تركي عبدالله السديري


تخلّف القدرات في العالم العربي وتقدّمها لدى إسرائيل بشكل واضح وصارخ.. أمر لا ينكره أحد.. في الماضي البعيد كان منطلق ادعاء الفروسية يؤكد أن العرب لا يقبلون بأي ممارسة ظلم ضد الفلسطينيين.. نحن نعرف أن شعوبنا العربية لديهم دائماً مظاهر ادعاء الرعاية للواقع الفلسطيني وتأكيد الرفض لأي ظلم فلسطيني.. نجد الآن أن ذلك الماضي قد تغير بشكل واضح بعد حرب عام ١٩٦٧م عندما كان اليقين العربي والخوف الإسرائيلي يتقاربان في إدراك أن «القوة» العربية قادرة على كبح أي ظلم إسرائيلي..

مرت سنوات بعد تلك الحرب وكان هناك شبه يقين بوجود قوة عربية قادرة على تصحيح هزيمة ١٩٦٧ بانتصار مؤكد، لكن لم ينفذ أي مؤكد؛ حيث اتجه العالم العربي للانحدار وبالذات في العراق بعد سقوط حكم صدام حسين ثم تورط سوريا بمعارك محلية بعيدة جداً عن أي أخلاقية تبرر ضخامة عدد من يهربون عن قسوة واقع وطنهم أو يقتلون داخل الوطن.. وفي نفس الوقت التقاء الانحرافات من وجود عربي إلى وجود آخر بحثاً عن انتصار فئة لا مجموع وطنية واقع عربي..

ما حدث أثناء ذلك.. وفي واقع الحاضر الراهن مخجل للغاية.. أين ما كانت إسرائيل تدّعيه من خوف؟.. أين ما كان يزعمه بعض العرب من أنهم ما كانوا يخافون إسرائيل وإنما يحذرون ممّن صنعوا وجود إسرائيل؟..

إن الوجود الفلسطيني الذي كان في الماضي تتوزع قياداته خلف عدة فئات أصبح في واقع الحاضر أكثر موضوعية عبر اتجاهه نحو تقارب جماعي أكثر..

مؤلم جداً ما هو فيه العالم العربي من مظاهر بؤس وتوجّهات تنوّعات الصراعات.. والمخجل فيما يحدث أن هناك من لا يملكون أي قناعة بضرورة أن يتوالى وجود من يفرض نفسه على الحكم عدة مرات وبادعاء سيادة طائفية خاصة.. التهمة تتجه إلى أكثر من خمس دول يتواصل اتجاهها نحو قاع الحضور مع الاختلاف فيما بين المسببات الذاتية تأثيراً ونتائج..
&