سالم الشطي
&
«قزم واقف خير من عملاق راكع» - مثل أميركي.
&
أثناء دراستنا الابتدائية، كنا نحاول أن نتنافس على المركز الأول في البداية مع زميل لنا فلسطيني أذكر اسمه رائد، الله يذكره بالخير، ولم نفلح أن نتجاوزه، فاستسلمنا، وبانتقالنا للمرحلة المتوسطة صار همنا الوصول للمركز الثاني، فكنا مع زملائنا نصل أحيانا ونتراجع أحيانا للمركز الثالث أو الرابع، أما الأول فهو محجوز لرائد! الذي لا أعرف مصيره وما حل به بعد التحرير.
&
الفلسطينيون قبل الغزو كانا يمتازون بتفوقهم الدراسي كطلاب، وتميز أدائهم الإداري كموظفين، وبعد التحرير تغير الوضع فتغير الأداء!
&
رغم الإمكانات المتواضعة للفلسطينيين داخل فلسطين، والظروف المحدقة بهم من كل جانب، وحال الضيق التي يعيشونها، إلا أنهم أثبتوا أنهم ما زالوا يتمتعون بنفس التميز والتفوق و «الذكاء»، فالحرب الحالية كشفت عن تطوير المقاومة الفلسطينية لأسلحتها، حتى وصلت إلى صواريخ بعيدة المدى، وطائرة من دون طيار.. وماكينات توليد الكهرباء، ومشاريع كثيرة حصلوا على براءة اختراع لها.. ولكن لم الاستغراب؟!
&
شعب محتل ومحاصر، يريد العزة والكرامة ويرفض الذلة، أليس من حقه تطوير نفسه؟! شعب تمسك بأرضه وقاوم ولا يزال على الرغم من التسهيلات الكبيرة التي تقدم عبر السفارات الأوروبية والغربية لأهل القدس للهجرة إلى الخارج، أقلها أنه يمنح 10 آلاف دولار مع جنسية الدولة التي يرغب بالهجرة إليها ليبدأ حياته هناك، ويقل العرب داخل القدس!
&
إن الدور الذي تقوم به مصر اليوم أخطر من أي دور سابق لها، فالتآمر الواضح اليوم لم يكن بهذه الصورة الفجة حتى أيام الرئيس المعزول حسني مبارك، المعابر فتحت لسويعات لإخراج الأجانب والمصريين لظنهم أن هناك حرباً برية، ثم تم إغلاقها مرة أخرى دون أي استشعار للمسؤولية العربية والإسلامية والإنسانية التي تتمتع بها مصر ويستوجب منها دورا أكبر وأوضح في دعم قضايا الأمة لا أعدائها!!
&
مشروع المقاومة موجود في فلسطين وبدماء أبنائها بمختلف أماكنهم وانتماءاتهم، حتى بالضفة ومناطق 1948، ولك أن تتصور عزيزي القارئ أن المساجد في حيفا ويافا تكبّر وقت إطلاق الصواريخ، والأئمة يقنتون بالدعاء على اليهود المعتدين وأن ينصر الله المقاومة، وأن تنكل صواريخهم بالعدو، رغم أنهم في ظل الكيان الصهيوني المحتل، ويحملون جوازاتهم، والأئمة يأخذون رواتبهم من وزارة الأديان اليهودية!! مع كل صواريخ فلسطينية تطلق كردة فعل لتسقط على تل أبيب وما حولها، يكبر الفلسطينيون في كل مكان، ويخرجون إلى الشرف والأسطح ويركضون إلى محل سقوط الصواريخ ليأخذوا بعض قطعها المتناثرة كتذكار، في الوقت الذي يختبئ اليهود داخل السراديب والملاجئ، شعب جبان فكيف احتلونا واحتلوا أولى القبلتين وهم بهذا الجبن والخوف؟! إن قصة احتلال اليهود لفلسطين لم تُروَ بحقيقتها بعد، فهي تختلف جذرياً عما هو مشهور من أنهم باعوا أرضهم للمحتل، ولكنه الإعلام الذي يتحكم فيه الصهاينة على مستوى العالم!
&
كلمة سمو الأمير بمناسبة العشر الأواخر كانت موفقة في ما يتعلق في غزة والاعتداء عليها، فقد وصف سموه بدقة ما نعايشه من «عدوان إسرائيلي غاشم متواصل على قطاع غزة، وقصفه للمناطق السكنية والمنشآت المدنية، مسفرا عن سقوط الضحايا والجرحى والمصابين من إخواننا الفلسطينيين دون وازع أو رادع إنساني»، وأعلن سموه «فشل مجلس الأمن لوقف هذا العدوان»، وطالب «المجتمع الدولي بأسره بالوقوف أمام مسؤولياته لوقف هذا العدوان الإسرائيلي السافر، ورفع هذه المعاناة التي يمر بها الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وتقديم الدعم والعون والمساعدات الإنسانية لأهلنا المنكوبين بالقطاع».
&
هذه الكلمة حملت معان كثيرة أهمها الاستنكار الذي لم نعد نسمعه من الدول العربية والإسلامية، والإشارة إلى فشل تحركات مجلس الأمن لوقف الاعتداء الصهيوني، ودعوة المجتمع الدولي لوقف العدوان السافر، ودعوتهم كذلك لتقديم الدعم والمساعدة للمنكوبين هناك. ويتزامن ذلك مع حملة الكويت لإغاثة فلسطين بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر.
&
سمو الأمير... شكراً لك فقد نطقت باسم الكويت.