عقل العقل

نكبة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة أن قيادة حماس الإخوانية تضحي بأرواح أبناء الشعب الفلسطيني في حروب متكررة كل أربعة أعوام، فما الجديد في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة عن حرب 2012، كلنا مع خيار المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكن يبدو أن هذا التهور لحركة حماس تحركه قوى إقليمية ممثلة بتركيا وقطر بسبب سقوط الحكم الإخواني في مصر على أيدي أبناء الشعب المصري، حماس تقوم بدور مشبوه في هذه الحرب لإحراج نظام المصري الجديد ورئيسه عبدالفتاح السيسي، وإظهار النظام الحالي في مصر وكأنه يقف مع العدوان الإسرائيلي على غزة في محاولة لإثارة الرأي العام المصري والعربي ضد النظام المصري، وإلا ما هي الأسباب الحقيقة التي تجعل حركة حماس ترفض المبادرة المصرية لوقف العدوان، وهي كما ذكر بعض المسؤولين الفلسطينيين لا تختلف، إن كان هناك اختلاف أصلاً، مع المبادرة المصرية التي قدمها نظام مرسي، هي نفس المطالب والشروط التي قبلت بها الحركة في ذلك الوقت.

&

على حركة حماس إذا كانت صادقة في المقاومة ألا تتخذ قرارات المواجهة والحرب مع إسرائيل وحدها، فهي فصيل واحد من الفصائل الفلسطينية، ويجب أن يكون القرار قراراً للشعب الفلسطيني، ولكن يبدو أن حركة حماس كما الأحزاب الإخوانية تجيد اللعب كدور المعارض، وليس حكومة تحكم وتضع مصالح الشعب الفلسطيني كافة في حساباتها، فلنتابع ملف الأزمة وبقدرة قادر ينتقل إلى الدوحة وأنقرة وطهران والضاحية الجنوبية حتى النظام السوري الغارق في أزمته مع شعبه يدخل على خط الأزمة في غزة، وكل من هذه الأطراف يرفع الشعارات والتهديدات لمصلحته، فتركيا التي يطلق رئيس وزرائها أردوغان التصريحات النارية، وأن الحرب والعدوان على غزة، هي حرب صليبية، فالسؤال ماذا قدّمت تركيا على أرض الواقع للمقاومة وللشعب الفلسطيني التي تراق دماؤه؟ إنها محاولة من حكومة أردوغان للعودة إلى منطقتنا بعد أن خسرت حليفها الإخواني في مصر، والدوحة تسير معها في نفس الخط، خصوصاً وأن الأوضاع في مصر بعد الانتخابات الرئاسية بدأت تعود إلى طبيعتها، ولكن للأسف حركة حماس تقوم بهذه الخدمة لهذه القوى الإقليمية في محاولة لعودة الدور التركي إلى المنطقة وحماس الإخوانية لا يهمها سقوط الضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني، بل إن المكاسب السياسية الضيقة هي من يحركها، والغريب أننا نجد أن القنوات الفضائية العربية والمحسوبة بأنها عربية، والتي كانت تبث ما تدعي أنه مظاهرات مستمرة وحاشدة في المدن المصرية، والتي تدعي بأنها تطالب بعودة الشرعية، قد تناست تلك المظاهرات وبدأت بالتضخيم الإعلامي لما يجري في غزة، ولا نعرف إن كانت تلك المظاهرات قد توقفت وانتهت، ولكن هذه الأذرع الإعلامية ومن خلال تغطيتها لهذه الإسلامية تعمل على تصوير النظام المصري وبعض الأنظمة العربية بالمتواطئة والمتخاذلة عن نصرة الشعب الفلسطيني، وذلك بهدف إثارة الشعوب العربية ضد أنظمتها، ولكن هذا لم يحدث، لقد فهمنا هذه اللعبة من فصائل حركات الإخوان في منطقتنا، فلماذا باركت هذه الأحزاب وأجهزتها الإعلامية بالدور الذي قامت به حكومة مرسي في العدوان السابق، بل هللت له على رغم أنه لم يختلف عمّا قام بها نظام مبارك في أزمة 2008، إنها كلمات يجب أن تقال في هذه الظروف شديدة التعقيد التي تحاول بعض القوى الإقليمية باستغلال الدم الفلسطيني لتحقيق أحلامها في المنطقة، وأنا لن أتفاجأ أن تقبل حركة حماس بالمبادرة المصرية وإن تم تغييرها إلى المبادرة التركية أو القطرية، وهي بنفس الشروط. باختصار، حركة حماس الإخوانية أداة لتنظيم عالمي تملى عليه الشروط، وهو ينفذها، لتعزيز مواقع قوى إقليمية وعربية، خسرت في انتكاسات وخيبات الربيع الإسلامي الإخواني في عالمنا العربي. أنا أعرف أن حضور القضية الفلسطينية قوي في وجدان شعوبنا العربية وحماس ومن ورائها تستغل ذلك مستغلة وحشية العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني.

&


&