ الإعلامية الأمريكية على الإنترنت، (1-7-2014)، يربط مارك تشامبيون، بين طموحات رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان إلى الرئاسة، واحتياجه إلى تأييد الأكراد له في هذا المسعى، وبين دعم تركيا لفكرة الاستقلال الكردي .


يقول الكاتب: إن رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، اختار أن يعلن خطط استفتاء على الاستقلال اليوم (1-7) - في اليوم ذاته الذي اختاره رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان لإعلان سعيه للترشح للرئاسة . فإذا كانت تلك مصادفة، فهي مصادفة مهمّة .
ويمضي الكاتب قائلاً، إن مسؤولين في حكومة أردوغان، أشاروا على الأقل مرتين في الأسابيع الأخيرة، إلى أنهم يرغبون في إنهاء معارضة تركيا التاريخية لإقامة دولة كردية مستقلة . وثمة أسباب عدة لذلك، ولكن أكثرها إلحاحاً الحساباتُ الانتخابية التي يواجهها أردوغان في التصويت في الشهر المقبل .
ويتوقع الكاتب أن يكون أكراد تركيا العامل الحاسم في تحديد هوية الرئيس .


من جانبهم، فإن قلقهم من ميْل أردوغان إلى التسلط، أقل أهمية من تأمين وجود دولة كردية مستقلة في العراق، وإنجاز صفقةٍ أفضل لهم في تركيا . ويقوم أردوغان حالياً بإبلاغهم بأنه الشخص المناسب لتحقيق كلا الأمرين .
وعلى مدى عقود من الزمن، ظلت مجرد فكرة الدولة الكردية تقضّ مضجع الزعماء الأتراك . وكانوا يخشون أن توريَ زنادَ حربٍ شاملة على طول المناطق المتاخمة للعراق وايران وسوريا، المأهولة بأغلبية كردية . ولكن الزمن، وتشتيت الأكراد في أنحاء البلاد، واعتماد كردستان العراق الاقتصادي المتنامي على تركيا، خففت حدة المقاومة في أنقرة . كما أثبت البرزاني، أنه حليف مفيد في محادثاته مع اوجلان وحزب العمال الكردستاني المقاتل .
كما أن مصادفة التوقيت، لها أثر كبير في ذلك . ففي اللحظة التي يحتاج أردوغان فيها إلى دعم الأكراد له للبقاء في السلطة عقداً آخر من الزمن، يحتاج الأكراد إلى أردوغان لاغتنام الفرصة لتحقيق حلم الاستقلال الذي يراودهم منذ قرن من الزمن .
وفي صحيفة "حُرّيّت ديلي نيوز" التركية، (7-7-2014)، كتب مايكل تانكوم، الأستاذ الجامعي في القدس، أن تركيا تنصلت رسمياً فيما يبدو، من أي دعم لحكومة إقليم كردستان العراقي، في سعيها إلى الاستقلال، على الرغم من تصريحات نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، حسين شليك، يوم 28 يونيو/ حزيران التي تفيد عكس ذلك .
ويقول الكاتب: بينما لا تزال العلاقة السياسة المحددة بين تركيا وحكومة كردية مستقلة غير محددة المعالم بعدُ، فإن البنية التحتية للعلاقة الاقتصادية، قيدَ الإنشاء الذي يجري على قدم وساق .