حسن الحارثي

تخيل أن هذا العنوان مكتوب على صدر الصفحة الأولى في صحيفة "الجارديان" التي نشرت قبل أيام، أن داعش هي المسمار الأخير في نعش المسيحيين والقوميين العرب، وفي التفاصيل أن الدولة الإسلامية في العراق والشام في الطريق إلى استعادة الأراضي الفلسطينية كاملة ومسح دولة إسرائيل من الخارطة.


عند هذا المنعطف التاريخي يتحقق المعنى الحقيقي للجهاد في سبيل الله بصد المعتدي واستعادة الحق، وغير ذلك ما هو إلا قتل أبرياء وترويع بشر وإفساد في الأرض وإرهاب حقيقي يمارسه مجموعة من الباحثين عن لذة الدنيا وشهوة السلطة وبعض المغرر بهم من الجهلاء والحمقى.


مع الأيام يبدو أن صورة داعش بدأت تتضح أكثر ولن تخرج عن كونها أداة رميت في الساحة لتقوم بدورها في اللعبة التي تدار في المنطقة، ولا حول لها ولا قوة فيما يحدث، وعليها فقط أن تنفذ الإملاءات حتى يأتي الوقت الذي تختفي فيه عن الأنظار بضغطة زر.


لكن المؤلم في كل هذا أن ما تفعله داعش التي تلصق بنفسها صفة "الإسلامية" فيه تشويه كبير للإسلام وتعاليمه، وهي بهذا تمنح الفرصة لمن يرغب في الإساءة للدين وتعطي الغربيين الضوء الأخضر للانتقاص من كل ما هو مسلم أو إسلامي، هذا إذا لم يكن الساسة الغربيون متورطين في ولادة أفراد داعش ورعايتهم والترويج لهم، من باب توسيع دائرة الفتنة وحماية إسرائيل التي من المفترض أن تكون الهدف الأول لأي مشروع جهادي عربي مسلم.