أحمد السيد عطيف

فرصة عظيمة لنا أن نرى الحلم يتحقق. الحلم الذي استثمرنا فيه خيالنا وتاريخنا وأكاذيبنا، ها هو أمامنا.


انشق قبر فخرجت منه "الدولة الإسلامية"، وظهرت الخلافة الميمونة، ببردتها وعمامتها، وخطبة فتح على منبر جامع، بالتأكيد لن تكون "الدولة الإسلامية" إسلامية لو أعلنت عن نفسها من قصر رئاسي مثلا. واعيباه!.
ولن يكون "الخليفة "أميرا للمؤمنين لو ظهر ببدلة مثلا، "وافشلتاه"!.
سيارات الهامر الأميركية والكلاشينكوفات الروسية تحرس الجامع من الخارج، لكن هذا لن يراه الناس، ولن يفت في عضد الخلافة.


انشق قبر التاريخ، فخرجت جثة اسمها "الدولة الإسلامية" تطبق أحكام إسلامها، تمنع الغناء وتلزم بالغطاء وتقتل المرتد وترجم الزانيات "حتى الآن امرأتان" وتطلب الجزية من غير المسلمين وتطردهم وترث ممتلكاتهم، إلى بقية الأفكار التي نعرفها كل المعرفة، ونألفها جميعا ولا نشعر بغربتها، ويا للصدفة!.
المفاجأة المتوقعة، أن رفقاء السلاح وشيوخ التنظير الذين تنادوا لقتال العالم من أجل دولة إسلامية ومبايعة أمير مؤمنين واحد سارعوا إلى رفض الدولة والخلافة، من المقدسي إلى الخولاني إلى الظواهري فضلا عن السلفيين والحركيين، ولم يتردد هؤلاء لحظة في رفض الوهم الذي آمنوا به. فما الذي حدث؟.


لم يرفض الرافضون فكرة الدولة والخلافة فهي مشروعهم أصلا، وإنما رفضوا التوقيت، ورفضوا "أمير المؤمنين"؛ لأنه غير معروف لهم، فبيعته غير شرعية، الأمر الذي استدعى كتَبَة البغدادي للرد على شبهاتهم، فأوضحوا أن البيعة صحيحة وطاعة الخليفة واجبة، فاسمعوا وأطيعوا وخلوا عنكم "البربرة"!
هؤلاء رفضوا لأن البغدادي سبقهم بإعلان "دولة" بينما هم ظلوا يراوحون بين تسميات إمارة وجماعة، رفضوا لأن كل واحد منهم فاتته فرصة منصب "أمير المؤمنين".


هذا الرفض جزء من لوازم الخلافة كالبردة والعمامة تماما. لا توجد خلافة دون دماء، ولا خلافة تقبل شق عصا الطاعة، ولو امتد بها الوقت والمكان فسيكون القتال بينهم عنقوديا.


فكرة "الدولة الإسلامية" كانت وتظل مشروعا دائما للصراع باسم الدين. حفلة عربدة في الدماء تستمر حتى تغير الشعوب ما بأنفسها فيغير الله ما بها.


دولة البغدادي فرصة لإراقة الدم والإفاقة من الوهم.