عبدالمحسن سلامة

غدا عيد الفطر المبارك طبقا للحسابات الفلكية، وللأسف يأتى العيد وقد ضاعت فرحته على أيدى الإرهاب الأسود من الداخل والخارج، ففى الوقت الذى تصر فيه جماعات الظلام على مواصلة معاركها «الخسيسة» فى الداخل ليسيل دماء الجنود المصريين النقية الطاهرة فى نهار رمضان، نجد العدو الصهيونى يقوم بارتكاب أبشع جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.

&

&

الغريب أن من قام بقتل الجنود المصريين فى الفرافره هم مجموعة تنتمى إلى جماعة إرهابية تطلق على نفسها «جماعة أنصار بيت المقدس»، والحقيقة أنها جماعة تنفذ نفس مخطط العدو الصهيونى فى القتل والتدمير وتخريب المنطقة العربية وإشعالها ذاتيا لتظل فى حالة من الانقسام والتشرذم والضعف والهوان ليتحقق كل ما تصبو إليه إسرائيل من انهيار قدرات العالم العربى الدفاعية كما حدث فى جيوش العراق وليبيا وسوريا.

&

السؤال الذى يفرض نفسه بقوه: ما علاقة جماعة تزعم أنها تقاتل لأجل بيت المقدس بما يحدث من قتل وتخريب وإرهاب فى مصر؟ فهل هناك علاقة بين الفرافرة «وبيت المقدس»؟ ولماذا لم تذهب هذه الجماعة وغيرها من الجماعات الإرهابية والمتطرفة إلى إسرائيل لقتال العدو الإسرائيلي؟!

&

الأمر المؤكد أن هذه الجماعات تنفذ مخططات العدو الإسرائيلى بدقة، وأنها جماعات تعمل بالتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية والأمريكية بشكل مباشر أو غير مباشر لضرب الجيش المصرى وزعزعة استقرار مصر، وجر مصر إلى المستنقع السورى والليبي، لتكتمل منظومة التخريب فى المنطقة العربية، ولتصبح إسرائيل سيدة المنطقة بلا منازع، ويكتمل مخطط التقسيم والتفتيت للمنطقة العربية.

&

لقد أصابتنى صدمة عنيفة حينما أشارت المعلومات إلى أن معظم عناصر الجماعة الإرهابية التى شاركت فى حادث الفرافرة من الحاصلين على المؤهلات العليا، ومن بينهم مهندسون وفنيون شاركوا فى تصنيع المتفجرات والتدريب على عمليات الاستهداف، فكيف وقع هؤلاء فى ذلك «الفخ» اللعين؟ وما علاقة تحرير القدس بالوادى الجديد أو سيناء أو مديرية أمن الدقهلية أو غيرها من الأماكن والمنشآت المصرية؟!

&

لماذا لم يذهب هؤلاء وغيرهم للقتال فى غزة ضد العدو الصهيونى ويقوموا بتحرير فلسطين والمسجد الاقصي؟!

&

للأسف الشديد لقد نجحت أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية فى اختراق الجماعات الإرهابية، ومدهم بالسلاح والمال ومساعدتهم بشكل مباشر أو غير مباشر لتنفيذ مخططات الصهيونية العالمية وضرب الأنظمة العربية فى مقتل، وتنفيذ استراتيجية «الفوضى الخلاقة» الأمريكية التى تستهدف تفتيت المنطقة العربية، وإدخال الدول العربية فى مخطط للاقتتال الداخلى والفوضى من أجل عيون إسرائيل.

&

ما حدث خلال الثلاث سنوات الأخيرة يؤكد المؤامرة الكبرى التى كانت ولاتزال تستهدف المنطقة العربية بكاملها من أجل تحويلها إلى «خرابة» ينعق فيها «البوم» كما حدث فى أفغانستان والعراق من قبل، وكما يحدث فى سوريا وليبيا واليمن حاليا إلا أن عناية الله ويقظة الجيش المصرى كانت وراء انتشال مصر من ذلك المخطط الخبيث لكن «الأغبياء» لا يتوقفون عن السير فى الطريق الخطأ فهاهم ينفذون مخطط اسرائيل بالتمام والكمال.. هم يقومون بضرب استقرار الدول العربية وتدمير جيوشها، وإسرائيل تقوم بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى لتكتمل حلقات المؤامرة فى الداخل والخارج.

&

يبقى الأمل فى الشعوب العربية فى الانتفاضة ضد كل جماعات الظلام والإرهاب والتوحد من اجل عبور هذه المرحلة والإصرار على بناء دول قوية والتفرقة بين حرية الاختلاف فى إطار نظام ديمقراطى وبين الإرهاب.. الأول نحميه ونصونه وتدافع عنه، والثانى نقتلعه من جذوره ونطارده ونثأر منه دون هوادة.
&