فاروق جويدة

كل عقلاء مصر حذروا منذ وقت بعيد من فوضى الإعلام المصرى وان يجلس المذيع على منصة إطلاق الصواريخ الإعلامية كل ليلة ويقول ما يشاء ويلعن من يريد وينصب نفسه زعيما سياسيا وناقدا فنيا وخبيرا امنيا ورجل دين وسياسة ولا مانع من تقديم آخر الوجبات الشهية.


كنا نحذر ان هذا الانفلات الإعلامى الذى ينطلق كل ليلة دون حساب او إعداد او متابعة سوف يصل بنا الى كارثة .. منذ سنوات حدثت مأساة مصر والجزائر بسبب مباراة فى كرة القدم وكان الإعلام هو رأس الحربة التى أفسدت العلاقات بين البلدين واستهلكت وقتا طويلا حتى عادت الأمور إلى مجراها..

&

وقد شهدت الأيام الأخيرة مأساة اخرى مع المغرب الشقيق حين تبرعت إحدى الإعلاميات وألقت خطبة عصماء ضد الشعب المغربى استخدمت فيها كل ألوان الغباء السياسى والإنسانى .. واشتعلت النيران مرة أخرى بين مصر والمغرب بسبب الإعلامية التى لم تفرق بين شاشة التليفزيون وجلسات النميمة الليلية فى مسلسلات رمضان .. منذ زمان ونحن نطالب الفضائيات بالاهتمام بقضية الإعداد فى البرامج التليفزيونية بحيث لا يكون الاعتماد فقط على مقدم البرنامج وثقافته الضحلة او لغته الفجة وتفكيره الضعيف ..

&

&

&

كنا أيضا نطالب بوضع ضوابط لبرامج الهواء بحيث يتم اختيار إعلاميين ومذيعين لديهم القدرة على الحوار والإقناع لأن الفوضى التى تحدث كل ليلة على الشاشات تمثل أزمة حقيقية فلم تعد أزماتها مقصورة على الدول التى تظهر فيها ولكنها تحولت إلى عوامل هدم وإساءة لعلاقات وثوابت تاريخية بين الشعوب

&

.. لقد فرقتنا السياسة وفرقتنا كرة القدم .. وفرقتنا الحروب الأهلية واتهامات الكفر والإيمان وجاء الإعلام ليهدم آخر ما بقى بين الشعوب من التواصل والمودة المفروض أن الإعلام يؤكد أهمية العلاقات بين الشعوب ويسعى الى تأكيدها وتواصلها وحين يتحول إلى أساليب التخريب والإساءات والبذاءات هنا ينبغى ان تكون لنا وقفة وعلينا أن نستفيد من كوارث الماضى . إن الأزمة الحقيقية فى الإعلام المصرى الآن انه أصبح مصدرا للمشاكل والأزمات أمام فقدان الرؤى واختلال الحسابات.

&