الكيانان الوحيدان في هذا القرن اللذان أعلنا عن نواياهما التوسعية على حساب دول عربية ومسلمة

&

&عماد المرزوقي


• الكويت ودول عربية ضمن خريطة إسرائيل الكبرى ... وخريطة «داعش»

• جيش «الجهاديين» قد يصل تعداده 100 ألف مقاتل مستقبلا مع زيادة الاستقطاب

• تقارير غربية تحذر من تفكك الدول


وإعادة تقسيم المنطقة مع استمرار الصراعات


جهتان نقيضتان فقط في العالم تحلمان بتغيير خارطة الشرق الأوسط. كلاهما رسم خريطته التوسعية الطموحة على حساب دول المنطقة. ولكي يتحقق هذا الطموح فإن كليهما يسعى اليوم الى تفكيك الدول الحالية من خلال اذكاء فتيل الحروب الطائفية والحروب الاقتصادية والحروب النفسية واخطرها الحروب الأهلية بين الأخ واخيه. ويبدو انهما يعتمدان مبدأ «فرّق تسد» لتمرير النوايا الاستيطانية على حساب دول عربية.

الجهتان النقيضتان هما اسرائيل و«تنظيم الدولة الاسلامية» او ما يعرف بـ«داعش»، اذ أنهما الطرفان الوحيدان اللذان نشر كل منهما خريطته التوسعية في الشرق الأوسط. فتنظيم الدولة الاسلامية - داعش - نشر خريطة ما يزعمه بالمجال الجغرافي الجديد للخلافة التي أنشاها في الموصل واتسع مجالها الى مناطق حدودية في سورية. وشملت خريطة «داعش» الجديدة حذف أغلب الدول الحالية واعادة تسميتها من جديد في اطار ولايات كبرى تتبع الخلافة المزعومة في العراق.

أما اسرائيل فقد لا تخفي مطامع اليهود القديمة الجديدة في التوسع في الشرق الأوسط بهدف بلوغ قيام دولة اسرائيل الكبرى التي رسمت خارطتها من النيل الى الفرات لتمحو اغلب دول الشرق الأوسط. حيث ان خريطة دولة اسرائيل الكبرى ستمتد على أراضي كل من فلسطين وسورية والأردن ولبنان وأجزاء من العراق ومصر والكويت والسعودية.

اما خريطة امتداد «دولة الخلافة» التي قام تنظيم «داعش» بنشرها فهي تمتد على الدول العربية والاسلامية كافة من دون استثناء في محاولة جامحة جدا لاعادة امجاد الامبراطورية الاسلامية.

لكن حلم من الأقرب للتحقيق؟ حلم اسرائيل ام «داعش»؟ ومن يتوسع قبل الآخر على المنطقة خصوصا ان الطرفين يتبنيان كل واحد عقيدة نقيضة الأخرى وهل تكون نواياهما تلك النار التي ستحرقهما في الشرق الوسط وهل ستكون مثل هذه النوايا التوسعية مجال منافسة بين اسرائيل و«داعش» قد تؤدي الى اقتتالهما والتخلص منهما مرة واحدة. كلها افتراضات واحتمالات لا تبعد كثيرا عن أحلام اسرائيل و«داعش» بالتهام الدول العربية. فهل يعي العرب تلك النوايا الشريرة؟

ذكر تقرير على موقع «غلوبال ريسيرش» ان «خريطة اسرائيل الكبرى التي أعلنت عنها مرارا تضم دولا عربية كاملة وأجزاء من دول أخرى»، وهذه الخريطة الاسرائيلية الحالمة قد تتوافق مع خريطة «داعش» الذي يريد في البداية بسط السيطرة على اجزاء في العراق وسورية. فمن يدري لعل تنظيم الدولة الاسلامية في حال اصطدم توسعه في المنطقة بالتوسع الاسرائيلي الافتراضي على حساب المناطق العربية قد يترتب على ذلك حرب بينهما او هدنة تقضي بتقاسم المناطق العربية بين «داعش» واسرائيل.

تبقى هذه الاحتمالات فرضيات في خيال من يدعمها والتي من أجلها تم رسم خرائط تأكيدا لنوايا لا ترتبط أبدا بالواقع، وانما هي مجرد طموحات جنونية تستند الى أفكار تعود الى معتقدات لدى اليهود بحلم تحقيق دولة اسرائيل الكبرى ومعتقدات لدى بعض الجهاديين الاسلاميين بتحقق سريع لدولة الخلافة الاسلامية عن طريق القتال.

لكن نوايا كل من اسرائيل و«داعش» في التوسع أصبحت ملموسة على الأرض وذلك من خلال قيام انصار «داعش» بحروب يومية من اجل زيادة السيطرة على مناطق جديدة في سورية والعراق. اما اسرائيل فهي لا تنفك تعلن عن مخططاتها التوسعية في الاراضي الفسلطينية ولا تنفك في استفزاز الأراضي العربية المتاخمة لها خصوصا في لبنان وسورية من خلال زيادة عدد قواتها المسلحة قريبا من حدودها العربية تحسبا للحرب التي اندلعت فعلا لكن في غزة ومرجحة ايضا لأن تمتد نيرانها لتشعل دولا أخرى خصوصا ان درجة الاضطراب الأمني والسياسي في دول المجاورة لاسرائيل هي في مستوياتها القصوى.

وذكر التقرير ان «المنطقة على كف عفريت وان الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني يمكن ان يستفز اطرافا اخرى خصوصا في سورية ولبنان للتورط فيه ما يضع سيناريوات اخرى لمستقبل الحرب الاسرائيلية على غزة».

خريطة توسعه في الدول العربية لا يزال ينشرها تنظيم الدولة الاسلامية الذي وزع خرائطه للخلافة الاسلامية التي يحلم بها في كافة وسائله الدعائية والاعلامية خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يروج لنواياه لحرب توسعية يجند لها الآلاف من الدول العربية والاجنبية ويريد تركيع انظمة بعينها من خلال حروب العصابات الخاطفة وحروب الاستنزاف للمدنيين وترويع الناس عبر القيام بعمليات اجرامية ضد الانسانية.

التنظيمات الاسلامية المتشددة خصوصا «داعش» اصبحت الوجهة المفضلة للمقاتلين المحترفين او الراغبين في الجهاد من كافة انحاء العالم حيث يصل تعداد الجهاديين متعددي الجنسيات الذين يشارك السواد الأعظم منهم في «داعش» و«النصرة» التابع للقاعدة حسب تقرير لـ«سترايتس تايمز» نحو 20 الى 40 الف مقاتل ويرجح ان ينمو هذا العدد حتى 100 الف جهادي بعد تزايد اقبال المقاتلين العرب والمسلمين على الانضمام الى مجموعات ارهابية مختلفة في مقدمتها داعش». هذه المعلومات أكد أيضا صحتها آخر تقرير لـ«واشنطن بوست» الذي رصد تزايد انضمام مقاتلين اجانب الى التنظيمات المتشددة في منطقة الصراع في الشرق الأوسط خصوصا سورية والعراق.

وذكر تقرير على موقع «فاير اوبزيرفر» أن «عدد الجهاديين الذين يقاتلون في سورية في تزايد مستمر منذ 2011 ويعتقد ان أعدادهم تتراوح بين 45 الى 60 ألف مقاتل ومن بينهم آلاف المقاتلين من الدول العربية والأجنبية». وأضاف التقرير ان «اكثر التنظيمات التي تستقطب المقاتلين العرب والأجانب هي تنظيم داعش وتنظيم جبهة النصرة». الا انه في الفترة الأخيرة سرق تنظيم «داعش» الأضواء من تنظيم النصرة في سورية واصبح التنظيم الأكثر تشددا في سورية والعراق والأكثر استقطابا للمقاتلين العرب والأجانب حسب تقرير أخير لـ«واشنطن بوست».

وفيما يسعى تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» الى اقناع التنظميات الجهادية الفاعلة على رأسها جبهة النصرة في سورية الى مبايعته والعمل تحت لواء الخلافة التي اعلنها «داعش» من طرف واحد، تزيد كل يوم امكانات التنظيم القتالية ما جعل القضاء عليه يتطلب جهودا كبيرة حيث قال تقرير على «سي ان ان» ان الولايات المتحدة اذا اردات ان تقضي على «داعش» يجب ان توفر على الأقل 20 الف جندي للقيام بعملية برية في الموصل.

اذاً فإن تنظيما مثلا «داعش» يدفع الحربية الأميركية لتوفير 20 الف رجل، اي ان قوة هذا التنظيم تنمو بسرعة مع تنامي قدرته الاقتصادية بالسيطرة على منابع نفط وغاز بين سورية والعراق. وأكبر المخاوف حسب دراسة على «غلوبال ربسيرش» ان يتم التسليم بوجود «داعش» مع زيادة نفوذه في العراق وسورية وهذا ما يهدد بتفكك الدولتين.

ويبدو ان هذا هو المصير الذي تدفع اليه اسرائيل بطريقة غير مباشرة، حيث اكد تقرير «غلوبال ربسيرش» ان «إسرائيل تسعى لتفتيت الدول العربية إلى دويلات صغيرة من أجل اضعافها وانشاء دولة اسرائيل الكبرى على اجزاء منها». وذكر التقرير نفسه أن «اسرائيل استفادت من الصراع الدائر في العراق واقامت علاقات خاصة مع كردستان ولعل صفقة النفط التي عقدتها معها دليل واضح على سعي اسرائيل لزيادة تعزيز علاقاتها مع كردستان العراق».

وأضاف التقرير أن «الولايات المتحدة نجحت في مهمتها في إعادة رسم مخطط منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإسرائيل، الى ذلك فإنه من خلال الصداقة الكردية - الاسرائيلية، كان من المقرر أن تصبح اسرائيل شريكا جيدا لكردستان العراق في حال استقلالها التام عن الحكومة الفيديرالية العراقية». وأوضح التقرير انه بذلك «فإن حلم اسرائيل سيتحقق مستقبلا اذا زادت الانقسامات في المنطقة وهذا الحلم هو دولة من «النيل إلى الفرات»، لتكون الثمرة النهائية لمساع دامت سبعين عاما من التلاعب والعدوان من أجل الهيمنة على المنطقة بأسرها».

&