&

&

&

&محمود معروف

&اتهم رئيس حزب مغربي معارض رئيس حكومة بلاده بعلاقة غامضة مع تنظيم داعش بالعراق وسوريا وجبهة النصرة والمخابرات الاسرائيلية.
وطلب حميد شباط الامين العام لحزب الاستقلال مساء الاثنين في جلسة للبرلمان من رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران وهو الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الاسلامية الكشف عن طبيعة «علاقته بداعش وجبهة النصرة وجهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد»، وهو ما واجهه بن كيران ووزراؤه بالاستغراب.
وجاء الاتهام المبطن الذي وجهه حميد شباط لرئيس الحكومة في الجلسة المشتركة لغرفتي البرلمان التي كانت مخصصة لمناقشة الحصيلة المرحلية للحكومة، حيث عبرت فرق الأغلبية عن «ارتياحها» لهذه الحصيلة وسجلت جرأتها في مباشرة عدد من أوراش الإصلاح المهيكلة، فيما اعتبرت فرق المعارضة أن الأداء الحكومي كان «قاصرا وتميز بالارتجال وعدم الفاعلية».
وقال الأمين العام لحزب الاستقلال ان الحكومة المغربية الحالية هي «الأسوأ في تاريخ الحكومات المغربية وان رئيسها يضرب الناس بالحجارة». واعرب عن استغرابه من «إصرار رئيس الحكومة على ترديد لازمته التضليلية في الحديث بنوع من المن السخيف عن استقرار المغرب».


وقال شباط إن الاستقرار الذي ينعم به المغرب لا يمكن إدخاله في بنود حصيلة العمل الحكومي، ولا أن يعده من منجزات حكومته،»لأن الاستقرار الذي ميز الله به هذا البلد الأمين، هو الذي جاء بهذه الحكومة، بفضل النضال الطويل والمسؤول للقوى الوطنية الديمقراطية والمؤسسة الملكية».
واضاف «ان جميع المغاربة يعلمون الأجندات الدولية التي تحركت في محاولات فاشلة لبث الفوضى وزرع الفتنة، ويعرفون التيارات المعنية بهذا الحراك من المحيط إلى الخليج».
وأوضح أن هناك من «يظهر في الواجهة أثناء التظاهرات، ومن كان يهيج الشارع من الباطن بيد، ويساوم بيد أخرى»، مستغربا مما قال إنها محاولة من بن كيران «لتحويل الوطن إلى رهينة لخدمة مشروع سياسي ودعوي بأجندات وولاءات تتجاوز حدود الوطن، حيث الانتصار للانتماء الإيديولوجي الأممي، على حساب الانتماء للوطن ولمصالحه العليا».
واتهم ادريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران باستغلال المبادرات الملكية للنفخ في حصيلته الحكومية .وقال إن سعي الحكومة لتضخيم حصيلتها الهزيلة تجعلها تدرج الأنشطة الملكية ضمنها، مبديا تفاؤله بقدرة الشعب المغربي الشعب المغربي على معاقبتها خلال الانتخابات المقبلة.
وقال لشكر إن «ما يثير الاستغراب هو الحديث عن مبادرات وأنشطة ملكية في هذه الحصيلة، مثل الدور الذي لعبه جلالة الملك في ملف الوحدة الترابية أو زيارته للولايات المتحدة الأمريكية»، مضيفا أن بن كيران «يقحم المساعي الموفقة للدبلوماسية الملكية ضمن حصيلته الحكومية».


وأكد لشكر أن «الحصيلة المرحلية للحكومة مخيبة للآمال، وتضاعف مسؤولية المعارضة، لأنها مؤتمنة من طرف الشعب على حماية مستقبل أبنائه من سياسة العبث»، مضيفا «لكننا متيقنون أننا بفضل التزامنا ونضالنا سنتجاوز تبعات هذا الخريف المغربي».
وقال ان ما قدمه بن كيران ليس «حصيلة وتصريحا حقيقيا يستند على إنجازات مضبوطة ومؤشرات دالة ومعطيات مرقمة»، معتبرا أن «ما استمعنا إليه من رئيس الحكومة هو خطاب فضفاض يسبح في العموميات وينهال قاموسه من الاستبداد والابتزاز السياسي»، متهما بن كيران بعدم القدرة على التمييز، والخلط بين الدولة والحكومة، والخلط بين حكومته في النسخة الأولى الثانية، ودعاه إلى الاعتراف أن سنة 2013 كانت سنة بيضاء على مستوى الحصيلة الحكومية، بما أحدثه قرار حزب الاستقلال بالانسحاب من الحكومة وما نتج عنه من أزمة حكومية وسياسية استغرقت عدة شهور إلى درجة تجميد العمل الحكومي.
ورفض لشكر ما وصفها بمحاولات رئيس الحكومة تصوير المغرب على «أنه كان على حافة الهاوية وكأن البلاد لم تكن بها دولة أو مؤسسات»، وقال ان ذلك غير صحيح، «لأن بلادنا كانت تتمتع بالطمأنينة، و لم تعش ثورة و لا تمردا ولا فوضى، بل ظلت مؤسساتها قائمة».
«المملكة متماسكة، لأنها تعودت على إدارة الاحتجاجات والتعامل مع التعبيرات المختلفة»، يقول لشكر الذي أوضح «أن هذه الحكومة ليست هي التي جاءت لتنقد البلاد من «فتنة»، كما تخيلها رئيسها»، وأن «هذا الكلام هو مجرد إنشاء لا معنى له من أجل تبرير الحصيلة الهزيلة».
واتهم حكيم بن شماس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، رئيس الحكومة، وحزبه العدالة والتنمية بابتزاز الدولة للحصول على «مكافأة ما»، غير مرتبطة بالمنطق التمثيلي لدستور 2011، عن دور توهم أنه لعبه لفائدة مؤسسات البلاد.


وقال «ان التهديد المتكرر للحزب الأغلبي في إشارة لحزب العدالة والتنمية، بالنزول للاحتجاج في الشارع يندرج ضمن هذه الرؤية الابتزازية»، مستغربا استغلاله «للشعار المشروع لحركة 20 فبراير المتعلق بإسقاط الفساد والاستبداد».
وقال بن شماس إن العدالة والتنمية «لم يكن أبدا من مؤيدي الحركة وقدم نفسه عربونا، أو قربانا للاستقرار، وعرابا للانتقال الديمقراطي»، وان «رئيس الحكومة يقدم نفسه وفق هذا السرد كأنه ادولف سوارز المغرب». واتهم رئيس الحكومة، باعتماد التزييف والنزعة التحريفية للتاريخ المغربي الراهن، وصف الحصيلة المرحلية للحكومة بالسوداء، منتقدا «اختيار بن كيران لمنهجية توهم المغاربة بأن تحمله للمسؤولية الحكومية لا علاقة له بتعهداته والتزاماته المرتبطة بتحقيق الانتظارات الملحة للمغاربة، على مختلف المجالات السياسية الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، بل من أجل مهام ووظائف أخرى».
وقال «إنه لا يمكن لرئيس الحكومة أن يبيعنا في حصيلته المرحلية مكسبا يسمى الاستقرار»، موضحا «أن ما تعيشه بلادنا من استقرار هو محصلة مسار طويل من الأوراش والمبادرات والديناميات الإصلاحية السابقة على 2011 وأن الضامن للاستقرار في بلادنا هو المؤسسة الملكية».
&